أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-07
1582
التاريخ: 26-11-2015
5536
التاريخ: 8-12-2015
5656
التاريخ: 26-10-2014
5796
|
ما فرض على القلب من الإيمان :
فأما ما فرضه على القلب من الإيمان فالإقرار والمعرفة (والعقد عليه ، والرضا) بـما فرضه عليه ، والتسليم لأمره ، والذكر والتفكر والانقياد إلى كلّ ما جاء عن الله عزّ وجلّ في كتابه مع حصول المعجز ؛ فيجب عليه اعتقاده.
وأن يُظهر مثل ما أبطن إلا لضرورة ، كقوله سبحانه { إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106] ، وقوله تعالى : {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة: 225] ، وقوله سبحانه : { الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ } [المائدة: 41] ، وقوله تعالى : {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28] ، وقوله سبحانه { رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [آل عمران: 191] ، وقوله تعالى { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]، وقال عزّ وجلّ : {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46] ، ومثل هذا كثير في كتاب الله تعالى وهو رأس الإيمان.
ما فرض على اللسان من الإيمان
وأما ما فرضه على اللسان، فقوله عزّ وجلّ في معنى التفسير لما عقد عليه القلب ، (وأقرّ به أو جحده) ، فقوله تعالى : { قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } [البقرة: 136] ، وقوله سبحانه {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ} [البقرة: 83] ، وقوله سبحانه : {وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} [النساء: 171] ، فأمر سبحانه بقول الحق ونهى عن قول الباطل .
ما فرض على الأذنين من الإيمان
وأما ما فرضه على الأذنين ، فالاستماع لذكر الله والإنصات إلى ما يتلى من كتابه ، وترك الإصغاء إلى ما يسخطه ، فقال سبحانه { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [الأعراف: 204] ، وقال تعالى {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} [النساء: 140] .
ثم استثنى برحمته لموضع النسيان فقال : {وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68] ، وقال عزّ وجلّ : {فَبَشِّرْ عِبَادِ ... الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ } [الزمر: 17، 18] ، وقال الله تعالى : {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} [القصص: 55] ، وفي كتاب الله تعالى ما معناه معنى ما فرض الله سبحانه على السمع، وهو الإيمان.
ما فرض على العينين من الإيمان
وأما ما فرضه على العينين ، فهو النظر إلى آيات الله تعالى ، وغض البصر عــن محارم الله تعالى ، قال الله تعالى {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ... وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ ... وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِ... وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ } [الغاشية: 17 - 20] ، وقال تعالى { أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ } [الأعراف: 185] ، وقال سبحانه : {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ} [الأنعام: 99] ، وقال : { فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا } [الأنعام: 104]. وهذه الآية جامعة لإبصار العيون وإبصار القلوب، قال الله تعالى : { فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46]،
ومنه قوله تعالى {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } [النور: 30] ، معناه: لا ينظر أحدكم إلى فرج أخيه المؤمن أو يمكنه من النظر إلى فرجه.
ثمّ قال سبحانه: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ } [النور: 31] ، أَي ممن يلحقهن النظر كما جاء في حفظ الفروج ، فالنظر بإيقاع الفعل من الزنا وغيره.
ثم نظم تعالى ما فرض على السمع والبصر والفرج في آية واحدة، فقال : {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ } [فصلت: 22] ، يعني بالجلود هاهنا الفروج .
وقال تعالى { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا } [الإسراء: 36]. فهذا ما فرض الله تعالى على العينين من تأمل الآيات ، والغضّ عن تأمّل المنكرات ، وهو من الإيمان.
ما فرض على اليدين من الإيمان
وأما ما فرض سبحانه على اليدين فالطهور، وهو قوله تعالى : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة: 6]، وفرض على اليدين الإنفاق في سبيل الله تعالى ، فقال :{ أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ } [البقرة: 267]،
وفرض تعالى على اليدين الجهاد ؛ لأنه من (عملهما وعلاجهما) ، فقال : { فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ} [محمد: 4] ، وذلك كله من الإيمان.
ما فرض على الرّجلين من الإيمان
وأما ما فرضه الله على الرّجلين ، فالسعي فيما يرضيه ، واجتناب السعي فيما يسخطه، وذلك قوله تعالى: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ } [الجمعة: 9] ، وقوله سبحانه : { وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا } [الإسراء: 37] ، وقوله سبحانه: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ } [لقمان: 19] ثم أخبر أنّ الرّجلين من الجوارح التي تشهد يوم القيامة حتى تستنطق، بقوله سبحانه : { الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يس: 65] .
وهذا مما فرضه الله تعالى على الرّجلين في كتابه، وهو من الإيمان .
ما فرض على الرأس من الإيمان
وأما ما افترضه على الرّأس، فهو أن يمسح من مقدمه بالماء في وقت الطهور للصلاة بقوله : {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ } [المائدة: 6] ، وهو من الإيمان.
ما فرض على الوجه من الإيمان
وفرض على الوجه الغسل بالماء عند الطهور ، وقال تعالى : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ } [المائدة: 6] ، وفرض عليه السجود ، وعلى اليدين والركبتين والرجلين الركوع، وهو من الإيمان.
وقال( صلوات الله عليه ) : كما فرض على هذه الجوارح من الطهور والصلاة وسماه في كتابه إيماناً (فرض عليه استقبال القبلة في الصلاة وسماه إيماناً) حين تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة قال المسلمون : يا رسول الله ، ذهبت صلاتنا إلى بيت المقدس وطهورنا ضياعاً ! فأنزل الله تعالى : {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ } [البقرة: 143] ، فسمّى الصلاة والطهور إيماناً.
وقال رسول الله ( صلوات الله عليه ) : من لقي الله كامل الإيمان كان من أهل الجنة، ومن كان مضيعاً لشيء مما فرضه الله تعالى على هذه الجوارح وتعدّى ما أمره الله بــه وارتكب مـا نـهـاه عنه ، لقي الله تعالى ناقص الإيمان.
وقال الله عزّ وجلّ : { وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } [التوبة: 124] ، وقال : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [الأنفال: 2] ، وقال سبحانه : {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } [الكهف: 13] ، وقال :{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمد: 17]. وقال : { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [الفتح: 4]، ولو كان الإيمان كله واحداً ـ لا زيادة فيه ولا نقصان ، لم يكن لأحد فضل على أحد ـ لتساوى النّاس ، فبتمام الإيمان وكماله دخل المؤمنون الجنّة ونالوا الدرجات فيها ، وبذهابه ونقصانه دخل الآخرون النار.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|