أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-12
715
التاريخ: 2023-09-11
830
التاريخ: 2023-06-04
728
التاريخ: 6-6-2016
3321
|
نَجَمَ عن سباق الفضاء في الحرب الباردة أيضًا بنى تحتية، سواء عسكرية أو مدنية، سرعان ما أصبحت ضروريةً للحياة على الأرض؛ فشبكات الأقمار الصناعية والمحطات الأرضية تُنتج بيانات الطقس والملاحة، وتدعم الاتصالات العالمية والتليفزيون، وتُنتج أيضًا صورًا ومعلومات استخباراتية، وتساعد في القيادة والسيطرة العسكرية، وفي الإنذار المبكر ضد الصواريخ وغيرها من التطبيقات التي لم تعد الحكومات ولا العديد من الأفراد، لا سيما في العالم المتقدِّم، يستطيعون تخيل العيش بدونها. لقد كانت أنظمة الأقمار الصناعية هذه ثمرةً أخرى لثورة المركبات الفضائية الآلية التي سمحت بالقيام بالكثير في الفضاء عن بعد.
كان أحد الآثار المُهمَّة لهذه البنية التحتية العسكرية والمدنية زيادة الاستقرار الاستراتيجي بين القوتين العظميين المسلحتين نوويا؛ إذ إنَّ معرفة ما يفعله الآخر جعل الحرب أقل احتمالية، بما في ذلك الحرب في الفضاء. علاوةً على ذلك، أصبح كلٌّ من الجانبين مُعتمدين على شبكات الأقمار الصناعية للآخر، مما حفزهما على قبول النظام الواقعي المتمثل في إمكانية عسكرة الفضاء، ولكن ليس تسليحه. وبينما هددت اختبارات الأسلحة الفضائية السوفييتية ومبادرة الدفاع الاستراتيجي للرئيس ريجان بزعزعة استقرار هذا النظام في الثمانينيات من القرن العشرين أثمرت نهاية الحرب الباردة عن حقبة من الهيمنة الأمريكية العالمية التي فضَّلت التجنُّب المستمر للأسلحة الفضائية – على الرغم من أنَّ ذلك لا يمكن ضمانه بأي حال من الأحوال في المستقبل.
كان للظهور السريع للبنى التحتية الفضائية تأثير آخر؛ فبحلول الثمانينيات، كانت البشرية قد ربطت على نحو فعّال الفضاء القريب من الأرض لخدمة الكوكب. وأصبحت معظم الأقمار الصناعية مُركَّزة في ثلاث مناطق:
(1) مدار الأرض الجغرافي الثابت (GEO) على بعد حوالي 22300 ميل، والذي تُهيمن عليه أقمار المراقبة والاتصالات العالمية.
(2) مدار الأرض المتوسط (MEO) على بعد حوالي 12000-11000 ميل، يُشغله في المقام الأول مركبة فضاء ملاحية.
(3) مدار الأرض المنخفض (LEO) على بعد حوالي 100 إلى 1200 ميل، مع قيام الأحمال في المدارات بفعل كلِّ شيءٍ تقريبًا من الناحية العملية، تدور معظم الأقمار الصناعية في تلك المنطقة بين 200 و600 ميل؛ إذ إنَّ ما فوق 600 ميل هو أقوى جزء من حزام إشعاع فان آلن الداخلي، مما يجعل هذه المنطقة غير مستحبة للمركبات التي يُفترض أن تظلَّ لمدة طويلة في الفضاء؛ وكذلك ما تحت 200 ميل تقريبًا، حيث تؤدي السحب من الذرات المنخفضة الكثافة للغلاف الجوي الخارجي للأرض إلى إسقاط الأقمار الصناعية بسرعة كبيرة، على الرغم من أنَّ الأقمار الصناعية الاستطلاعية العالية الدقة قد تصل إلى ارتفاعات أقل بكثير للحصول على رؤية أكثر وضوحًا.
وكما كان الحال في قطاعات الفضاء الأخرى، فإنَّ التدهور المؤقت إلى حد ما في القدرات الروسية بعد الحرب الباردة تمَّ تعويضه وزيادة من خلال الصعود المتواصل لأوروبا الغربية واليابان وكندا والصين والهند وهذا يعني أنَّ البنية التحتية الفضائية المدنية والعسكرية استمرَّت في العولمة حتى مع تغذية الشبكات الفضائية للعولمة في العالم. 1 علاوة على ذلك، أدَّت إيديولوجية الأسواق الحرة التي اكتسبت أهميةً جديدة في الغرب في الثمانينيات إلى تسريع تسويق أنظمة الفضاء المدنية. أصبحت الشركات المتعدّدة الجنسيات، بدلا من الحكومات أو الاحتكارات التي توافق عليها الحكومة، تتحكّم في جزء كبير من الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، كما انتقلت خدمات الإطلاق المداري وتصوير الأرض جزئيا إلى القطاع التجاري.
أصبحت الفئتان الأوليان، وهما المراقبة والاتصالات هما أهم تطبيقات تُركّز على الأرض في أوائل عصر الفضاء. لكن الظاهرة الجديرة بالملاحظة في الثمانينيات وما بعدها كانت الاعتماد العالمي المتزايد على خدمات تحديد الموقع والتوقيت من الأقمار الصناعية الملاحية الخاصة بالحكومة والناشئة في الجيش. وهكذا أصبحت الملاحة هي الفئة الثالثة الرئيسية. وعندما جرى دمج نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الذي تُديره القوات الجوية الأمريكية في السيارات والهواتف الذكية، أصبح مجالا مهما للنشاط التجاري والحياة اليومية، مما يعمق اعتمادنا على البنية التحتية الفضائية. وبالتالي، بدأت روسيا والصين وأوروبا الغربية وغيرها في تطوير أنظمة منافسة. بالنسبة إلى الجمهور، تكون هذه الأنظمة، مثل نظيراتها في الفئتين الأوليين، غير مرئية على الإطلاق؛ فالمرء لا يُلاحظ البنية التحتية الفضائية إلا في المناسبات النادرة عندما لا تعمل.
_________________________________________________________
هوامش
(1) Jürgen Osterhammel and Neils P. Petersson, Globalization: A Short History (Princeton: Princeton University Press, 2005).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|