أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-6-2016
6225
التاريخ: 25-9-2019
1844
التاريخ: 1-6-2016
2715
التاريخ: 2023-03-25
964
|
كل ما كان بطلنا المنادي بمركزية الشمس يمتلكه في سبيله نحو الثراء المفاهيمي كان: (1) قرص أسطرلاب مارتن بيليكا على شكل ثمرة كمثرى، يشبه الساعة، حفرت عليه رموز، ويبدو أن كوبرنيكوس استخدمه عام 1494. و(2) محولا فلكيا، يشبه كرة مركبة فوق صفائح معدنية تدور في انحدار، ربعية كان يوصي في البداية بأن نصنعها من الخشب، ثم طور فكره بعد ذلك؛ لأن الخشب من الجائز أن يتعرض للانثناء؛ ومن ثم قد يعطينا نتائج مضللة. و(3) عينيه اللتين ليستا بالطبع عيني رجل خارق؛ ومن ثم تستطيعان تمييز خمسة كواكب على أقصى تقدير. و(4) أنفسها جميعًا، فيما يبدو، وهي مشاهداته لأعمال القدماء، ومن بينهم بطليموس، الأب الذي تجاوزه فيما وصل إليه لكنه لم يتركه خلفه قطُّ. إنه يعلم، على سبيل المثال، أن «زحل، أبعد الكواكب السيارة، يكمل دورته في ثلاثين عامًا، والقمر الذي بدون شك أقرب الأجرام للأرض يتم دورته حولها في شهر.» لقد علم بهذا من بطليموس وتلك المجموعة. إن كتاب «عن دورات الأجرام السماوية» ممتلئ حتى حافته بعبارات مقتبسة من نوع «حدَّد بطليموس موضع أعظم دائرة عرض جنوبية عند 7º تقريبًا في حالة الحضيض المداري للمريخ ...»
إنه يتحاشى الاقتباس الأعمى من بطليموس. فكتاب «المجسطي» يعطي حضيض مدار زحل عند 10’ 224º. أما كوبرنيكوس فيضعه عند 21’ 240 ºفي الكتاب الخامس، الجزء السادس؛ وعند 30’ 226 ºفي الكتاب الثاني، الجزء الرابع عشر. ومع ذلك، أين كان كوبرنيكوس سيذهب، بدون بطليموس ومحوله الفلكي؟ (الحق يقال إن أدواته كانت هي ذاتها أدوات بطليموس.) إنه يبذل قصارى جهده إنه يرمي إلى تحقيق النجاح في حدود المشاهدة. أو على حد وصف ترجمة ذاتية موجزة له: «لقد أجرى بعض عمليات الرصد لكنها لم تساعده؛ لأنه كان يستعين بأدوات خرقاء صنعها بنفسه؛ وهكذا تحول إلى المشاهدات العتيقة الخاطئة.» ولم تكن تلك الأخيرة جميعها خاطئة بالقدر الذي تصوّره الترجمة الذاتية ضمنًا – فعلى سبيل المثال، كانت القيمة التي توصل إليها بطليموس لأقصى استطالة زاوية لكوكب الزهرة نادرًا ما تختلف عن القيمة التي توصلنا نحن إليها – ومع ذلك، فإنها كانت تضلله في بعض الأحيان بنفس القدر الذي ضلله به إخلاصه لمبدأ الحركة الدائرية المنتظمة. مثال ذلك، أن العديد من القياسات القديمة للمبادرة النجمية كانت خاطئة؛ ومن ثم تصير نظرية كوبرنيكوس في المبادرة خاطئة.
هل تعلم الاسم الذي أطلقه بطليموس على تلك المشاهدات القديمة المشوبة بالخطأ؟ «العمل من أجل عشق آخر للحكمة والحقيقة.» وكان محققًا. ولمعرفة كوبرنيكوس بذلك وتوقيره له، ينصحنا بأن «نتمسك بمشاهداتهم، التي انتقلت إلينا جيلا بعد جيل وكأنها إرث.» إن الحقيقة – العلمية على الأقل – لا يُتوصل إليها (بالتقريب، حسبما يجب القول إلا بتراكم عدة مجهودات شاقة.
سوف يقضي تيكو براهي (وهو بالمصادفة لا يمكنه تحمل الفرض الجدلي لكوبرنيكوس بمركزية الشمس، وفي أيامه كان الفرض الجدلي. هو كل ما يتبقى بفضل حدود المشاهدة) ست سنوات ويستهلك تسعة آلاف صفحة مكتوبة بخط لا يكاد يقرأ كي يعلم أن الموضع الفعلي للمريخ يتغير في بعض الأحيان بمقدار ثماني دقائق قوسية كاملة عن الموضع المفترض أن يكون فيه وفق نظرياته هو، وسوف يأتي كبلر بعد ذلك ليقرر في شجاعة أنه «لما كان من غير المسموح به تجاهل تلك الدقائق الثماني، فإنها لا بد أن تشير لنا نحو الطريق المؤدية لعملية إعادة إصلاح شاملة لعلم الفلك.» ينتقل جيلًا بعد جيل وكأنه إرث! ذكر كوبرنيكوس – حسبما ستتذكر – أن دقة في حدود عشر «درجات» قوسية (الدرجة الواحدة تساوي ستين دقيقة) تجعله منتشيًا مثل فيثاغورس عندما اكتشف قاعدته الشهيرة (كتاب «عن دورات الأجرام السماوية»، الكتاب السادس: «ولكن لا الدقائق الثلاث ولا الأربع بالضخامة التي تجعلنا نقيسها بواسطة أسطرلاب؛ ومن ثم فإن هذا الذي اعتبر أعظم حجم لانحراف كوكب الزهرة «صحيح»») بمعيار الدرجات العشر، ما كانت الدقائق الثماني لتعذَّب براهي أو كبلر، وما كانت عملية إعادة الإصلاح لتحدث.
آه، حدود المشاهدة! إليكم كيف وصف كبلر فوهة كوبرنيكوس وغيرها من الفوهات: «من ثم فإن البقع المظلمة التي تُشاهد على القمر هي نوع من السوائل التي، بسبب لونها وليونتها، تسبب إعتامًا لضوء الشمس. ولم تتمكن أي عملية رصد حتى وقتها من دحض الفرض الجدلي القائل بأن فوهات القمر مملوءة بسائل.
والشيء بالشيء يذكر؛ لماذا يرفض تيكو الاتجاه الكوبرنيكي؟ لأن هذا الراصد الماهر الذي كرس حياته لذلك العلم لم يكتشف الحركة التغيرية السنوية للنجوم، التي ذكرت نظرية كوبرنيكوس أنه من الضروري أن تكون مرئية لو كانت الأرض تتحرك (سوف نعود لتلك الحركات بعد فصلين من الكتاب). من هنا خرج تيكو بمنطقه القائل إن الأرض ثابتة لا تتحرك وإن الشمس هي التي تدور بينما تدور الكواكب حولها. لقد وجد تفسيرًا للظواهر تماما مثلما فعل كوبرنيكوس، ولم يقر علميًّا بصحة مسألة تزيح الأجرام إلا عام 1838.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|