أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2016
1899
التاريخ: 10-10-2016
1821
التاريخ: 15-10-2016
2777
التاريخ: 15-10-2016
1274
|
أهمهم الملك مينا ويسمى أيضًا «نعرمر» وكذلك «عجا»، وقد تكلمنا عنه فيما سبق ثم الملك «زر» و«زت» فالملك «دن حسبتى»، «ودمو» ثم «عزاب» و«سمرخت سمنبتاح» (سمبس) والملك «قع». وسنذكر هنا ما نعرفه عن هؤلاء الملوك بقدر ما تسمح به معلوماتنا الضئيلة عن هذا العصر. وأول ملك له أهمية عثر عليه بعد الفرعون مينا هو «زر» ويقرأ اسمه «خنت» أيضًا، وقد عثر على قبره في «العرابة» المدفونة بالقرب من باقي مقابر ملوك الأسرة الأولى، وقد ظن الأثري «أملينو» في بادئ الأمر أنه قبر الإله «أوزير»، ولكن هذا الخطأ قد استدرك عندما وجدت آثار عدة باسم الفرعون «زر»، ونرى منها أن الفن قد تقدم في هذا العهد، وقد وصل إلينا عن طريق الرواية أن هذا الفرعون كتب سفرًا في علم التشريح وأنه هو المؤسس لمدينة «منف»، ولكن هذا الزعم الأخير مشكوك فيه؛ إذ من المحتمل جدًّا أن «منف» لم تكن موجودة في عهده. أما الملك «زت» (الملك الثعبان فيمتاز عصره بالتقدم الفني الذي نشاهده في الأشياء التي عثر عليها في حكمه، وبخاصة اللوحة التي باسمه، وهي الآن في متحف اللوفر وتدل على دقة الصنع بالنسبة لهذا العهد السحيق في القدم ، ومن المدهش أنه عثر على اسم هذا الفرعون منقوشًا على صخرة في الصحراء الغربية بالقرب من مدينة إدفو، ولا نزاع في أن الذي نقش اسم هذا الفرعون هو رئيس إحدى الكتائب التي كانت ترسل إلى جهات البحر الأحمر، وقد كان الطريق من وادي النيل إلى البحر الأحمر يروده البدو الرحل منذ أقدم العهود، وقد كان يظن أنه وقف عليهم ، ولكن هذا النقش قد برهن على أن المصريين كانوا منذ العهد الطيني يرسلون البعوث إلى الصحراء الغربية لاستغلال المحاجر والمناجم التي فيها، ولا يبعد أنهم وصلوا في سيرهم إلى شواطئ البحر الأحمر نفسه. وقد كشفت حديثا مقبرة في نزلة البطران يظن أنها لهذا الفرعون، وذلك لوجود بعض آثار باسمه فيها، غير أن ذلك لا يعد دليلا قاطعًا على أنها مقبرته، وهذه الحالة تماثل القبر الضخم الذي عثر عليه حديثًا في سقارة، ووجدت فيه بقايا أوان كثيرة باسم الملك «حور عحا»، وليس هذا دليلا كافيًا أن هذا قبر «عحا » ، وبخاصة إذا علمنا أنه كشف له عن مقبرة أخرى بالقرب من «العرابة» المدفونة، ووجد فيها آثار كثيرة باسمه. هذا الفرعون يأتي الملك ودمو» الذي كان يسمى أيضًا «دن»، وهو الذي قام بحملة ضد القبائل الرحل في شبه جزيرة سينا لمعاقبة قطاع الطرق الذين كانوا يغيرون على سكان الدلتا الغربية، والظاهر أنه أول ملك فكر في تنظيم مياه النيل وفيضانه في منطقة الفيوم، وقد فتح أبواب حدود بلاده للتجارة الخارجية بشكل عظيم، وحصن المدن ونمَّى موارد البلاد. وكان أول من حبس الأوقاف على المعابد، وبعد أن حكم مدة ثلاثين سنة كلها جهاد في خدمة البلاد دفن في مقبرة عظيمة في «العرابة» المدفونة، وهذه المقبرة وجدت أرضيتها مكسوة بقطع من الجرانيت وهذه الظاهرة تعد فريدة في بابها؛ إذ إن استعمال الجرانيت لم ينتشر إلا بعد زمن من عهد هذا الملك، وقد بقيت ذكراه حية في نفوس الأجيال التي تلت، مثل «مينا» نفسه. وقد عُزي إليه بعد موته بأجيال أنه ألف فصلا عن كتاب الموتى، ومما يجدر ذكره أنه أول ملك ذكر قبل اسمه لقب «نيسوت-بيتي» ويعني بذلك ملك الوجه القبلي والبحري. وقد عثر لهذا الفرعون على لوحة من العاج مثل عليها احتفال تتويج الملك، وقد جاء ذكر هذا الاحتفال مرات عدة في حجر «بلرم»، وفي هذه اللوحة يشاهد الفرعون ممثلا وهو لابس التاج الأبيض للوجه القبلي والتاج الأحمر للوجه البحري، وهذا رمز لتوحيد القطرين، وقد مثل كذلك مرة وهو جالس على كرسي الملك فوق مقعد، ومثل مرة أخرى وهو يجري بين ست علامات موزعة ثلاثة ثلاثة في صفين عموديين، وذلك بلا شك إشارة إلى الطواف الذي كان يقوم به الفرعون حول جدار رمزي (كما يُفعل حول الكعبة الآن)، وهذا الاحتفال كان من الطقوس التي كان لزامًا على الملك أن يقوم بها عند تتويجه. وفي عهد «ودمو» يشاهد كذلك لأول مرة الاحتفال بعيد «سد» الذي كان يحتفل به عادة بعد انقضاء ثلاثين عامًا على تولية الفرعون الحكم، ولا نزاع في أن هذا العيد يرجع تاريخه إلى عهد بعيد جدا قبل «ودمو». وقد عثر على مقبرة ضخمة لزوجته مرت نيت محبوبة الإلهة نيت معبودة صا الحجر في الوجه البحري، ووجدت أمامها لوحة مأتمية جميلة الصنع، ويعتقد بعض المؤرخين أن ملوك مصر في هذا العهد كانوا يتخذون زوجاتهم من الدلتا لتوطيد العلاقات بين القطرين. وقد كشف حديثًا في منطقة سقارة عن مصطبة لأحد الإشراف الذين عاشوا في عهد هذا الملك ويسمى «حماكا»، وهذه المصطبة كبيرة الحجم؛ إذ يبلغ طولها نحو 57 مترًا وعرضها 26 مترًا وارتفاعها الحالي نحو ثلاثة أمتار ونصف متر، وهي مقسمة إلى 45 مخزنًا تحوي الكثير من المخلفات الرائعة التي تدل على مبلغ ما وصل إليه الفن من الدقة والإتقان في ذلك الوقت، إذ وجد فيها مجموعة كبيرة من الأسلحة الصوانية لعلها أكبر مجموعة وجدت من عهد واحد ، كما وجد كذلك أقراص من الحجر والنحاس والخشب والعاج تختلف شكلا وحجما وسمكا ، وهي محلاة بمناظر بديعة وبعضها مطعم بقطع من المرمر، ولم يعرف بالضبط إلى الآن الغرض منها، ووجد غير ذلك عدد كبير من الأدوات الخشبية من فئوس ومناجل وبعض لوحات منقوشة من العاج والخشب، منها لوحة من الأبنوس من عهد الملك «زر» من ملوك الأسرة الأولى، وكذلك بعض صناديق خشبية وأكياس من الجلد داخلها أسلحة وألواح خشبية ، وقد وجد على سدادة كيس منها ختم الملك «دن»، وفضلا عن كل هذا فقد عثر على قطع من النسيج وسهام من الأبنوس والعاج لها أسنة من العظم والعقيق، كما وجدت أنواع مختلفة من الأواني الفخارية مقفلة بسدادات من الطين ختمت بأختام الملك «دن» و«حماكا» معًا، وكذلك وجدت مجموعة كبيرة من الأواني الحجرية ذات أشكال مختلفة. كما أنه قد عثر في سقارة على جبانة لبعض العمال من طبقة الشعب من عصر هذا الملك، وهي تبين بوضوح الاتصال الفني بين ما وجد في مقبرة هذا الملك ومقابر الأشراف في عهده وبين مقابر هؤلاء العمال، وقد استدل على هذه النظرية من مجموعة الأواني الحجرية التي وجدت في مقابر العمال مماثلة لما وجد منها في مقبرة الملك «دن» ومقبرة وزيره «حماكا» في سقارة. وكذلك الأسلحة المصنوعة من الحجر الصوان ورءوس السهام وأدوات الزينة الأخرى التي وجدت في هذه المقابر، فنرى من ذلك أن الديموقراطية في ذلك العصر وصلت إلى الصناعة فسوت بين ما يصنع للملوك والوزراء وأفراد الشعب مع الفارق في القلة والكثرة وبعض الفوارق في الدقة. وتولى عرش الملك بعد « ودمو» ابنه « عزايب» من زوجته مرت نيت»، ولسنا نعرف السبب الذي من أجله محا الفرعون «سمرخت» اسميهما حيثما وجدا، وقد ظن البعض أنه كان مغتصبًا للملك، ولكنا من جهة أخرى وجدنا أن اسم «سمرخت» نفسه قد محاه خلفه الفرعون «قع» وفي الوقت نفسه احترم اسم «عزايب» ولم يمحه، ولذلك يرجح أن «سمرخت» كان هو المغتصب ولهذا السبب قد أغفل اسمه في قائمة ملوك سقارة. ولما كانت معظم آثار الفرعون «عزايب» قد محيت، فإن معظم تاريخه بقي مجهولًا لنا تقريبا، اللهم إلا بعض نتف حفظها لنا حجر بلرم، أهمها انتصاراته على قوم يسمون «أيونتيو» ومن المحتمل أنهم كانوا السكان الأصليين الأقدمين لمصر. ولما كان هؤلاء القوم قد هزموا منذ حكم أتباع «حور» وشتت شملهم، وتفرقوا ثلاث فرق واحدة منهم استوطنت شبه جزيرة سينا والثانية في الواحات، والثالثة في بلاد النوبة، فإنهم بقوا جيرانا معادين لمصر يغيرون عليها كلما سنحت الفرصة، ولا شك في أن الحملة التي قام بها «عزايب» كانت لصد غارات هؤلاء القوم وتأديبهم وذلك حسب رواية حجر بلرم. وفي حكم هذا الفرعون قد نفذت لأول مرة عملية الإحصاء في التاريخ المصري. أما الملك «سمرخت» فأهم ما نعرفه عنه أنه احتفل بالعيد «سد» الثلاثيني، وقام بحملة إلى وادي مغارة في شبه جزيرة سينا، وقد بقيت ذكرى هذه البعثة محفوظة إلى الآن في النقوش التي تركها هذا الفرعون في هذه الجهة وتعد أقدم نقش في هذه المنطقة، وفيها نرى الفرعون ممثلا في ثلاثة مناظر : واحد منها وهو لابس التاج الأبيض ذابحًا الأعداء، وفي منظر آخر نراه يمشى لابسًا التاج الأحمر والتاج الأبيض وأمامه قائده، مما يدل على أن هذه البعثات كانت تأخذ صفة حربية في هذا العصر. وآخر ملوك هذه الأسرة الفرعون «قع» ولا نعرف عنه شيئًا سوى أنه احتفل بالعيد الثلاثيني لحكمه.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|