أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2015
3246
التاريخ: 26-1-2016
2638
التاريخ: 25-06-2015
3927
التاريخ: 24-06-2015
2147
|
هو أبو
المنذر الحارث بن عباد بن قيس بن ثعلبة البكري، من أهل العراق. كان الحارث من سادات
العرب وحكمائها وشجعانها. اختلف في شبابه مع معمر بن سوّار غلام الفضيل بن عمران السدوسي
على سقيا الإبل فقتل معمرا والفضيل، فثارت بذلك الحرب بين سدوس وبين بكر وتغلب ثم اتسعت
واشتدّت. وقتل في هذه الحرب عباد، والد الحارث، فتولى الحارث رئاسة قومه.
ولمّا
نشبت حرب البسوس اعتزلها الحارث بن عباد زمنا حتى أسرف المهلهل في القتل وقتل بجير
بن الحارث بن عباد (او ابن أخيه) غدرا في غير معركة. فحزن الحارث بن عباد ودخل
الحرب يوم قضّة، أو يوم تحلاق اللمم، فدارت الدائرة على تغلب.
وكانت
وفاة الحارث بن عباد نحو عام 72 ق. ه. (550 م).
والحارث
بن عباد من فحول شعراء الجاهلية؛ وشعره سهل قليل الغريب، وأكثره-ان صحّ كل ما لدينا
منه-في الحماسة والفخر والرثاء.
- المختار
من شعره:
في أثناء
حرب البسوس أرسل الحارث بن عباد ابنه بجيرا (أو ابن أخيه على الاصح) برسالة إلى مهلهل
يسأله فيها أن يكفّ عن عناده في الاستمرار في الحرب. ثم قال له: اقتل بجيرا إذا شئت
بثأر أخيك كليب على شرط أن تقف الحرب. فقتل المهلهل بجيرا ثم استمرّ في الحرب. فقال
الحارث (1):
قرّبا
مربط النعامة منّي... لقحت حرب وائل عن حيال (2)
لا بجير
أغنى فتيلا، ولا رهـ...ـط كليب تزاجروا عن ضلال
لم أكن
من جناتها علم اللّه... وإني بحرّها اليوم صال (3)
وقيل
إن هذه الأبيات هي الثابتة على القطع؛ ولكنّ في الروايات أبياتا مثلها، منها:
أصبحت
وائل تعجّ من الحر... ب عجيج الجمال بالأثقال
قد تجنّبت
وائلا كي يفيقوا... فأبت تغلب عليّ اعتزالي
وأشابوا
ذؤابتي ببجيرٍ... قتلوه ظلما بغير قتال
قرّبا
مربط النعامة منّي (4) ... لاعتناق الابطال بالأبطال
رب جيش
لقيته يمطر المو... ت على هيكل خفيف الجلال
سائلوا
كندة الكرام وبكرا... واسألوا مذحجا وحيّ هلال
______________________
1) راجع
تفصيل ذلك في تاريخ الجاهلية للمؤلف، ص 101-102.
2) النعامة:
فرس للحارث بن عباد. قربا مربط الفرس مني (كناية عن الاستعداد للحرب). لقحت (بكسر القاف)
تلقح (بفتح القاف): حملت، أصبحت حبلى. الحيال في القاموس: جمع حائل: حبلى. والمعنى
يقتضي أن يقال: في الوقت المناسب.
3) لم
أكن من جناتها: من باعثيها ومسببيها. صلي بالنار: أصابه حرها؛ وهنا (آذته الحرب).
4) يكرر
الحارث بن عباد هذا الشطر كثيرا.