أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-05-2015
4147
التاريخ: 21-05-2015
3290
التاريخ: 2023-04-01
1330
التاريخ: 21-05-2015
3220
|
لمّا أراد المأمون تزويج ابنته أمّ الفضل من الإمام الجواد ثقل ذلك على العباسيين وقالوا له: نشهدك الله أن تقيم على هذا الامر الذي عزمت عليه من تزويج ابن الرضا فانّا نخاف أن تخرج به عنّا أمراً قد ملّكناه الله! وتنزع منّا عزّاً قد ألبسناه الله! فقد عرفت ما بيننا وبين هؤلاء القوم قديماً وحديثاً، وما كان عليه الخلفاء الراشدون قبلك من تبعيدهم والتصغير بهم، وقد كنّا في وهلة من عملك مع الرضا حتى كفى الله المهم من ذلك إلى أن قالوا: إنّ هذا الفتى وإن راقك منه هديه فإنّه صبي لا معرفة له فأمهله حتى يتأدّب ويتفقّه في الدين ثمّ اصنع ما ترى.
قال المأمون: ويحكم إنّي اعرف بهذا الفتى منكم، وإنّ أهل هذا البيت علمهم من الله تعالى وإلهامه، ولم يزل آباؤه أغنياء في علم الدين والادب من الرعايا الناقصة عن حد الكمال، فإن شئتم فامتحنوا أبا جعفر حتى يتبيّن لكم ما وصفت لكم من حاله.
قالوا: رضينا ؛ فخرجوا واتّفق رأيهم على أنّ يحيى بن أكثم يسأله مسألة وهو قاضي الزمان فأجابهم المأمون على ذلك ؛ واجتمع القوم في يوم اتّفقوا عليه ، وامر المأمون أن يفرش لابي جعفر دست ففعل ذلك، وجلس يحيى بن أكثم بين يديه، وقام الناس في مراتبهم، والمأمون جالس في دست متّصل بدست أبي جعفر (عليه السلام ) .
فقال يحيى بن أكثم للمأمون: أتأذن لي يا أمير المؤمنين أن أسال أبا جعفر؟
فقال: استأذنه في ذلك .
فأقبل عليه يحيى وقال: أتأذن لي جعلت فداك في مسألة ؟
فقال: سل إن شئت .
فقال: ما تقول جعلت فداك في مُحرم قتل صيداً ؟
فقال أبو جعفر (عليه السلام ) : في حل أو حرم؟ عالماً كان المحرم أو جاهلا؟ قتله عمداً أو خطأ؟ حرّاً كان المحرم أو عبداً؟ صغيراً كان أو كبيراً؟ مبتدئاً كان بالقتل أو معيداً؟ من ذوات الطير كان الصيد أم غيرها؟ من صغار الصيد أم كبارها؟ مصرّاً كان على ما فعل أو نادماً؟ ليلاً كان قتله للصيد أم نهاراً؟ محرماً كان بالعمرة إذ قتله أو بالحج كان محرماً؟.
فتحيّر يحيى وبان في وجهه العجز والانقطاع، وتلجلج حتى عرف أهل المجلس أمره .
فقال المأمون: الحمد لله على هذه النعمة والتوفيق لي في الرأي، ثمّ قال لأبي جعفر (عليه السلام): اخطب لنفسك فقد رضيتك لنفسي وأنا مزوّجك أمّ الفضل ابنتي .
ولمّا تمّ الزواج قال المأمون لابي جعفر: إن رأيت جعلت فداك أن تذكر الجواب فيما فصّلته من وجوه قتل المُحرم الصيد لنعلمه ونستفيده .
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : إنّ المحرم إذا قتل صيداً في الحل وكان الصيد من ذوات الطير وكان من كبارها فعليه شاة، فإن أصابه في الحرم فعليه الجزاء مضاعفاً، فإن قتل فرخاً في الحل فعليه حمل قد فطم من اللبن، وإذا قتله في الحرم فعليه الحمل وقيمة الفرخ، وإن كان من الوحش وكان حمار وحش فعليه بقرة، وإن كان نعامة فعليه بدنة، وإن كان ظبياً فعليه شاة، فإن قتل شيئاً من ذلك في الحرم فعليه الجزاء مضاعفاً هدياً بالغ الكعبة، وإذا أصاب المحرم ما يجب عليه الهدي فيه وكان إحرامه بالحج نحره بمنى، وإن كان احرامه بالعمرة نحره بمكّة، وجزاء الصيد على العالم والجاهل سواء، وفي العمد له المأثم وهو موضوع عنه في الخطأ، والكفّارة على الحر في نفسه، وعلى السيّد في عبده، والصغير لا كفّارة عليه وهي على الكبير واجبة، والنادم يسقط بندمه عنه عقاب الآخرة، والمصر يجب عليه العقاب في الآخرة .
فقال له المأمون: أحسنت يا أبا جعفر .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
معهد الكفيل للنطق والتأهيل: أطلقنا برامج متنوعة لدعم الأطفال وتعزيز مهاراتهم التعليمية والاجتماعية
|
|
|