شرح (وَبَعْدَ مَا انْطَوىٰ عَليهِ قَلْبي مِنْ مَعْرِفِتكَ وَلَهجِ بِهِ لِسانِي مِنْ ذَكْرِكَ). |
1073
10:44 صباحاً
التاريخ: 2023-08-03
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-20
1865
التاريخ: 2023-08-03
985
التاريخ: 18-10-2016
994
التاريخ: 2024-09-14
205
|
الانطواء: الاندماج والاجتماع، وكلمة (مِن) بيان لـ (ما).
القلب والروح والنفس الناطقة واحدة عند الحكماء، ولكن فرّق بينها العرفاء والأطباء.
فقال الأطباء: الروح هو البخار اللطيف المتولد في القلب الصنوبري، القابل لقوّة الحياة والحسّ والحركة.
كما يسمى هذا البخار عند العرفاء بالنفس، وما يتوسّط بين المدرك للكلّيات والمدرك للجزئيات بالقلب، فهو عند العرفاء (1) جوهر نوراني مجرّد يتوسط بين الوحر ـ بالمعنى الأول ـ والنفس، ولكنّ باطنه الروح، ومركبه وظاهره المتوسط بينه وبين الجسد: النفس.
وفي آية النور في قوله تعالى: {اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ}، وقد مثّل القلب بالزجاجة وبالكوكب الدريّ، والروح بالمصباح، والنفس بالشجرة الزيتونة، فإنّها لا من شرق عالم الأرواح ولا من غرب عالم الأجساد، بل هي متوسّطة بينهما ومشتملة عليهما.
فإنّ النفس ـ كما مرّ ـ جسمانيّة الحدوث، روحانيّة البقاء، ظاهرها هو البدن وقواه ومشاعره، وباطنها هو العقل الفعّال وقدرة الله تعالى.
ويمكن أن يراد بالانطواء: الانفطار.
أي بعدما انفطر عليه قلبي، إذ القلوب مفطورة ومجبولة علىٰ المعرفة ولو إجمالاً، كما قال عليهالسلام: (رأيت العقل عقلين: فمطبوع ومسموع) (2).
وقال صلى الله عليه وآله: (ما من مولود إلّا يولد علىٰ الفطرة، فأبواه ينصّرانه ويهوّدانه ويمجّسانه) (3).
والمعرفة أعمّ من العلم، إذ هي تطلق علىٰ إدراك الجزئيات أيضاً، بخلاف العلم، فإنّه لا يقال إذا أدرك أحد جزئياً: هو عالم به، بل يقال: عارف به.
(وَلَهجِ بِهِ لِسانِي مِنْ ذَكْرِكَ):
كلمة (من) بيانيّة، والجملة معطوفة علىٰ ما قبلها، أي وبعد ما لهج به لساني من ذكرك.
واللهجة: النطق، ومنه في وصف على (عليه السلام) قال (صلى الله عليه وآله): (عليّ أصدق الناس لهجةً). وقال (صلى الله عليه وآله): (ما من ذي لهجة أصدق من أبي ذر) (4).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر «شرح الأسماء» ص 212.
(2) «بحار الأنوار» ج 1، ص 218، ح 44؛ ج 75، ص 80، ح 64، وفيه: «العلم علمان ...».
(3) «بحار الأنوار» ج 3، ص 281، ح 22، باختلاف يسير.
(4) «بحار الأنوار» ج 22 ، ص 405 ، 406. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|