أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2014
1990
التاريخ: 2024-07-25
567
التاريخ: 2023-07-26
1288
التاريخ: 2023-11-10
1102
|
قال تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [البقرة: 40]
هناك ثلاثة أمور هي التي تشكل العناصر المحورية للآية مدار البحث:
(١) الدعوة الى ذكر نعمة الله.
(۲) بيان التلازم بين وفاء الله بعهده ووفاء الخلق بعهدهم.
(٣) الدعوة إلى التوحيد في إطار الرهبة والخوف.
ما يقع في الوسط هو بمنزلة واسطة العقد وهو ما يأخذ على عاتقه تتميم العنصر الأول وتكميل العنصر الثالث؛ وذلك لأنّ محور العنصر الثاني هو في التلازم بين كلا النوعين من الوفاء؛ أي إنَّ الامتثال لأمر الله تعالى، الذي يمثل وفاء الإنسان بعهده، لن يكون من دون نتيجة. بناء على ذلك، إذا كان المرءُ ذاكراً لأنعم الله فإن الله سيفي بعهده حتماً، وإذا كان الشخص موحداً في الرهبة، وكان راهباً وخائفاً من الله وحسب، فإنّ الله سيفي بعهده قطعاً. بالطبع إنّ العهود مختلفة والوفاء بها متنوع.
إذن فالعنصر الأوسط سيكون متمّماً للعنصر الأول ومكملاً للعنصر الثالث في آن واحد؛ كما أن العنصر الثالث يمثل تحذيراً لتجنب ترك ذكر النعمة، وترك الوفاء بالعهد؛ بمعنى: أن الشخص الذي يستثمر النعم الإلهية وهو غافل عنها، ويمر من أمامها مرور الكرام فإن الخطر الأمني سيحدده وسيهدده بنار جهنّم، فلابد أن يكون راهباً منه، وكل من ينبذ عهد الله وراء ظهره، وليس له إباء من نقضه، فإنه يتحتم عليه أن الخطر الذي يتهدده ويكمن له.
الترهيب من العقاب الغيبي ينطوي على كلّ من بعدي الدفع والرفع؛ أي إن الشخص المتذكر لنعمة الله والذي يراعي الفقه والحقوق في تحصيلها ولا يغفل عن الأخلاق والأحكام والآداب الشرعية في صرفها وإنفاقها، فإن الترغيب بالرهبة بالنسبة له يستبطن صبغة "دفع" الخطر؛ بمعنى أنّه ما يزال يحفظه من الخطر قبل حلوله، أما الشخص الذي أضحى أسيراً للغفلة، ومبتلى بالسهو والأشر والبَطَر، ولا يراعي التقوى في تحصيل النعمة، ولا في صرفها وإنفاقها، فإنّ للترغيب بالرهبة بالنسبة له، وهو على مشارف الخطر وعلى شفا جرف هار من النار، بُعد "رفع" الخطر؛ أي إنّه يرفع الخطر بعد حلوله.
السهم المؤثر الآخر الذي يتمتع به العنصر الثالث، أي الترهيب الإلهي، هو أن اهتمام القرآن بالمعاد، الذي يكون فيه الظهور الأساسي للخوف من العقاب الإلهي، هو من الشدة بحيث إنه يكشف بوضوح عن الحد الفاصل بين هذا الكتاب وسائر الكتب السماوية الأخرى؛ وذلك لأنّ طرح قضيّة المعاد في سائر الكتب السماوية المتوفرة حالياً بين أيدينا هو من الضعف بحيث دفع البعض إلى احتمال أن التوراة والإنجيل أساساً لم يعتبرا أنّ المعاد يعد عاملاً أساسياً في تهذيب وتربية المجتمعات البشرية، والحال أن ذلك ليس صحيحاً. بالطبع إنّ إصرار القرآن على قضيّة التنبه للمعاد لا يُشاهد في الكتب الأخرى. على أي تقدير، فإن التذكير بالقيامة يُعد من أهم الأصول التربوية للقرآن الحكيم ومن أكثرها حيوية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يصدرُ مجموعةَ أبحاثٍ علميَّةٍ محكَّمةٍ في مجلَّة الذِّكرِ
|
|
|