أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-4-2019
1889
التاريخ: 2023-03-16
1387
التاريخ: 29-4-2020
2651
التاريخ: 27-6-2019
2405
|
قال (عليه السلام) : (ألا حر يدع هذه اللماظة (1) لأهلها ؟، انه ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة ، فلا تبيعوها إلا الجنة ، فلا تبيعوها إلا بها).
حث على ترك الدنيا ، كونها يسيرة ، كبقية الطعام الباقي في الفم ، وقد كان اسلوبا رائعا في التحريض نحو نبذها والإقلاع عنها، وعدم التوغل فيها ، بما يكشف عن اهتمام بتوافه الامور ، لما في ذلك من دلالة على دناءة النفس ، وانحسار الهمة العالية لدى الإنسان ، وهو مؤشر ينذر بإقباله على ما تعافه النفس ، مما يوجب التعجب ، شأنه شأن من يطلب امرا مرفوضا – لأي سبب كان – فإنه دال على تدنيه وهوانه النفسي ، كما يدل على حالة سلبية يجب معالجتها ، والتصدي للكشف عنها، لئلا يتورط غيره.
لما كانت الدنيا كذلك ، كما تثبته الدلائل والتجارب ، فحري به (عليه السلام) ان يحذر تغيير جذري فيها من خلال اهتمامه بها ، بل انها تجرفه إلى حيث هي من الضعة والخسة ، وهذا مالا يليق بالعاقل فعله ، بعد ان رأى مصير الاوائل ممن سبقوه !، وانهم تحولوا عنها دون ان يأخذوا مما جمعوه فيها ، او حصلوه شيئا ، بل تركوه ، مع مساءلتهم عنه ، فمع كونه قليلا – بإزاء ما ادخر له اخرويا - ، ومفارقته إياه ، يحاسب عليه تفصيليا ، ويتأثر وضعه الاخروي بذلك.
وقد كان لاستخدامه (عليه السلام) التحضيض بالأداة (ألا) أثره البين في جلب الانتباه ، ومراجعة النفس ، ومعاودة التفكير، لير الإنسان هل تستحق الدنيا مع ما هي عليه ، هذا الاهتمام المتزايد بها كلما ازداد عمره ، ام الأليق به ان يتعامل معها بحسب الاحتياج والضرورة ، دون تحمل التبعات ، والمآثم والمغارم ، ولزوم الجواب عن صغريات القضايا ، فضلا عن كبرياتها ، وعن توافه الامور ومهماتها؟.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اللماظة : بقية الطعام في الفم.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|