أهمية الصفحة الأولى في الصحيفة  

تعد الصفحة الأولى بمثابة واجهة الصحيفة من خلال ما تعكسه من جوانبها المتميزة المتمثله في شخصيتها الخاصة، المرتبطة بسياستها التحريرية والمؤثرة في عمليات الإنتاج التي يتحدد على ضوئها الشكل الأساس للصفحات، والعناصر الطباعية المستخدمة في بناء الوحدات، إضافة إلى طريقة استخدام هذه الوحدات في وضع التصميم الأساس للصفحات ولعل أهمية هذه الصفحة، تبعاً لذلك، تتطلق من كونها بمثابة الباب الذي يتفذ منه القراء إلى الصحيفة، وهو ما يستثمر - غالباً - في الإعلان عن الصحيفة، وما تحتوي عليه من معطيات صحفية تحريرية عبر الإخراج المتميز الذي يستطيع أن يقدم الصفحة الأولى على شكل إعلان مهم عن الصحيفة نفسها وذلك انطلاقا من قدرته على عرض أهم الوحدات المتجسدة في الصفحة الأولى، التي تعد بمثابة الخزانة التي تعرض فيها أهم محتويات الصحيفة، وهو ما يشير إلى انفراد الصفحة الأولى بأهم الموضوعات المنشورة في الصحيفة كلها، حيث يجب أن يضطلع الإخراج بالتعبير عن هذه الأهمية للوحدات وفقاً لما يرى المحررون أهمية إبرازه بما يتفق مع عادات القراء واهتماماتهم، وبما يدعم المقروئية العامة للصحيفة وعلى هذا، فإن أهمية الصفحة الأولى لا تتبع من خلال كونها - فقط - البوابة التي يطلع من خلالها القراء على محتوياتها، وإنما يجب أن تؤدي دوراً رئيساً لكونها بمثابة المعبر الذي يمر من خلاله القراء إلى الاطلاع على محتويات الصحيفة كافة إضافة إلى دور إخراج هذه الصفحة في إيجاد الألفة بين الصحيفة وقرائها، ابتداء من استخدام الورق لعرض الجوانب المتميزة لعمليات الإنتاج الخاصة بها، إضافة إلى أهمية استثمار العلاقة الناشئة عن هذه الألفة في تهيئة القراء لتقبل الطريقة الخاصة التي تعرض بها الصحيفة وحداتها الطباعية عبر الصفحات الأخرى وصولا إلى جوهر الرسالة الصحفية التي تتضمنها القوالب والأشكال الصحفية والإبداعية المنشورة في صفحات الصحيفة.