المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05



دور مرحلة المراهقة  
  
2214   01:12 صباحاً   التاريخ: 8-4-2021
المؤلف : د. برناردوجيه
الكتاب أو المصدر : كيف تخلص طفلك من الخجل
الجزء والصفحة : ص288-290
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-12-2019 2995
التاريخ: 13-12-2016 3316
التاريخ: 2023-04-24 943
التاريخ: 2024-09-07 211

عندما نتأمل الطفرة في النمو التي تحدث للمراهقين فإن ما يطرأ على الذهن غالباً هو التغيرات الجسدية التي تحدث ولكن الحقيقة هي أن تلك الطفرة في النمو تؤثر على المراهق كليةً – من ناحية عقله وجسده وذاته. وفي الحقيقة فإن هدف مرحلة المراهقة هو إعطاء المراهق الفرصة لتجربة أدوار وسلوكيات جديدة كنوع من الاستعداد لمرحلة البلوغ، ويتسم هذا الاستعداد بخلفية اجتماعية للغاية حيث يهتم المراهقون كثيراً بأوضاعهم وهويتهم الاجتماعية وصورتهم الذهنية أمام الجميع.

وبسبب التغيرات الكبرى ، التي هي جزء من طفرة النمو في مرحلة المراهقة ، ينبغي على المراهقين توسيع منطقة الراحة سريعاً حتى عندما يُدفع بهم الى مواقف معقدة تشمل الأصدقاء ، والمسؤولية ، والفردية ، والطموح الوظيفي. ولكي يتأقلم المراهقون مع تلك المواقف فهم يجربون السلوكيات الجديدة وأنماط التفكير الأكثر تعقيداً وكلاهما يعتبر بمثابة تدريب على مرحلة البلوغ. وفي ثقافتنا يمكنهم إيجاد طرق آمنة للتعامل مع فضولهم بعمل أشياء مثل العمل التطوعي ، والحصول على وظيفة لدوام الوقت ، ورعاية الأطفال ، وارتداء ملابس مختلفة ، والاشتراك في أنشطة خارج نطاق الدراسة ، وتكوين الصداقات ، والتفكير في المستقبل المهني. ولا بأس باهتمامهم بأشياء معينة لفترة قصيرة؛ لأن عواقب الانتقال لشيء جديد أو ارتكاب الأخطاء ليست وخيمة.

ويعد التجريب علامة جيدة فهو يشير الى أن المراهق يريد توسيع منطقة الراحة الخاصة به عن طريق القيام ببعض المجازفات وإيجاد هوية فريدة. وبالتجريب ينطلق المراهق الى المستقبل مسلحاً بقدر أكبر من المعرفة عن نفسه وعن العالم من حوله ، ولذلك عندما يظهر المراهق اهتماماً بالأنشطة الجديدة فأعتقد أنه ينبغي على الآباء تشجيعه على أن يجد منافذ آمنة لممارسة تلك الأنشطة. ومن ناحية أخرى عندما لا يرغب المراهق – وعادة ما يكون خجولاً وبطيء الإحماء – في تجربة الأشياء الجديدة ويقاوم التغيير فهو بذلك يؤجل ما لا مفر منه ربما بدافع الخوف من الانتقال لمرحلة جديدة من الحياة ، أو كما قال أحد الطلاب في الصف الثاني الثانوي: " إذا كان المرء خجولاً ويتخذ القرارات بناءً على خجله فهو يفقد ما كانت ستجلبه له تلك الفرصة ، والمرء يعيش حياة واحدة ويجب أن تعاش جيداً ". 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.