أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-11-2015
1902
التاريخ: 25-11-2015
1814
التاريخ: 9-11-2015
1361
التاريخ: 12-10-2015
1702
|
الكندي
(801 م -865 م)
هو أبو يوسف يعقوب بن اسحاق بن الصباح الكندي ولد في الكوفة التي كانت والده واليا عليها وتوفي في بغداد.
اعطي له في البصرة قرية درس فيها مطالعات عديدة ثم انتقل الى بغداد وتقرب من المأمون ومن بعده المعتصم (1) فالمتوكل.
اشتهر بالطب والفلسفة والكيمياء والموسيقى والهندسة والفلك والحساب والمنطق وعلم النجوم والجدل والطبيعيات والكريات والنفس والمعرفة والأبعاديات والاحداثيات وقد بلغت مؤلفات الكندي هذه 361 كتابا ورسالة.
ولهذا كان الكندي فاضل دهره وواحد عصره في معرفة العلوم باسرها وفيلسوف العرب.
وقد توصل الى فكرة نفي التقاليد السائدة للبحث عن إمكانية تحويل المعادن البخسة الى معادن ثمينة واكد وجود الذهب والفضة في المناجم فقط.
ووضع طريقة لحفظ السيوف من الثلم والصدأ وهي طريقة لم تكن معروفة من قبل كما صنع العطور عن طريق التقطير والترشيح وله رسائل في كيفية صناعة الفولاذ والسيوف واستخدام الحديد وتطويعه.
ويذكر ان لديه كتب ورسائل أيضا وهي (2) :
لقد تأثر الكندي بفلسفة أرسطو وهو القائل :
لا يكون الإنسان فيلسوفا حتى يدرس الرياضيات ويبدأ بتحديد الفلسفة لينتقل منه الى دراسة ما بعد الطبيعة والعالم وعلم النفس والاحزان.
وقد اورد ستة تعريفات لا ترجيح بينهما (3) وهي :
وفلسفة ما بعد الطبيعة (والكلام له) هي المكانة الأولى في المرتبة واليقين والزمان تدرج باقي فروع الفلسفة فيها.
لقد حدد الكندي موضوعها بالموجودات المعقولة كالأجناس التي لا تقع تحت الحس ولا وجود محسوس لها وهي التي تقع تحت العقل.
وانتقد الكندي منهج العلم الطبيعي وقال عنه انه غير يقيني.
اما اللامتناهي فقد افرد له دراسة موجزة تتلخص عن طبيعة الازلي الذي هو مالم يكن ليس ولا يحتاج في قوامه الى غيره لأنه لا علة له ودائم ابدا وهو لا جنس له ولا جسم لان لا يمكن ان يكون ازليا وهو لا يستحيل ولا يفسد وابدي التمام اضطرارا.
اما عن البرهان المنطقي :
ان الجسم وان كان لا متناهيا بالقوة او بالإمكان لا يمكن ان يكون لا متناهيا بالفعل لذلك فان للزمان بداية ونهاية هو كمية متصلة ولا يختلف باختلاف الاشياء وهو عدد يعد الحركة ولا يكونها.
وان العالم متناه لان جرم الكل (جرم الحركة والكمية والزمان والمكان) كلها متناهية لأنها توجد في الجسم.. والجسم بطبيعته لا يمكن ان يكون الا متناهيا.
اما عن (الواحد) فينتقل الكندي الى اعتبار ان الله سبحانه وتعالى واحد.
انه يقول ان الواحد بالعرض في الالفاظ المشتركة والمترادفة من حيث الموضوع تدل عليه او من حيث اللفظ الواحد الذي يدل على مدلولات مختلفة. ويقال بالجوهر في الاشياء ذات الماهية الواحدة بحسب اربع أحوال :
ان الكندي قد اعتبر ان الواحد انقسم بحسب أحوال تعاكسها أحول انقسام الكثير الى أقسام ناقشها وتوصل الى تحديد سلبي للواحد ينفي كونه ما يطلق على الالفاظ المشتركة او المترادفة، وما يقال بحسب العنصر والقابلية للقسمة ولا عرضا عاما ولا حركة ولا نفسا ولا عقلا ولا كلا ولا جزءا ولا مادة ولا صورة ولا كما ولا ينعت ولا يتصف بأية مقولة ولا يتكثر ابدا ولا ينقسم مطلقا.
والواحد ليس زمانا ولا مكانا ولا موضوعا ولا محمولا ولا كلا جزءا ولا جوهرا ولا عرضا بل هو الواحد على الاطلاق، الواحد الاول والوحدة المحصة.
والواهب الاعلى للوحدة ومصدرها ومصدر الخليقة كلها ومبدأ كل الحركة أي ما خلق ان كل ما عدا الله يوصف بالوحدة مجازا لان الله وحده جدير بوصف الواحدة وهو العلة العليا الفاعلة لإيجاد العالم والعلة الكلية والاولى لكل المعلولات هو فاعل فعال دائما دون ان ينفع فهو خالق ابدع من العد، الكون الذي يخضع لسلسلة تنازلية تبدأ من الله وتنزل حتى العالم الذي تحت فلك القمر وتخضع الموجودات الى تتابع انفعالي ينفعل أول كائناته بفعل الخلق ليفعل في غيره الموجودات التي ينفعل في غيره من الموجودات التي ينفعل بعضها ببعض.
والله غير قابل للاضمحلال ولا للنقص وهو مبدع الكل وممسك الكل ومحكم الكل.(8)
وحول انقسام العالم اخذ الكندي بآراء ارسطو(9) بان العالم ينقسم الى فلكين يفصل بينهما فلك القمر وهما الارض الخاضعة للكون والفساد وفلك فوق فلك القمر وهو لا يخضع لعوامل الكون والفساد.
وقد برهن الكندي ببراهين رياضية مفصلة حول تناهي العالم وانكار الخلاء وكروية العالم والأرض والسماء وقد اخذها عن بطليموس(10)
وللكندي رسالة في (الابانة) يقول فيها :
"ان طبيعة الفلك مخالفة لطبائع العناصر الأربعة بكونها الشيء الذي جعله الله علة" وسببا لعلة جميع المتحركات والساكنات عن حركة".
واثبت الكندي ان الفلك لا تصف باي صفة من صفات العناصر الأربعة لا في الكيفية ولا السرعة ولا الابطاء ولا الخفة ولا الثقل فالعالم ليس خفيفا ولا ثقيلا وهو لا حار ولا بارد كما انه لا رطب ولا يابس وهو بسيط كما ان حركته بسيطة دائمة مستمرة وثابتة الموضع.
ويتحدث عن العناصر الأربعة التي هي الارض والماء والهواء والنار فيقول: انها متضادة الحركة بالكيفيات.
فالنار وهي اسبق الاشياء حركة من الوسط تضاد الارض التي هي اسبق الاشياء في الحركة الى الوسط بالكيفية الفاعلة الثقل والخفة فتكون حارة يابسة في حين ان الارض باردة يابسة وكذلك يضاد الهواء الماء بالقوة الفاعلة من حيث الثقل والخفة ويتفق معه بالرطوبة.
اما الماء والنار فهما يتضادان بالكيفيتين الفاعلة والمنفعلة فيتعاكسان من حيث الحرارة واليبوسة أو الرطوبة.
والهواء يضاد الارض أيضا بالكيفيتين الفاعلة والمنفعلة وبالخفة والثقل والسرعة والابطاء فهو حار رطب في حين انها باردة يابسة.
والمكان عند الكندي هو السطح الذي هو خارج الجسم الذي يحويه وهو الهيولي ذات الطول والعرض دون العمق وهو ما يتكون منه المكان الذي هو "نهايات الجسم".
يقول الكندي : "انه التقاء افقي المحيط والمحاط له".
اما الفلك فيطلق عليه الكندي اسم "الجرم الاقصى" ويقول :
انه ليس عنصرا للكائنات او صورة او غاية للكون.
انه بلا حواس الذوق والشم واللمس ولا يحتاج للغذاء.
انه الجسم الحي ابدا بالفعل، لأنه واهب الحياة اضطرارا للكائنات. وبالعقل وبعدم التحول وعدم التغير. انه العلة الفاعلة القريبة لكل ما يكون ولكل ما هو حادث وفاسد داخله وللحياة في الجسم الحي المتنفس.
يقول : الفلك جسم يحدث الحياة في الكائنات التي تحته يوجدها اما بالضرورة او بالمحبة او بالقوة. ان الفلك خلق من عدم وانه يتحلى بحاستين تحصل بهما الفضائل وهما السمع والبصر وهما علة للعقل والتميز لدي الاجرام السماوية الحية العاقلة والمميزة والتي لا تتغير في طبيعة خاضعة لمبدأ السببية وضمن كل ما هو على هيئة حيوان واحد.
والنفس عند الكندي اذا تحررت من البدن وشهواته واستولت بقوتها المنطقية على الإنسان الذي يتجرد عندئذ للتفكير والبحث عن حقائق الاشياء واكتنانه الاسرار فيصير فاضلا قريبا من التشبه بالله تعالى. تصبح غير قادرة على معرفة كل في العالم لأنها تصير مصقولة متحدة بصورة نور الله الذي ينعكس فيها فيظهر لها صور جميع الاشياء والمحسوسات.
ولكن النفوس الملطخة بالأدناس لا تبلغ العالم الهي بعد الموت مباشرة بل تذهب الى فلك القمر لتتصاعد منه بمراحل تطهيرية الى عطارد ثم الفلك الاعلى لتصير نقية من كل أوناس الحواس لتصعد الى عالم العقل وتتجاوز الفلك الاقصى فتبلغ العالم الالهي.
وللكندي في العقل نظرية تعتبر انه يدرك الكلي والصورة العقلية وتتصل بنظرية أرسطو والكندي والاسكندر والافروديسي فتنقسم في العقل أربعة أقسام هي :
(1) اتخذه المعتصم معلما لابنه احمد الذي اهدى اليه الكندي رسائل عديدة مما جعله موضع حسد محمود واحمد ابني موسى بن شاكر اللذين تامرا عليه فدفعا الخليفة المتوكل الى الامر بضربه والسماح لهما بالاستيلاء على مكتبته التي استردها منهما فيما بعد.
(2) موسوعة اعلام الفلسفة : الاستاذ روني ايلي الفا.
(3) نفس المصدر السابق.
(4) كلمة فلسفة مركبة من كلمتين : فيلو philo وهي الحب وكلمة Sophia وهي الحكمة.
(5) أفلاطون (427 – 347 ق.م) من مشاهير فلاسفة اليونان، تلميذ سقراط ومعلم ارسطو. درس في بستان اكاديمي في اثينا. أساس فلسفته (نظرية الافكار) مثالها الاسمى (فكرة الخير) من مؤلفاته "الجمهورية"، "السياسي، "المحاورات"، "كريتون" ، "فيدون" ، "تيمه"، "الوليمة"، "الشرائع".
(6) وهي ما تسمى "العالم الاصفر".
(7) معرفة انباتها ومائيتها وعللها.
(8) نفس المصدر السابق.
(9) ارسطو طاليس (384 – 322 ق.م) مربي الاسكندر فيلسوف يوناني من كبار مفكري البشرية تأثرات بوادر التفكير العربي بتأليفه التي نقلها الى العربية النقلة السريان واهمهم اسحق بن حنين مؤسس فلسفة "المشائيف". اهم مؤلفاته "المقولات" "الجدل" الخطابة" "كتاب ما بعد الطبيعة" السياسة، النفس.
(10) بطليموس (كلوديوس) فلكي وجغرافي يوناني (نحو 90-168). نشأ في الاسكندرية، له "المجسطي" وجغرافية بطليموس.
(11) عناوين الكتب موجودة في موسوعة "علماء الكيمياء" – الصادرة عن دار اسامة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
جمعية العميد تعقد اجتماعًا لمناقشة المشاريع العلمية والبحثية
|
|
|