أقرأ أيضاً
التاريخ: 31/10/2022
1418
التاريخ: 2-6-2021
1994
التاريخ: 15-3-2021
3990
التاريخ: 23-9-2021
1653
|
ثواب والموعظة والمصلحة (1) بها:
قال النبي (صلى الله عليه وآله): "ما أهدى المسلم لأخيه هديّة أفضل من كلمة حكمة، تزيده هدى أو تردّه عن ردى" (2).
وقال: نعم العطية، ونعم الهديّة الموعظة.
وأوحى الله تعالى إلى موسى (عليه السلام): "تعلّم الخير وعلّمه من لا يعلمه، فانّي منوّر لمعلّمي الخير ومتعلّميه قبورهم حتّى لا يستوحشوا بمكانهم" (3).
وروي أنّه ذكر عند النبي (صلى الله عليه وآله) رجلان، أحدهما يصلّي المكتوبة ويجلس ويعلّم الناس الخير، وكان الآخر يصوم النهار ويقوم الليل، فقال (صلى الله عليه وآله): فضل الأول على الثاني كفضلي على أدناكم" (4).
وقد أثنى الله تعالى على اسماعيل بقوله: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: 54، 55].
وقال (عليه السلام): "ما تصدّق مؤمن بصدقة أحبّ إلى الله من موعظة يعظ بها قوماً متفرّقين، وقد نفعهم الله بها، وهي أفضل من عبادة سنة" (5).
فاستمع أيّها الغافل (6) إلى الموعظة، ولا تضرب عن الذكر صفحاً، وغالب هواك، وجاهد نفسك، وفرّغ قلبك، فإنّما جعل لك السمع لتعي به الحكمة، والبصر لتعتبر ما ترى من خلق السماوات والأرض وما بينهما من الخلق، واللسان لتشكر به نعم الله، وتديم ذكره به وحمده وتلاوة كتابه، والقلب لتتفكّر به.
فاجعل شغلك في آخرتك وما تصير إليه، واصرف إليه همّتك، فإنّ نصيبك من الدنيا يأتي من غير فكر ولا حركة، فقد قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): قد سبق إلى جنان (7) عدن أقوام كانوا أكثر الناس عملاً (8) فإذا وصلوا إلى الباب ردّوهم عن الدخول، فقيل: بماذا ردّوا؟ ألم يكونوا في دار الدنيا صلّوا وصاموا وحجّوا؟! فإذا النداء من قبل الملك الأعلى جلّ وعلا: بلى قد كانوا، ليس أحد أكثر منهم صياماً ولا صلاةً ولا حجّاً ولا اعتماراً، ولكنّهم غفلوا عن الله ومواعظه" (9).
وعن سالم، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أحبّ المؤمنين إلى الله من نصب نفسه في طاعة الله تعالى، ونصح لاُمّة نبيّه، وتفكر في عيوبه فأصلحها، وعلم فعمل" (10).
وعن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا اُخبركم بأجود الأجواد؟ قالوا: بلى يا رسول الله (صلّى الله عليك وآلك)، فقال: أجود الأجواد الله، وأنا أجود بني آدم، وأجودهم بعدي رجل علم بعدي علماً فنشره، ويبعث يوم القيامة اُمّة واحدة (11) ورجل جاد بنفسه في سبيل الله حتّى قُتل" (12).
وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: "من علّم علماً فله أجر من عمل به إلى يوم القيامة" (13).
وقال (صلى الله عليه وآله): إذا مات الرجل انقطع عمله الّا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح [يدعو له]" (14). (15)
وقال عيسى (عليه السلام): "من علم وعمل عُدّ في الملكوت عظيماً" (16).
وروي أنّه يؤتى بالرجل فيوضع عمله في الميزان، ثم يؤتى بشيء مثل الغمام فيوضع فيه، ثم يقال: أتدري ما هذا؟ فيقول: لا، فيقال له: هذا العلم الذي علّمته الناس فعملوا به بعدك (17).
وقال النبي (صلى الله عليه وآله): "الدنيا ملعونة وملعون من فيها، الّا عالماً أو متعلّماً أو ذاكراً لله تعالى فيه" (18).
وروي في قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120] أنّه كان يعلّم الخير.
وقيل: الموعظة حرز من الخطأ، وأمان من الأذى، وجلاء القلوب من الصدآء.
وقال أميرالمؤمنين (عليه السلام): "الزاهدون في الدنيا قوم وعظوا فاتعظوا، وخوّفوا فحذروا، وعلموا فعملوا، إن أصابهم يسر شكروا، وإن أصابهم عسر صبروا" (19).
قالوا: (20) يا رسول الله لا نأمر بالمعروف حتّى نعمل به كلّه، ولا ننهى عن المنكر حتّى ننتهي عنه كلّه، فقال: لا بل مروا بالمعروف وان لم تعملوا به كلّه، وانهوا عن المنكر وان لم تنتهوا عنه كلّه (21).
وقال (عليه السلام): "أشدّ النّاس عذاباً يوم القيامة من علم علماً فلم ينتفع به" (22).
وقال (عليه السلام): تعلّموا ما شئتم أن تعملوا، فإنّكم لن تنتفعوا به حتّى تعملوا به، وإنّ العلماء همّتهم الوعاية" (23) وإنّ السفهاء همّتهم الرواية (24).
وقال (صلى الله عليه وآله): "إنّ الله أوحى إلى بعض أنبيائه في بعض كتبه قال: قل للذين يتفقّهون لغير الدين، ويتعلّمون لغير العمل، ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة، يلبسون للناس مفتول الضأن، وقلوبهم قلوب الذئاب، وألسنتهم أحلى من العسل، وأعمالهم أمرّ من الصبر، إيّاي يخادعون؟ وبي يغترون؟ وبديني يستهزؤون؟ لأبيحنّ لهم فتنة تدع الحكيم منكم حيراناً" (25).
وقال (عليه السلام): "مثل من يعلم ويعلّم ولا يعمل كمثل السراج يضيء لغيره ويحرق نفسه" (26).
والعالم هو الهارب من الدنيا لا الراغب فيها؛ لأنّ علمه دلّ على أنّه سمٌّ قاتل فحمله على الهرب من الهلكة، فإذا التقم السمّ عرف الناس أنّه كاذب فيما يقوله.
وقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): "إنّ لله تعالى خواصاً من خلقه يسكنهم الرفيق الأعلى من جنانه؛ لأنّهم كانوا أعقل أهل الدنيا، قيل: يا رسول الله كيف كانوا أعقل أهل الدنيا؟ قال: كانت همّتهم المسارعة إلى ربّهم فيما يرضيه فهانت الدنيا عليهم، ولم يرغبوا في فضولها، صبروا قليلاً فاستراحوا طويلاً" (27).
وقال (صلى الله عليه وآله): لكلّ شيء معدن ومعدن التقوى قلوب العارفين" (28).
وقال (صلى الله عليه وآله): "لا تزلّ قدم عبد يوم القيامة حتّى يسأل عن خمس خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيما علم" (29).
وقال أميرالمؤمنين (عليه السلام): "إنّما زهد الناس في طلب العلم لما يرون من قلّة انتفاع من علم بلا عمل" (30).
وقال النبي (صلى الله عليه وآله): "علم لا ينتفع به ككنز لا ينفق منه" (31).
وقال (عليه السلام): "العلم علمان، علم باللسان وهو الحجة على صاحبه، وعلم بالقلب وهو النافع لمن عمل به، وليس الايمان بالتمنّي، ولكنّه ما ثبت في القلوب وعملت به الجوارح" (32).
وكان نقش خاتم الحسين بن عليّ (عليهما السلام): علمت فاعمل، وقال بعضهم: "أوّل العلم الانصات، ثم الاستماع، ثم الحفظ، ثم العمل، ثم نشره".
وقيل في قوله تعالى: {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} [آل عمران: 187] قال: تركوا العمل به والنشر له (33).
وقال (صلى الله عليه وآله): "مثل ما بعثت به من الهدى والرحمة، كمثل غيث أصاب الأرض منها، فمنها ما أنبت العشب والكلأ (34) وكانت منها أخاديد (35) حقنت الماء، فانتفع به الناس فشربوا وسقوا زروعهم، وأرض سبخة (36) لم تمسك الماء ولم تنبت الزرع، كذلك قلوب العالمين العاملين، وقلوب العالمين التاركين" (37).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "لا يكون الرجل مسلماً حتّى يسلم الناس من يده ولسانه، ولا يكون مؤمناً حتّى يأمن أخوه بوائقه، وجاره بوادره (38) ولا يكون عالماً حتّى يكون عاملاً بما علم، ولا يكون عابداً حتّى يكون ورعاً، ولا يكون ورعاً حتّى يكون زاهداً فيما في أيدي الناس، يا أخي أطل الصمت، وأكثر الفكر، واعمل بالموعظة، وأقلّ الضحك، واندم على خطيئتك، تكن عند الله وجيهاً مقبولاً" (39).
وقال (صلى الله عليه وآله): "رأيت ليلة اُسري بي إلى السماء قوماً تُقرض شفاهم بمقاريض من نار ثم ترمى، فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء؟ فقال: خطباء اُمّتك، يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون" (40).
وقال بعضهم: العالم طبيب الاُمّة، والدنيا الداء، فإذا رأيت الطبيب يجرّ الداء إلى نفسه فاتهمه في علمه، واعلم انّه الذي لا يوثق به فيما يقول.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "لا تطلبوا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا لتراؤوا به في المجالس، ولا لتصرفوا به وجوه الناس اليكم للتراؤس، فمن فعل ذلك كان في النار، وكان علمه حجّة عليه يوم القيامة، لكن تعلّموه واعملوا به" (41).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|