المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



أمنيات  
  
206   03:26 مساءً   التاريخ: 2024-09-23
المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني
الكتاب أو المصدر : الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة : ص 106 ــ 112
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

إخواني الشباب:

بعد أن تم الزواج على سنة الله ورسوله، ورزق الله الوالدين أولاداً وبنات وهم أنتم فقد يتمنى كل منكم هذه الأمنيات باعتباره إبناً أو بنتاً:

ـ أتمنى أن لا يتدخل أبي في كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة في حياتي، أريده أن يمنحني شيئاً من الحرية والاستقلال.

ـ أتمنى أن يحاورني في بعض الأمور المهمة، لا أن يطالبني بتنفيذها بالعنف والإكراه، أن لا يرغمني على فعل شيء سلطوي، بل بطريقة أبوية رحيمة.

ـ أتمنى أن يتذكر شبابه وهو يحاسبني أو يعاقبني أو يراقبني أو يضيق الخناق عليّ.

ـ أتمنى أن يحترمني أمام أصدقائي، كما أحترمه أمام أهلي وأقربائنا وأصدقائه.

ـ أتمنى أن يعرف أن لي ظروفي الخاصة ومزاجي وقدراتي، كما أنه له ظروفه ومزاجه وقدراته، فيعذرني في بعض أخطائي غير المتعمدة.

ـ أتمنى أن يدرك أبي أني مخلوق لزمان غير زمانه، وأن لا يجعلني نسخة منه في كل شيء.

ـ أتمنى أن يعدل بيني وبين إخواني الآخرين.

ـ أتمنى أن يرعاني بغير تدخل سافر في شؤوني الخاصة، وأن يكون حازماً معي في غير قسوة.

ـ أن يكون مستشاري بغير إملاءات وضغوط، وأن لا ينظر إلى إنجازاتي بعين صغيرة.

وكما كان لكم الحق في إبداء وإيضاح أمنياتكم فإن للأب أيضاً أمنياته، فاسمعوها:

* أتمنى أن يكون أبنائي أفضل مني وليسوا إمتداداً لي فقط.

* أتمنى أن يحقق أبنائي ما لم أوفق لتحقيقه في حياتي، وأن تكون طموحاتهم أوسع من طموحاتي.

* أتمنى أن يستفيدوا من تجاربي، فلا يقعوا في الأخطاء التي وقعت فيها، وأن يقبلوا نصيحتي.

* أتمنى أن يعتبروني صديقهم المخلص، فيبوحوا لي ببعض أسرارهم وهمومهم ومشكلاتهم، أتمنى أن أكون صريحاً معهم، وأن يكونوا صريحين معي.

* أتمنى أن يدركوا أن غضبي عليهم - إذا أخطؤوا أو قصروا - هو من حبي لهم وليس إنتقاماً منهم أو تنفيساً عن عقدة تسلط.

* أتمنى أن يعرف أولادي أنهم متساوون عندي، وأنا أحبهم جميعاً. ولكني قد أكره بعض الصفات لدى بعضهم، وأحب بعض الصفات لدى البعض الاخر.

* أتمنى أن أكسب ثقة أبنائي وبناتي، ليفتحوا لي قلوبهم، ويشكوا لي آلامهم، ويبدوا معاناتهم، ويبوحوا بدخائلهم ويتبعوا إرشاداتي لأنها ناظرة الى مصالحهم.

هذه الأماني - أعزاءنا الشباب - مشروعة لكم كما هي مشروعة للوالد رعاه الله ورعاكم. وهي تعبر عن رغبة صادقة في التفاهم والتصالح والتصافي، وإيجاد علاقة وثيقة بين أبناء يحبون والدهم ويحترمونه، وبين أب يحب أبناءه ويريد لهم الخير.

ولابد لكل طرف أن يدرس أمنيات ورغبات الطرف الثاني، بغية الوصول إلى علاقة أسرية طيبة وأفضل مما هو قانم فعلاً. مع أن هذه الأمنيات لا تمثل جميع ما يتمناه الأبناء، ولا كل ما يرغب فيه الآباء. إلا أنها تمثل عينات لأمنيات لو أخذها الأبناء والآباء بنظر الإعتبار لانتهت علاقتهما إلى الشكل الأفضل الذي يسعد ويرضي كلاً منهما.

وقد يثار هنا سؤال وهو: لماذا تبقى مثل هذه الملاحظات التقييمية لكل طرف مجرد أمنيات؟! لماذا لا يبادر الآباء لردم الهوة؟ لماذا لا يساعد الأبناء آباءهم على بناء الجسر الرابط بين ضفتيهما؟ أو لماذا لا يفتح الطرفان باب الحوار المباشر ليكشفا من خلاله عن كل ما يتمنى الطرف الآخر؟ وعن الأسباب التي تحول دون تحقيق تلك الأمنيات التي هي ليست معجزات ولا بالأمور المستحيلة.

ونحن نقول: إن هذه القضية تحتاج إلى أن يتفهم كل طرف حقيقة وطبيعة مشاعر الطرف الآخر ورغباته والأمور التي تزعجه.

إخواننا الشباب من الجنسين:

إننا جميعاً من الخطائين ولم نكن معصومين من إرتكاب خطأ ما، ولكن الأخطاء تختلف شدة فيما بينها، فرب خطأ مغفور، ورب خطأ نافع كما يقال. وأن الوالد قد يقع في خطأ لانتفاء العصمة عنه، ولكن ذلك لا يعني إنتهاء دوره كأب وصديق أكبر، ولا ينعدم بذلك الخطأ دوره الإرشادي. وربما يكون الأبناء سبب وقوعه في الخطأ. لإثارة حفيظته بفعل عملي غير لائق. فلا يصح أن نلقي المسؤولية على الآباء وحدهم دون الأبناء على إعتبار أن الآباء أكثر تجربة وأغنى خبرة في الحياة وأرجح عقلا. والمثل يقول: (الأكبر منك بيوم أعقل منك بسنه). وعليه فلابد أن يكون الآباء مسامحين وذوي قلوب كبيرة تستوعب أخطاء الأبناء، لأنهم الأقل تجربة والأحدث سناً. ومن هنا ينشأ الاصطدام بين الآباء وبين أبنائهم، وربما يجر إلى إستخدام العنف من قبل الآباء فنراهم يتعاملون مع أبنائهم بقسوة وغلظة.

إن بعض الآباء يعاني من آثار التعب أثناء العمل، أو ينزعج من حالات إجتماعية خاصة أو يشاهد منظراً مؤلماً يثير مشاعره. فإذا دخل البيت انعكست تلك المعاناة على أسلوبه داخل بيته ومع أسرته. فبمجرد دخوله البيت فرض جواً من الرعب والتوتر.

يقال: دخل أحد الولاة على أحد الخلفاء، فرآه يلاعب صبياً له وكان الصبي يمتطي ظهر الخليفة. فتعجب الوالي من ذلك، وأثار استغرابه واستهجانه، ولم يكتمها في نفسه، فقال للخليفة: كيف تفعل ذلك يا مولاي؟!

فسأله الخليفة وقد عرف من سؤاله أنه لا يتعامل مع صبيانه بهذه الطريقة: وكيف تعامل أولادك يا ترى؟! فقال الوالي معتداً بأسلوبه الصارم إذا دخلت البيت، جلس القائم وسكت الناطق، فقال له الخليفة: إنك لا تصلح والياً للرعية، لأنك بذلك تخنق أنفاسها.

فعلى الأبناء أن يقدروا ظروف عمل الوالد والبيئة التي يعمل فيها. فربما أراد أن يمارس ضبطاً عائلياً لكي لا يفلت الزمام فخانه إنتقاء الأسلوب الأمثل.

ونحن هنا لا نسمح للآباء بتحويل البيت إلى مديرية أمن، لأنه لا يوجد شخص معتقل في المديرية يحب المدير إطلاقاً. ولكن على الشباب أن يراعوا جانب الأبوة أولاً، والظروف التي يمر بها الوالد ثانياً. وان لا يتضايقوا كثيراً من التدخل المباشر من قبل الأب أو الأم ثالثاً، لأن ذلك ناتج من حرصهما على أبنائهما وبناتهما.

إننا لا ننكر أن هناك تدخلات مستهجنة يقوم بها الوالدان أو أحدهما، مثل إجبار البنت على الزواج من شخص لا تهواه، أو الضغط على الولد في القبول بشريكة حياة لا يهواها.

روى أبو يعفور عن الإمام الصادق (عليه السلام): قال قلت له: إني أريد أن أتزوج امرأة، وإن أبوي أرادا غيرها. قال (تزوج التي هويت ودع التي يهوى أبواك) (1). وهذه التفاتة من الإمام (عليه السلام) إلى أن الذي يريد أن يتزوج هو الإبن أو البنت، وليس الأب أو الأم اللذين لا يملكان في ذلك سوى حق المشورة والنصيحة.

أو يقوم الأبوان أو أحدهما بالتمييز العاطفي أو المادي بين الأبناء أنفسهم، أو بين الأبناء والبنات. الأمر الذي يخلق فواصل نفسية بينهم. فيشعر بعضهم بالغبن فيما يشعر البعض الآخر بامتيازات ممنوحة له.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ساووا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضلاً أحداً لفضلت النساء) (2). وهذا ليس من باب التمييز، بل من باب التقديم المعنوي وإشعار الجنس الناعم بلطف الإسلام وتقديره للمرأة.

وعلى أية حال فإن الصحبة بإحسان مطلوبة. وإحترام الأبوين جدير بالاهتمام ما لم يدعوا أبناءهما إلى الشرك بالله تعالى أو عمل أي محرم.

قال تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 15]، فلقد أحسن الوالدان في طفولة وصبا. وعلى الأبناء أن يحسنوا في شيخوخة وهرم.

قال تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60].

والمحصلة النهائية فإن المطلوب من البنين والبنات هو الإحسان للوالدين. وقد ذكرت بعض الأحاديث طاعة الوالدين، والمراد بها إطاعتهما فيما أراد الله لا فيما يخالف شريعته. وقد تكون الطاعة هنا بمعنى الإحسان والامتثال فيما يسمى بالأوامر الإشفاقية. وهي الأمور التي تقوي الإحسان ولا تتعارض مع الأوامر الربانية، كأن يستجيب للبقاء معهما في مسكن واحد.

وقد ذكر لنا التاريخ قصة زكريا بن إبراهيم النصراني الذي أسلم وطلب من الإمام الصادق (عليه السلام) أن يبقى مع والديه النصرانيين، لأن أمه كانت كفيفة البصر، فأجابه الإمام (عليه السلام) إلى ذلك قائلاً: (لا بأس عليك فانظر أمك وبرها، فإذا ماتت فلا تكلها إلى غيرك، كن أنت الذي يقوم بشأنها).

وعمل زكريا بوصايا الإمام جعفر (عليه السلام): فأخذ يلاطف أمه ويسبغ عليها من عطفه وحنانه ويحسن خدمتها أكثر من ذي قبل، فقالت له ذات يوم: يا بني ما أراك كنت تصنع بي مثل هذا عندما كنت على دين النصرانية، فما الذي أراه منك منذ تركت هذا الدين ودخلت في الإسلام؟ فذكر لها ما أوصاه به الإمام (عليه السلام): فقالت: يا بني دينك خير دين، أعرضه علي، فعرضه عليها فدخلت في الإسلام وصلت يومها وماتت في ليلتها. وفي الحديث: (بروا آباءكم يبرّكم أبناؤكم) (3) و (بر الوالدين من أكرم الطباع) (4).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ فقه الصادق (عليه السلام)، 21 / 152.

2ـ ميزان الحكمة، 4 / 3673

3ـ الأمالي، 364.

4ـ ميزان الحكمة، 4 / 3674. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.