المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



عاقبة حب الدنيا و بغضها  
  
2104   09:35 صباحاً   التاريخ: 11-10-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج2 , ص43-46.
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /

لا يبلغ مع العبد عند الموت إلا صفاء القلب ، أعني طهارته عن أدناس الدنيا و حبه للّه و أنسه بذكره ، و صفاء القلب و طهارته لا يحصل إلا بالكف عن شهوات الدنيا ، و الحب لا يحصل إلا بالمعرفة ، و المعرفة لا تحصل إلا بدوام الفكرة ، و الأنس لا يحصل إلا بكثرة ذكر اللّه و المواظبة عليه ، و هذه الصفات الثلاث هي المنجيات المسعدات بعد الموت ، وهي الباقيات الصالحات.

أما طهارة القلب عن أدناس الدنيا ، فهي الجنة بين العبد و بين عذاب اللّه ، كما ورد في الخبر: «أن اعمال العبد تناضل عنه ، فإذا جاء العذاب من قبل رجليه جاء قيام الليل يدفع عنه ، و إذا جاء من قبل يديه جاءت الصدقة تدفع عنه» .

وأما الحب و الأنس ، فهما يوصلان العبد إلى لذة المشاهدة و اللقاء.

وهذه السعادة تتعجل عقيب الموت إلى أن يدخل الجنة ، فيصير القبر روضة من رياض الجنة  و كيف لا يصل صاحب الصفات الثلاث بعد موته غاية البهجة و نهاية اللذة بمشاهدة جمال الحق ، و لا يكون القبر عليه روضة من الرياض الخلد ، و لم يكن له إلا محبوب واحد ، و كانت العوائق تعوقه عن الأنس بدوام ذكره و مطالعة جماله ، و بالموت ارتفعت العوائق و أفلت من السجن و خلى بينه و بين محبوبه ، فقدم عليه مسرورا سالما من الموانع آمنا من الفراق؟ و كيف لا يكون محب الدنيا عند الموت معذبا و لم يكن له محبوب إلا الدنيا ، وقد غصبت منه و حيل بينه و بينها ، و سدت عليه طرق‏ الحيلة في الرجوع إليه؟ , و ليس الموت عدما ، إنما هو فراق لمحاب الدنيا و قدوم على اللّه ، فإذن سالك طريق الآخرة هو المواظب على أسباب هذه الصفات الثلاث ، وهي : الذكر، و الفكر، و العمل الذي يفطمه عن شهوات الدنيا و يبغض إليه ملاذها و يقطعه عنها , و كل ذلك لا يمكن إلا بصحة البدن ، وصحة البدن لا تنال إلا بالقوت و الملبس و المسكن ، و يحتاج كل واحد إلى أسباب ، فالقدر الذي لا بد منه من هذه الثلاثة إذا أخذه العبد من الدنيا للآخرة لم يكن من أبناء الدنيا و كانت الدنيا في حقه مزرعة الآخرة ، و إن أخذ ذلك على قصد التنعم و حظ النفس صار من أبناء الدنيا و الراغبين في حظوظها , إلا أن الرغبة في حظوظ الدنيا تنقسم إلى ما يعرض صاحبه لعذاب اللّه في الآخرة ، و سمى ذلك حراما ، و إلى ما يحول بينه و بين الدرجات العلى و يعرضه لطول الحساب ، و يسمى ذلك حلالا , و البصير يعلم أن طول الموقف في عرصات القيامة لأجل المحاسبة أيضا عذاب ، فمن نوقش في الحساب عذب ، و لذلك‏ قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) : «في حلالها حساب و في حرامها عقاب».

بل لو لم يكن الحساب ، لكان ما يفوت عن الدرجات العلى في الجنة و ما يرد على القلب من التحسر على تفويتها بحظوظ حقيرة خسيسة لا بقاء لها ، هو أيضا عذاب و يرشدك إلى ذلك حالك في الدنيا إذا نظرت إلى أقرانك ، و قد سبقوك إلى السعادات الدنيوية ، كيف ينقطع قلبك عليها حسرات ، مع علمك بأنها سعادات متصرمة لا بقاء لها ، و منغصة بكدورات لا صفاء لها  فما حالك في فوات سعادات لا يحيط الوصف بعظمتها و تنقطع الأذهان والدهور دون غايتها؟ و كل من تنعم في الدنيا ، و لو بسماع صوت من طائر أو بالنظر إلى خضرة أو بشربة ماء بارد  فهو ينقص من حظه في الآخرة و التعرض لجواب السؤال فيه ذل ، و حذر، و خوف ، و خطر، و خجل‏ و انكسار، و مشقة ، و انتظار، و كل ذلك من نقصان الحظ.

فالدنيا - قليلها و كثيرها ، حلالها و حرامها – ملعونة ، إلا ما أعان على تقوى اللّه ، فإن ذلك القدر ليس من الدنيا ، و كل من كانت معرفته أقوى و أتم كان حذره من نعيم الدنيا أشد و أعظم حتى‏ أن عيسى (عليه السلام) وضع رأسه على حجر لما نام ثم رمى به ، إذ تمثل له إبليس و قال رغبت في الدنيا.

وحتى أن سليمان (عليه السلام) فى ملكه كان يطعم الناس من لذائذ الأطعمة و هو يأكل خبز الشعير، فجعل الملك على نفسه بهذا الطريق امتحانا و شدة ، فإن الصبر من لذيذ الأطعمة مع وجودها أشد.

ولذا زوى اللّه – تعالى - الدنيا على نبينا (صلى اللّه عليه و آله) فكان يطوى أياما ، و كان يشد الحجر على بطنه من الجوع ، و لهذا سلط اللّه المحن و البلاء على الأنبياء و الأولياء ، ثم الأمثل فالأمثل في درجات العلى , كل ذلك نظرا لهم و امتنانا عليهم ، ليتوفر من الآخرة حظهم  كما يمنع الوالد المشفق ولده لذائذ الفواكه و الأطعمة و يلزمه الفصد و الحجامة ، شفقة عليه و حبا له لا بخلا به عليه , و قد عرفت بهذا أن كل ما ليس للّه فهو من الدنيا و ما هو للّه فليس من الدنيا.

ثم الأشياء على أقسام ثلاثة :

(الأول) ما لا يتصور أن يكون للّه ، بل من الدنيا صورة و معنى و هي أنواع المعاصي و المحظورات و أصناف التنعم بالمباحات ، و هي الدنيا المحضة المذمومة على الإطلاق.

(الثاني) ما صورته من الدنيا ، كالأكل و النوم و النكاح و أمثالها ، و يمكن أن يجعل معناه للّه فإنه يمكن أن يكون المقصود منه حظ النفس فيكون معناه كصورته أيضا من الدنيا ، و يمكن أن يكون المقصود منه الاستعانة على التقوى ، فهو للّه بمعناه و إن كانت صورته صورة الدنيا .

قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) : «من طلب من الدنيا حلالا مكاثرا مفاخرا لقى اللّه و هو عليه غضبان ، و من طلبها استعفافا عن المسألة و صيانة لنفسه جاء يوم القيامة و وجهه كالقمر ليلة البدر».

(الثالثة) ما صورته للّه ، و يمكن أن يجعل معناه من الدنيا بالقصد ، و هو ترك الشهوات ، و تحصيل العلم ، و عمل الطاعات و العبادات , فهذه الثلاث إذا لم يكن لها باعث سوى أمر اللّه و اليوم الآخر فهي للّه صورة و معنى ، و لم تكن من الدنيا أصلا ، و إن كان الغرض منها حفظ المال و الحمية و الاشتهار بالزهد و الورع و طلب القبول بين الخلق بإظهار المعرفة صار من الدنيا معنى و إن كان يظن بصورته أنه للّه.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.