أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-08
1865
التاريخ: 2023-07-05
809
التاريخ: 18-3-2020
1835
التاريخ: 2023-07-26
957
|
البحث في الشفاعة:
الشفاعة ـ كالمغفرة والعفو ـ تقع لأصحاب الكبائر إذا ماتوا بلا توبة، وجميع العلماء اتفقوا علىٰ هذا، إلّا المعتزلة فإنّهم في كتبهم فسّروا الشفاعة بطلب زيادة المنافع للمؤمنين المستحقين للثواب، وقالوا أيضاً بمنع العفو لأصحاب الكبائر.
نقل كلام المحقّق السبزواري:
وقال صدر المتألهين قدس سره: «إنّ حقيقة الشفاعة بروز صور دلالات الأدلّاء علىٰ الله في الدنيا بصور الشفاعات في الاُخرى، إذ الكلّ يسعدون بدلالة شرائع الأنبياء ورُشد طرائق الأئمة الهداة عليهم السلام في الاُخرى، وهداية النبي الداخل ـ أعني: العقل الذي هو الحجّة البالغة أيضاً ـ بهداية روحانية النبي والوصي والولي الخارجِيين؛ لأنَّ كلّ العقول في تعقّلاتهم يتّصلون بالعقل الفعّال وبروح القدس، كما هو مقرر عند الحكماء قاطبة، فهي كمرائي حازت وجوهها شطر مرآة كبيرة فيها كلّ المعقولات، فيفيض علىٰ كلٍّ قسطه بحسبه: (وروح القدس في جنان الصاقورة، ذاق من حدائقهم الباكورة) (1).
بل لشفاعته منها: تكوينية سارية، ولكلّ موجود منها قسط بحسب دلالته علىٰ الله تعالى، كالنبوة التكوينيّة السارية، وكالمعلّم بالنسبة إلىٰ الأطفال، والرجل بالنسبة إلىٰ أهل بيته. ولهذا ورد (2) أن المؤمن يشفع أكثر من قبيلة ربيعة أو مضر.
ومنه: شفاعة القرآن لأهله، وأمثال ذلك.
لكن لمّا كان دلالتها بتعريف النبوّة وإرشاد الولاية في الظاهر أو في الباطن ـ وفي الشرائع والطرائق والحقائق: الفقهاء مظاهر الأنبياء، والعرفاء مظاهر الأولياء والأوصياء، ومناهج الظواهر والمظاهر في الأوائل والأواخر كأنهار أكابر وأصاغر، من قاموس منهج خاتمهم، كما قال صلى الله عليه وآله: (الشريعة أقوالي، والطريقة أفعالي، والحقيقة حالي) (3). وله السيدودة العظمى علىٰ جميعهم، كما قال صلى الله عليه وآله: (أنا سيّد ولد آدم ولا فخر) (4)، وقال: (آدم ومَن دونه تحت لوائي يوم القيامة) (5) ـ ختم عليه الدلالة العظمى في الاُولى، والشفاعة الكبرى في الاُخرى، كما قال تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} (6).
ثم قال: «إن قلت: كيف تتحقّق الشفاعة في الاُخرى لمن يرتكب الكبائر، ولا دلالة ولا هداية له في الاُولى؟
قلت: لا يمكن ذلك، اذ له عقائد صحيحة ـ ولو إجمالية ـ متلّقاة من الشارع ظاهراً وباطناً، وربما يكون له خصال حميدة، ولا أقل من خواطر حقّة ثابتة، علىٰ درجات متفاوتة، ولا سيّما أنَّ العبرة بأخير حالاته ونهاية أوقاته لو فرض خلوّه عن جميع الوسائل وانبتات يده عن تمام الحبائل، فنلتزم عدم حصول الشفاعة له، ولهذا وقع في الدعاء: (اللّهم قرّب وسيلته، وارزقنا شفاعته) (7)» (8) انتهى.
ثمّ مراده من جعله تعالى شفيعاً لجرائمه وآثامه عنده تعالى، هو طلب العفو والمغفرة منه تعالى، علىٰ سبيل الكناية التي هي أبلغ من التصريح وأدعى منه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) «بحار الأنوار» ج 75، ص 378، ح 3، وفيه: «حدائقنا» بدل: "حدائقهم".
(2) انظر: «بحار الأنوار» ج 8، ص 58، ح 75.
(3) «جامع الأسرار» ص 346، 359.
(4) انظر: «بحار الأنوار» ج 16، ص 325، ح 21.
(5) انظر: «بحار الأنوار» ج 16، ص 402، ح 1.
(6) «شرح الأسماء» ص 625 ـ 626.
(7) «بحار الأنوار» ج 87، ص 132، باختلاف.
(8) «شرح الأسماء» ص 626.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|