أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-04
1628
التاريخ: 31-07-2015
3419
التاريخ: 31-07-2015
3693
التاريخ: 31-07-2015
3662
|
كان شخوص الإمام الهادي مع ابنه الحسن العسكري ( عليه السّلام ) من المدينة سنة ( 234 ه )[1]، ورافقه خلال مدة تواجده في سامرّاء البالغة عشرين سنة فيكون قد عاش الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) في ظل أبيه اثنين وعشرين سنة حيث استشهد أبوه الإمام الهادي ( عليه السّلام ) سنة ( 254 ه ) .
وقد عاش الظروف المأساوية القاسية التي كان يعيشها الإمام الهادي ( عليه السّلام ) وشيعته والتي كانت تفرضها السلطة الغاشمة على الإمام ( عليه السّلام ) وأتباعه من أجل إيقاف نشاط الإمام ونشاط أتباعه أو تحديده وتطويقه لئلّا يتسع نشاط مدرسة أهل البيت ( عليهم السّلام ) وتنتشر آثارهم بين جميع أبناء الأمة الاسلامية ذلك النشاط الذي قد يؤدي إلى المواجهة معها ؛ لذا فهي كانت تعمد إلى الاضطهاد والسجن والنفي والمتابعة وهي وسائل السلطات الجائرة على امتداد تاريخ الانسان .
1 - طفولة متميّزة
روي أن شخصا مرّ بالحسن بن علي العسكري ( عليهما السّلام ) وهو واقف مع أترابه من الصبيان ، يبكي ، فظنّ ذلك الشخص أن هذا الصبيّ يبكي متحسّرا على ما في أيدي أترابه ، ولذا فهو لا يشاركهم في لعبهم ، فقال له : أشتري لك ما تلعب به ؟ ، فردّ عليه الحسن ( عليه السّلام ) : « لا . ما للّعب خلقنا » .
وبهر الرجل فقال له : لماذا خلقنا ؟ فأجابه ( عليه السّلام ) : « للعلم والعبادة » .
فسأله الرجل : من اين لك هذا ؟ ، فأجابه ( عليه السّلام ) : من قوله تعالى أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً .
وبهت الرجل ووقف حائرا ، وانطلق يقول له : ما نزل بك ، وأنت صغير لا ذنب لك ؟ ! !
فأجابه ( عليه السّلام ) : « إليك عنّي ، إني رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار ، فلا تتقد إلّا بالصغار ، وإني أخشى أن أكون من صغار حطب جهنّم »[2].
وروي عن محمّد بن عبد اللّه أنه قال : وقع أبو محمد ( عليه السّلام ) وهو صغير في بئر الماء وأبو الحسن ( عليه السّلام ) في الصلاة ، والنسوان يصرخن ، فلمّا سلّم قال :
لا بأس . فرأوه وقد ارتفع الماء إلى رأس البئر وأبو محمد على رأس الماء يلعب بالماء[3].
2 - عصر الإمام الهادي ( عليه السّلام )
عاصر الإمام الهادي ( عليه السّلام ) مدة إمامته ستّة من خلفاء بني العباس ، المعتصم منذ سنة ( 220 - 232 ه ) والمتوكل ( 232 - 247 ه ) حيث قتل على يد الأتراك ، ثم جاءت أيام المنتصر - وكانت مدّة خلافته ستة أشهر ويومين ، ثم المستعين ( 248 - 252 ه ) كما عاصر الشطر الأكبر من خلافة المعتز ( 252 - 255 ه ) حيث كان استشهاد الإمام الهادي ( عليه السّلام ) سنة ( 254 ه )[4] ، وفي هذا العام تولى مهام الإمامة ابنه الحسن بن علي العسكري ( عليهما السّلام ) .
وكانت الظروف التي تمر بها الدولة العباسية بعد تولي المتوكل ظروفا صعبة جدا ، إذ إنها كانت تعد مؤشرا على ضعفها ، وتشكل بداية لانحلالها ، فالحروب الداخلية والخارجية من جهة ، والقتال بين أبناء الخلفاء على كرسي الحكم من جهة أخرى كالذي حصل بين المستعين والمعتز والذي أدّى إلى تولي المعتز وخلع الأول عام ( 252 ه )[5]. كل واحد من هذه الصراعات كان له تأثيره المباشر في ايجاد الضعف والانحلال .
وتمثّلت الأحداث الداخلية أيضا بنشاط الخوارج والذي كان نشاطا قويا فعالا مدعما بالمال والسلاح بقيادة مادر الشاري ، وهناك أيضا الثورات والانتفاضات العلوية إلى جانب نزاعات الطامعين في السلطة .
كما أن الدولة كانت تعاني من سوء الحالة الاقتصادية نتيجة للبذخ والاسراف الذي كانت تعيشه رجالات البلاط والوزراء وحاشيتهم ، وفي أيام المتوكل قام المتوكّل بهدم قبر الإمام الحسين ( عليه السّلام )[6] ، ومنع القاصدين لزيارته عن زيارته ؛ لأن المتوكل كان يتجاهر بعدائه لآل أبي طالب ومطاردتهم ، ولم يرد تجاه تلك الاحداث أي تعليق من قبل الإمام الهادي ( عليه السّلام ) ، ويمكن أن يقال : « انه لم يرد إلينا عن موقف الإمام ( عليه السّلام ) مع الخلفاء شيء سوى ما جاء عن موقفه من المتوكل وهو أقل القليل » .[7]
وكانت للإمام الهادي ( عليه السّلام ) منزلة سامية ومكانة رفيعة القدر لدى أهل المدينة لإحسانه إليهم وعلاقته القوية معهم ، فلمّا أشخصه المتوكل وأرسل يحيى ابن هرثمة لجلب الإمام من المدينة إلى سامراء عام ( 234 ه ) اضطرب الناس وضجّوا كما يروي يحيى بن هرثمة نفسه حيث قال : « فذهبت إلى المدينة فلمّا دخلتها ضجّ أهلها ضجيجا عظيما ، ما سمع الناس بمثله خوفا على علي - أي الإمام الهادي ( عليه السّلام ) - وقامت الدنيا على ساق ، لأنه كان محسنا إليهم ملازما للمسجد ، لم يكن عنده ميل إلى الدنيا ، فجعلت أسكّنهم ، وأحلف لهم أني لم أؤمر فيه بمكروه ، وأنه لا بأس عليه ، ثم فتّشت منزله فلم أجد إلّا مصاحف وأدعية ، وكتب علم ، فعظم في عيني »[8].
وتعكس هذه الرواية لنا حجم ما كان يؤديه الإمام الهادي ( عليه السّلام ) من دور في المدينة والذي نتج عنه حصول روابط ووشائج قوية تصل الأمة به كما كانت توصله بالأمة ، وربما كان المتوكل قد وقف على هذا التأثير البالغ للإمام ( عليه السّلام ) فكان سببا لإبعاده عن المدينة المنوّرة إلى سامراء التي أسسها العباسيون أنفسهم والتي عرفت بميول أهلها والذين كان أغلبهم من الأتراك إلى العباسيين أوّلا ، بالإضافة إلى ما عرفوا به من تطرّف في التوجه إلى السيطرة والسلطة ثانيا .
[1] تاريخ الطبري : 7 / 519 .
[2] حياة الإمام الحسن العسكري : 22 - 23 عن جوهرة الكلام في مدح السادة الأعلام : 155 .
[3] الخرائج والجرائح : 1 / 451 ح 36 وعنه في بحار الأنوار : 50 / 274 .
[4] تاريخ الطبري : 7 أحداث سنة 234 وسنة 254 ه .
[5] تاريخ اليعقوبي : 2 / 476 .
[6] تاريخ ابن الوردي : 1 / 216 .
[7] تاريخ الغيبة الصغرى : 117 .
[8] تذكرة الخواص : 360 عن علماء السير .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|