المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06

الاستقلال الذاتي
24-6-2020
تقليم أشجار الخوخ
2023-10-26
السياسـات الاقتـصاديـة اللينينيـة
20-3-2020
ليسلي ، جون
29-11-2015
التثبيط الهدمي Catabolite Inactivation
5-10-2017
فيما يتعلق بصيغــــــــة الامر
9-8-2016


عدم مشاركة عليّ في غزوة تبوك  
  
31604   10:00 صباحاً   التاريخ: 2-7-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏2،ص557-559.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2017 3215
التاريخ: 21-6-2017 3323
التاريخ: 11-5-2017 3140
التاريخ: 4-5-2017 3145

لقد كان من أبرز فضائل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنه شارك في جميع المعارك، ولازم رسول الله (صلى الله عليه واله) في جميع غزواته، ـ وكان هو حامل لوائه في تلك المعارك والغزوات ـ ما عدا تبوك حيث بقي في المدينة بأمر رسول الله (صلى الله عليه واله) ولم يشارك في هذا الجهاد المقدس لأن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان يدرك جيّدا أن بعض المنافقين والمتربّصين، والمتحينين الفرص من رجال قريش سيستغلّون فرصة غيبة النبي القائد عن المدينة ( مركز الدولة الاسلامية ) فيثيرون فيها فتنة، ويجهزون على الحكومة الاسلامية الفتية بانقلاب أو ما شابه ذلك، وأن مثل هذه الفرصة انما تسنح لهم إذا قصد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مكانا نائياً، وانقطع ارتباطه بعاصمة الاسلام ( المدينة )!!
ولقد كانت تبوك  أبعد نقطة خرج إليها رسول الله (صلى الله عليه واله) في جميع غزواته، فكان يحدس ـ بقوة ـ أن تقوم القوى المضادّة للاسلام بقلب الاوضاع في غيابه، ويجمعوا من يروا رأيهم ويذهب مذهبهم من شتى أنحاء الحجاز، ويتحدوا لضرب الدولة الاسلامية والقضاء عليها من الداخل.
ولهذا ـ رغم أنه استخلف محمّد بن مسلمة  على المدينة ـ قال للأمام علي بن أبي طالب  : أنت خليفتي في أهل بيتي ودار هجرتي وقومي .. يا علي إنّ المدينة لا تصلح إلاّ بي وبك.
ولقد أزعج بقاء عليّ (عليه السلام) في المدينة، المنافقين الذين كانوا يتربّصون بالاسلام الدوائر، ويتحيّنون الفرصة، ويفكرون في انقلاب في غيبة النبيّ (صلى الله عليه واله) لأنهم كانوا يعرفون أنهم لن يعودوا يستطيعون مع وجود عليّ (عليه السلام) في المدينة، ومراقبته الدقيقة لتحرّكاتهم ونشاطاتهم فعل أي شيء ممّا كانوا ينوون القيام به، ولهذا أرجفوا به، وبثّوا شائعات خبيثة حوله، بغية إجباره على مغادرة المدينة فقالوا : ما خلّف رسول الله (صلى الله عليه واله) عليّا إلاّ استثقالا له، وتخفّفا منه، أو : أن رسول الله (صلى الله عليه واله) دعاه إلى الخروج لتبوك، ولكن عليا امتنع من الخروج بحجّة الحرّ الشديد، وبعد الطريق وإيثارا للدعة والراحة والرفاهية!!
ولإبطال هذه الشائعة الخبيثة، وتكذيب هذا الكلام، أخذ علي (عليه السلام) سلاحه، وخرج حتى أتى رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو نازل بالجرف ( وهو موضع على ثلاثة أميال من المدينة ) فقال : يا نبي الله، زعم المنافقون أنّك إنّما خلّفتني أنّك استثقلتني وتخفّفت منّي.
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) حينئذ كلمته التاريخية الخالدة التي تعتبر من أبرز الادلة وأقواها وأوضحها على إمامة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وخلافته بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) بلا فصل : كذبوا، ولكنّني خلّفتك لما تركت ورائي فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك أفلا ترضى يا عليّ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي .
فرجع عليّ (عليه السلام) الى المدينة المنورة، ومضى رسول الله (صلى الله عليه واله) على سفره.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.