أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-26
976
التاريخ: 2023-09-14
1510
التاريخ: 2024-09-23
159
التاريخ: 8-4-2021
2220
|
يتجاوز المراهق والشباب في مرحلة البلوغ سنين بالغة الحساسية، سنين يكون فيها صعباً على الوالدين تحمل سلوكياته وتصرفاته وتشكل بالنسبة له في مقاطع العمر القادمة عناصر ندم واحساس بالخجل. فثمة تحولات في جانبها الجسمي والروحي تظهر وتؤدي الى بروز الاضطراب في السلوك، يتعلق بعضها في الحساسية الزائدة لديهم ازاء الانتقادات والقضايا البسيطة.
هذه المرحلة من العمر تمتاز بسرعة التأثر والانكسار وبكون حكمه على أغلب القضايا بان عمل الاخرين يفتقد العدالة ولهذا فإنه يشرع بتوجيه النقد لإصلاح ما يراه من اخطاء وحين لا تحصل انتقاداته على الاهتمام المناسب فإنه يشعر بعدم الارتياح.
الانفعال لديهم سريع جداً ويصل إلى اقصاه بمجرد اشارة أو كلمة أو فعل عادي، انهم يميلون إلى متابعة اماني متنوعة وكثيرة، إلى جانب الاعجاب بالنفس والانانية، والصور الخيالية عن الذات والعالم، وكل ذلك سيكون وقوداً لانفعالاتهم الشديدة وربما تكون الحساسية والانتقادات احيانا مكتسبة من الأصدقاء وحصيلة لسوء التربية واحياناً نتاج لمرض نفسي او ضعف الاعصاب وربما كان بعضها مرتبطاً بعملية النمو الطبيعي. لذا يجب مراعاة كل ذلك حينما يتم الاحتكاك بالمراهقين والشباب.
وبالنسبة لعملية النمو فانهم من وجهة نظر الوالدين والمربين فانهم يجتازون فترة متأزمة.
ومع تقدم النمو فان الانفعالات بدورها تتقدم أيضاً وطبعاً أن اكتساب العادات والتعلم له اثر أيضاً في ذلك.
للمراهقين نفوس سريعة التأثر وكأنهم مخزن لمواد منفجرة سرعان ما تنفجر، ومن جهة أخرى فان أسلوب افكارهم يتميز بالشاعرية ولهذا فان هذا المقطع هو مقطع العاطفة والرومانسية، وهو فاصل بين الطفولة والشباب.
وينشأ الشعور بالتفوق عنده عن الغرور وضعف الامكانات، لذا فإنه قد يكون ناتج عن بعض عقدة الاحساس بالحقارة فانهم حين لا يستطيعون مجارات الاخرين يصبغون العالم باللون الاسود وقد يصطدمون بالآخرين أو يحتارون في اتخاذ موقف من الناس.
وعلى هذا الاساس فإن مداراة مع هؤلاء وتحملهم سيكون صعباً ويحتاج الى الوعي والصبر لأن محاولة المواجهة معهم والمحاسبة على كل الجزئيات سيؤدى إلى خلق مشاكل كثيرة للشباب ولذويهم أيضاً.
• الحساسيات:
في بداية المراهقة تكون الحساسيات قوية بشدة إلى الحد الذي تؤدي إلى خلق مشاكل من اجل ابسط القضايا ولأنه لايزال طفلاً فإن حالة العناد ستظهر أيضاً فتكون الخصومات والمشاكل جزء من مراحل نموهم.
يمكن التعرف على حساسيات المراهقين والشباب من خلال الحزن الذي يصابون به وهم يستمعون إلى الاختلافات وحالات الفقر والحرمان كما انهم يفسرون توجيهات الوالدين والمربين كنوع من تحديد حرياتهم.
انهم يقلقون في بعض الحالات إلى الدرجة التي تضطرب فيها حياتهم. والعوامل التي تثير قلقهم عديدة ومنها رؤية أوضاع غير سليمة في العائلة أو الدراسة أو العمل أو على صعيد العاطفة. ان الالام التي يسببها الحرمان، هي الفشل في بعض الاعمال حوادث تسبب العقد، ونزاعات عائلية ومتاعب تقع في محيط العمل، والبطالة ...الخ.
وبخصوص اسباب الحساسيات لابد أن نقول بانها في هذا السن تكون رقيقة لكنها قد تتحول إلى الشدة في بعض الاوقات اذ أن رؤية الأوضاع المختلقة تؤدي إلى بروز التناقضات في حياته فيتخذ لذلك مواقف متناقضة، فنراه يذرف الدمع من اجل قضية بسيطة أو يلجأ إلى الخشونة وتحفل حياته بالاضطراب والصعوبات.
• فوائد ومضار الحساسيات:
الحساسيات في بعض المسائل والامور لها دور ايجابي في توفير السعادة لهم، لكنها قد تؤدي إلى التعاسة في ظروف اخرى مما يفرض وجود عمليات توجيه لتجنيب الشباب والاخرين الشر والفساد وتمنعهم من خلق المتاعب.
تتهيج الحساسيات عند المراهقين والشباب وتحركهم لفعل شيء لصالح المحرومين ويتألمون لآلام الناس بصدق وتنشأ كثير من الاعمال الفنية نتيجة هذه المشاركة في آلام الناس وقد تؤدي إلى خلق توازن نفسي وتكامل لشخصياتهم. فالأفراد الحساسين يتبوؤون مركز القيادة في أغلب المجتمعات الانسانية واذا تم توجيه الحساسيات وجهة صحيحة فانهم يتحولون الى شموع تنير الدرب للآخرين.
من جهة أخرى فإنها تنتج اضراراً وتخلق عند بعض الافراد حالة من السخط والتشاؤم وتنتهي بهم الى الصدام باستمرار مع الناس والنظر اليهم باستصغار. وقد تقود إلى توترات ونزاعات وحتى الضرب وايقاع الجروح. أو احيانا تدفع إلى لوم النفس وهو امر لا ينتج عنه خير لهم.
كما ذكرنا بمكن أن تنتج الحساسيات لدى الافراد العذاب وتعذيب النفس أو التسبب في صدمات ومتاعب للآخرين. وهم بصورة اعتيادية يتحسسون من عدم الصلاح والظلم وعدم الانصاف وسوء الخلق. يندمون ويتألمون لماذا انحرف الاخرين وابتعدوا عن الصلاح انهم انصار الطهارة والصلاح ويريدون تحكيم كل ذلك في العالم انهم يسعون لإرساء نوع من الصلاح قبلوا بعضه بأنفسهم فالحسن يجب أن ينبع من نوع الفكر الذي ترسخ في عقولهم.
واحياناً يواجهون مشاكل دون أن يملكوا الاستعداد اللازم لحلها، لذا فانهم يضطربون ويأسون ويشعرون بالعجز وربما قرروا الانتحار أو الانعزال، انهم يعيشون مرحلة التضحية بالمستقبل من اجل الحاضر لذا فانهم يريدون كل شيء للحاضر وفي الحاضر.
ان أغلب الانتقادات التي يوجهونها تتوجه إلى الوالدين وتصل حتى إلى انتقاد اسلوب تربيتهم لأبنائهم الصغار، وطبعاً يكونون مصيبين في بعض تلك الانتقادات ويمارسونها بحسن نية ويقصدون من ورائها الاصلاح .
انهم يتخيلون ان الاباء والمربين يريدون ايقاع الظلم بهم أو انهم يريدون منع استقلالهم واعاقة تقدمهم أو انهم يريدون اجبارهم على قبول آرائهم وتصوراتهم وفي مثل هذه الأحوال فان الانتقادات تترافق توترات وصدمات.
وتترافق هذه الانتقادات احياناً مع نوع من الاستصغار والتجاهل كما انهم يشعرون في قراره انفسهم بأن انتقاداتهم غير صحيحة ولكنهم يظنون انها ستؤدي الى ابراز رجحانهم.
انهم يعجزون عن التلائم مع الوالدين والمربين لافتقادهم الى التجربة الكافية فضلاً عن كونهم في مرحلة البلوغ ذات الخصوصيات التي أشرنا اليها، مما يضيف لهم صعوبات اكبر ويكرس الاحساس بان الاخرين يريدون اجبارهم على القبول بآرائهم ولذلك فانهم يرفضون ويتخذون مواقف متشددة.
ولكي يعرف الاباء كيف يتخذون منهم مواقف صحيحة لا بد لهم من الاطلاع على الانفعالات التي تحصل فيها والتحولات في الجسم والروح والتغيرات في المزاج والعواصف التي تحصل فيه.
ان الوالدين والمربين لابد أن يعلموا ان الشباب في افضل حالاتهم انماهم يعانون من أزمة ومنفعلين إلى درجة لا تبتعد كثيراً من المرض النفسي والانكسارات الروحية ان استشعار هذه الانكسارات، ومشاهدة لا أباليه الاخرين بهم وعدم الاستجابة لطلباتهم. والسلوكيات غير الملائمة من قبل الاخرين ازاءهم ورؤيتهم للإهانات، كل هذه الصور تؤلم قلوبهم وتشعرهم بالقلق.
وعلى الاباء أن يعلموا ان الشباب في هذه المرحلة يتعرضون إلى ضغوط مختلفة حتى انهم لا يستطيعون السيطرة على عواطفهم واعمالهم وعليهم ان يتخذوا مواقف سليمة لإصلاحهم.
نحن نعتقد أن المراهق والشاب لا يجوز تركه عرضة لهذه الحساسيات والانتقادات لأنها ستترسخ في شخصيته وتستمر معه في مراحل العمر اللاحقة، وسيواجه إفراداً يتعرض لصدامات معهم، ولأجل بناء أو تعديل هذه الحالات يمكن دعوته للمشاركة في المشاورات والمناقشات العائلية، وهذا الأمر يخلق الالفة والانس ويعطي للشخصيات طابعها الثابت، ويوفر فرص الانسجام وحل المشاكل وخلق التفاهم، واستمرار حياة المودة. وكل ذلك يدخل في طوق الاصلاح.
لا يمكن تعليم جيل المراهقين والشباب الادب عن طريق الاهانات والحرمان، فشخصية الشاب تتغير بالمحبة وتنجذب من خلال اللطف وتزويده بالمعلومات والتجارب ويجب في كل الأحوال أن يتم السعي باتجاه كسب ثقته بالوالدين وأن يعلم انما يراد له الخير بشرط أن يوجه في مسار الكمال والتكامل الانساني. وفي اطارها تأتي المحبة والوفاء والاحترام.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|