المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06



علم الإمام الجواد (عليه السلام)  
  
2264   03:01 مساءً   التاريخ: 2023-03-26
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 11، ص30-38
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / التراث الجواديّ الشريف /

لا بدّ للإمام من أن يكون واسع العلم والمعرفة ، فهو أعلم أهل زمانه ، وأدراهم بشؤون الشريعة وأحكام الدين مع الإحاطة بالنواحي السياسية والإدارية وغير ذلك مما يحتاج اليه الناس . وقد دلّ الإمام الجواد ( عليه السّلام ) بنفسه على ذلك ، إذ خاض - وهو في سنّة المبكّر - في مختلف العلوم ، وسأله العلماء والفقهاء عن أعقد المسائل الشرعية والعلمية فأجاب عنها بكل إحاطة ودقة مما أدى ذلك إلى انتشار مذهب أهل البيت ( عليهم السّلام ) وتزايد الاقبال عليه في ذلك العصر وذهب كثير من العلماء إلى القول بالإمامة[1].

وقبل ان نشير إلى شيء من علمه ( عليه السّلام ) لا بد أن نشير إلى مصادر هذا العلم الربّاني الذي امتاز به أهل البيت ( عليهم السّلام ) .

1 - روى المسعودي عن عبد الرحمن بن محمد عن كلثم بن عمران أنه قال : قلت للرضا ( عليه السّلام ) : أنت تحبّ الصبيان فادع اللّه أن يرزقك ولدا . فقال : « إنّما ارزق ولدا واحدا وهو يرثني . فلما ولد أبو جعفر كان طول ليلته يناغيه في مهده ، فلمّا طال ذلك على عدّة ليال ، قلت : جعلت فداك قد ولد للناس أولاد قبل هذا فكل هذا تعوّذه ! فقال : ويحك ! ليس هذا عوذة إنّما أغرّه بالعلم غرّا »[2].

2 - وقد لا حظنا فيما سبق ما ورد من نصوص تأريخيّة تشهد بتكلمّه وهو في المهد إلى جانب نصوص أخرى تشير إلى أنه قد أوتي الحكم صبيّا.

3 - وجاء أيضا عن الإمام محمّد الجواد أبي جعفر الثاني ( عليه السّلام ) ، أنه قال :

« قال أبو جعفر الباقر ( عليه السّلام ) : إن الأوصياء محدّثون يحدّثهم روح القدس ولا يرونه »[3].

وروي أيضا انه جيء بأبي جعفر الجواد ( عليه السّلام ) إلى مسجد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) بعد استشهاد أبيه ( عليه السّلام ) وهو طفل ، وجاء إلى المنبر ورقى منه درجة ، ثم نطق فقال : « انا محمد بن علي الرضا ، انا الجواد ، انا العالم بأنساب الناس في الاصلاب ، أنا أعلم بسرائركم وظواهركم ، وما أنتم صائرون اليه ، علم منحنا به من قبل خالق الخلق أجمعين ، وبعد فناء السماوات والأرضين ، ولولا تظاهر أهل الباطل ، ودولة أهل الضلال ، ووثوب أهل الشكّ ، لقلت قولا تعجّب منه الأوّلون والآخرون .

ثم وضع يده الشريفة على فيه ، وقال : يا محمد اصمت كما صمت آباؤك من قبل »[4].

ومن هنا ينبغي أن نعرض بايجاز إلى بعض ما اثر عنه من العلوم :

1 - التوحيد :

أثيرت في عصر الإمام الجواد ( عليه السّلام ) كثير من الشكوك والأوهام حول قضايا التوحيد وقد أثارها من لا حريجة له في الدين من الحاقدين على الإسلام لزعزعة العقيدة في نفوس المسلمين ، ولتشكيكهم في مبادئ دينهم العظيم ، وقد أجاب الإمام ( عليه السّلام ) عن تلك الشبهات وفنّدها خير تفنيد ، وكان من بينها ما يلي :

1 - قال الراوي : « سألت أبا جعفر عن التوحيد فقلت : أتوهّم شيئا . فقال :

نعم ، غير معقول ولا محدود ، فما وقع وهمك عليه من شيء فهو خلافه ، لا يشبهه شيء ولا تدركه الأوهام ، كيف تدركه الأوهام وهو خلاف ما يعقل وخلاف ما يتصور في الأوهام ؟

إنّما يتوهم شيء غير معقول ولا محدود »[5].

2 - وقال الراوي : « سئل أبو جعفر الثاني ( عليه السّلام ) : يجوز أن يقال للّه إنه شيء ؟ قال : نعم يخرجه من الحدّين ، حدّ التعطيل وحد التشبيه »[6].

3 - قال الراوي : « سألت أبا جعفر محمد بن علي الثاني ( عليه السّلام ) : ما معنى الواحد ؟ فقال : المجتمع عليه بجميع الألسن بالوحدانية »[7].

2 - تفسير القرآن الكريم وتأويله :

وردت عن الإمام الجواد ( عليه السّلام ) نصوص كثيرة في تفسير وتأويل بعض آيات القرآن الكريم .

فمنها ما ورد عنه ( عليه السّلام ) في تفسير الآيتين المباركتين : ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها - إلى قوله تعالى - وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ[8].

إذ قال ( عليه السّلام ) : ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ بأن نرفع حكمها .

أَوْ نُنْسِها بأن نرفع رسمها ونزيل عن القلوب حفظها ، وعن قلبك يا محمد كما قال اللّه تعالى : سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى * إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ . . .[9] أن ينسيك ، فرفع ذكره عن قلبك .

نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها يعني : بخير لكم .

فهذه الثانية أعظم لثوابكم ، وأجلّ لصلاحكم من الآية الأولى المنسوخة ، أو مثلها من الصلاح لكم ، أي إنّا لا ننسخ ولا نبدّل إلّا وغرضنا في ذلك مصالحكم .

ثم قال : يا محمد أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، فإنه قدير يقدر على النسخ وغيره . ألم تعلم - يا محمد - ان اللّه له ملك السماوات والأرض وهو العالم بتدبيرها ومصالحها فهو يدبّركم بعلمه وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ يلي صلاحكم إذ كان العالم بالمصالح هو اللّه عزّ وجلّ دون غيره ولا نصير وما لكم من ناصر ينصركم من مكروه ان أراد اللّه انزاله بكم ، أو عقاب إن أراد إحلاله بكم »[10].

إنّ منهج الاستهداء بالقرآن نفسه لتفسير آياته الكريمة واضح جدّا في هذا النص .

وفي مجال تأويله لقوله تعالى : أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[11].

فقد جاء عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني أنّه قال : « قلت لمحمد بن علي بن موسى ( عليه السّلام ) : اني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد ( صلّى اللّه عليه وآله ) الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما .

فقال ( عليه السّلام ) : يا أبا القاسم : ما منّا إلّا وهو قائم بأمر اللّه عزّ وجلّ ، وهاد إلى دين اللّه ، ولكن القائم الذي يطهّر اللّه عزّ وجلّ به الأرض من أهل الكفر والجحود ، ويملأها عدلا وقسطا هو الذي تخفى على الناس ولادته ، ويغيب عنهم شخصه ، ويحرم عليهم تسميته وهو سميّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وكنيّه ، وهو الذي تطوى له الأرض ، ويذلّ له كل صعب [ و ] يجتمع إليه من أصحابه عدّة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، من أقاصي الأرض ، وذلك قول اللّه عزّ وجلّ : أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

فإذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الإخلاص أظهر اللّه أمره ، فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن اللّه عزّ وجلّ ، فلا يزال يقتل أعداء اللّه حتى يرضى اللّه عزّ وجلّ .

قال عبد العظيم : فقلت له : يا سيدي وكيف يعلم أن اللّه عزّ وجلّ قد رضي ؟

قال : يلقي في قلبه الرحمة ، فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فأحرقهما »[12].

3 - الحديث :

روى الإمام الجواد ( عليه السّلام ) طائفة من الأحاديث بسنده عن جدّه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وروى أيضا عن جدّه الإمام أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) وعن آبائه ( عليهم السّلام ) وفيما يلي مختارات من ذلك التراث الذي يكشف بثّه من قبل الإمام ( عليه السّلام ) عن اهتمامه بنشر حديث الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) وآبائه الميامين :

1 - روى ( عليه السّلام ) بسنده ان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) قال : « إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّمها اللّه وذريّتها على النار »[13].

2 - روى ( عليه السّلام ) إنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) قال : « المرء مخبوء تحت لسانه »[14].

3 - وقال ( عليه السّلام ) : « قام إلى أمير المؤمنين رجل بالبصرة ، فقال : أخبرنا عن الإخوان ؟ فقال : الإخوان صنفان : إخوان الثقة ، وإخوان المكاشرة .

فأمّا إخوان الثقة فهم كالكفّ والجناح والأهل والمال ، فإذا كنت من أخيك على ثقة فابذل له مالك ويدك وصاف من صافه وعاد من عاداه واكتم سرّه وأعنه واظهر منه الحسن ، واعلم أيها السائل انهم اعزّ من الكبريت الأحمر .

وأما اخوان المكاشرة فإنك تصيب منهم لذتك ، فلا تقطعن ذلك منهم ، ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم ، وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان »[15].

4 - روى ( عليه السّلام ) عن الإمام الصادق ( عليه السّلام ) لما سئل عن الزاهد في الدنيا ، قوله : « الذي يترك حلالها مخافة حسابه ، ويترك حرامها مخافة عقابه »[16].

5 - وروى ( عليه السّلام ) عن الإمام الصادق ( عليه السّلام ) عندما قيل له صف لنا الموت ، قوله ( عليه السّلام ) : « للمؤمن كأطيب ريح يشمه فينعس لطيبه ، وينقطع التعب والألم كله عنه ، وللكافر كلسع الأفاعي ولدغ العقارب أو أشد »[17].

6 - وقال ( عليه السّلام ) : مرض رجل من أصحاب الرضا ( عليه السّلام ) فعاده ، فقال : كيف تجدك ؟ قال : لقيت الموت بعدك . يريد به ما لقيه من شدة مرضه .

فقال ( عليه السّلام ) : كيف لقيته ؟ قال : شديدا أليما .

قال : ما لقيته إنما لقيت ما يبدؤك به ويعرفك بعض حاله ، انما الناس رجلان : مستريح بالموت ، ومستراح منه به ، فجدّد الايمان باللّه وبالولاية تكن مستريحا[18].

4 - نماذج من فقهه ( عليه السّلام ) :

تشكّل الأحاديث التي تروى عن الإمام أبي جعفر الجواد ( عليه السّلام ) مصدرا خصبا لاستنباط الأحكام الشرعية لدى فقهاء الشيعة الإمامية ، لأنها تعبّر عن سنة المعصومين وسنّة المعصوم هي قوله وفعله وتقريره .

وقد اثرت عنه ( عليه السّلام ) طائفة كبيرة من الأخبار التي دوّنت في موسوعات الفقه والحديث وقد شملت معظم أبواب الفقه نذكر بعض النماذج منها :

الصلاة :

1 - قال الراوي : كتبت إلى أبي جعفر الثاني ( عليه السّلام ) « في السنجاب والفنك والخزّ ، وقلت : جعلت فداك ، أحبّ ان لا تجيبني بالتقيّة في ذلك فكتب بخطّه اليّ : صلّ فيها »[19].

واستدل الفقهاء بهذا الخبر ونحوه مما ورد في هذا الموضوع على جواز الصلاة في جلود هذه الحيوانات .

2 - قال الراوي : رأيت أبا جعفر ( عليه السّلام ) صلّى حين زالت الشمس يوم التروية ست ركعات خلف المقام ، وعليه نعلاه لم ينزعهما[20].

واستدل الفقهاء بهذه الرواية على جواز الصلاة بالنعل الطاهرة المتخذة من الذبيحة المذكّاة .

الزكاة :

وردت عن الإمام الجواد ( عليه السّلام ) عدة اخبار في فروع الزكاة كان من بينها ما يأتي : استدل الفقهاء على جواز إخراج القيمة دون العين فيما تجب فيه الزكاة بما جاء عنه ( عليه السّلام ) في جوابه عن السؤال : « هل يجوز أن أخرج عمّا يجب في الحرث من الحنطة والشعير ، وما يجب على الذهب دراهم بقيمة ما يسوي ؟ أم لا يجوز إلّا أن يخرج من كل شيء ما فيه ؟

فأجاب ( عليه السّلام ) أيّما تيسّر يخرج »[21].

الحج :

واستند الفقهاء في فتاواهم في بعض فروع الحج ومسائله إلى ما اثر عن الإمام الجواد ( عليه السّلام ) فيها ، وفيما يأتي بعض ذلك :

1 - استند الفقهاء في استحباب الحج للصبي بما جاء في الرواية التالية : قال الراوي : « سألت أبا جعفر الثاني ( عليه السّلام ) عن الصبي متى يحرم به ؟ قال : إذا أثغر »[22].

2 - واتفق فقهاء الإمامية على أنّ حجّ التمتع أفضل أنواع الحج لمن أراد ان يحج حجا مندوبا ، وقد استندوا في ذلك إلى ما ورد عن الإمام الجواد ( عليه السّلام ) وغيره من أئمة العترة الطاهرة ( عليهم السّلام ) ، حيث قال الراوي : « كان أبو جعفر ( عليه السّلام ) يقول :

المتمتع بالعمرة إلى الحج أفضل من المفرد السائق للهدي . وكان يقول : ليس يدخل الحاجّ بشيء أفضل من المتعة[23].

5 - فلسفة التشريع وعلل الأحكام :

وكشف الإمام محمد الجواد ( عليه السّلام ) النقاب عن بعض العلل في تشريع بعض الأحكام الشرعيّة وكان من بينها :

ما سأله محمد بن سليمان عن العلة في جعل عدّة المطلّقة ثلاث حيض أو ثلاثة أشهر ، وصارت عدة المتوفّى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا ؟ فأجابه الإمام ( عليه السّلام ) عن ذلك :

« أمّا عدّة المطلّقة ثلاثة قروء فلاستبراء الرحم من الولد ، واما عدّة المتوفى عنها زوجها فإن اللّه تعالى شرط للنساء شرطا ، وشرط عليهن شرطا فلم يجابهن فيما شرط لهن ، ولم يجر فيما اشترط عليهنّ ، اما ما شرط لهن في الإيلاء أربعة أشهر إذ يقول اللّه عزّ وجلّ :

لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فلم يجوز لأحد أكثر من أربعة أشهر في الإيلاء لعلمه تبارك اسمه انه غاية صبر المرأة عن الرجل ، واما ما شرط عليهنّ فإن أمرها أن تعتد إذا مات زوجها أربعة أشهر وعشرا فأخذ منها له عند موته ما أخذ لها منه في حياته عند الإيلاء ، قال اللّه عزّ وجلّ : يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً ولم يذكر العشرة أيام في العدّة إلّا مع الأربعة أشهر ، وعلم أن غاية المرأة الأربعة أشهر في ترك الجماع فمن ثم أوجبه عليها ولها . . . »[24]

 

[1] حياة الإمام الجواد : 66 .

[2] اثبات الوصية : 210 .

[3] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 159 .

[4] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 159 .

[5] أصول الكافي : 1 / 64 .

[6] أصول الكافي : 1 / 64 .

[7] التوحيد للصدوق : 82 .

[8] البقرة ( 2 ) : 106 - 107 .

[9] الأعلى ( 87 ) : 6 - 7 .

[10] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 164 .

[11] البقرة ( 2 ) : 148 .

[12] كمال الدين وتمام النعمة ، للصدوق القمي : 377 - 378 .

[13] حياة الإمام محمد الجواد : 79 - 80 .

[14] حياة الإمام محمد الجواد : 80 ، عن بحار الأنوار : 12 / 101 .

[15] حياة الإمام محمد الجواد : 81 ، عن وسائل الشيعة : 8 / 58 .

[16] الإمام محمد بن علي الجواد ، عبد الزهراء عثمان محمد : 106 عن معاني الأخبار : 287 .

[17] الإمام محمد بن علي الجواد ، عبد الزهراء عثمان محمد : 106 عن معاني الأخبار : 287 .

[18] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 286 .

[19] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 286 . الفنك : حيوان صفير من فصيلة الكلبيات ، شبيه بالثعلب ، لكن اذنيه كبيرتان ، لا يتجاوز طوله أربعين سنتيمتر بما فيه الذنب ، فروته من أحسن الفراء . والسمور : حيوان برّي من فصيلة السموريات ورتبة اللواحم ، يشبه ابن عرس وأكبر منه ، لونه أحمر مائل إلى السواد ، تتخذ من جلده فراء ثمينة .

[20] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 389 .

[21] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 411 .

[22] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 426 .

[23] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 430 .

[24] حياة الإمام محمّد الجواد : 101 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.