أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-22
1233
التاريخ: 4-4-2022
2190
التاريخ: 11-5-2022
2440
التاريخ: 2023-02-16
1128
|
قال تعالى في محكم كتابه : {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: 16].
إن الإنسان عندما يطوي مرحلة الطفولة ويدخل مرحلة التكليف والشباب مروراً بثورة البلوغ ، تولد في ذاته رغبات مختلفة ، ويشرع الشاب المراهق بكل حيوية ونشاط، في حركة دؤوبة لإشباع رغباته وميوله النفسية.
تتملك الفتى الشاب رغبة في معرفة أسرار الطبيعة وأسباب الوجود ومسبباته وخالقه ، والاطلاع على شؤون الدين. والفتى الشاب تراه ينجذب بالفطرة إلى الحق والحقيقة والطهر والفضيلة والعدل والإنصاف والسمو والسخاء. وهو يطالب بالحرية والاستقلال الذاتي وتكوين الشخصية ، وهو يرغب أيضاً في إبراز نفسه وشخصيته. وعندما يبلغ تولد فيه رغبة جامحة للجنس الآخر ، بحيث تطغى الشهوة الجنسية على سائر رغباته وميوله. وتتملك الفتى أيضاً رغبة شديدة في التزين والتجمل ، كما أنه يسعى إلى التأقلم مع المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه ليصبح عضواً فاعلاً في المجتمع ، يكد ويشقى ليستجمع ثروة لا بأس بها . وهنا لا بد من القول : إن كل ما أشرنا إليه يدخل في إطار الرغبات التي تولد في ذات الشبان نتيجة البلوغ ، وتستولي على أفكارهم واهتماماتهم .
إن كل نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان تمثل غصناً في شجرة سعادته، والشاب الذي يروم السعادة والهناء ، ويرغب في أن يصبح إنساناً بكل معنى الكلمة ، عليه أن يلتفت إلى رغباته الفطرية ، ويعمل على إرضاء كل منها في الوقت المناسب وبالقدر المناسب .
الكفر بالنعم:
إن الذي يبحث عن سعادته في إشباع بعض من غرائزه ورغباته فقط ، وكذلك الذي يكرس جل اهتمامه بميل من ميوله النفسية متجاهلاً بقية الاستعدادات الكامنة في نفسه ، إنما يظلم نفسه كإنسان ، ولن يحقق ما يليق به كإنسان من كمال وسعادة .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من لم ير ان لله عليه نعمة إلا في مطعم أو مشرب فقد جهل وكفر نعم الله وضل سته ودنا منه عذابه(1).
«ينبغي أن يكون هدفنا الصحيح والعملي تنمية نفوسنا من جميع الجهات ، لا أن نحصره في اكتساب العلم وترويض الجسم والعمل وكسب المال فقط ، طبعاً لكل ما ذكرناه أهميته في مكانه وزمانه المناسبين، ولكن الأهم من كل ذلك هو أن يفكر كل منا كيف يكون إنساناً حقيقياً»(2).
تعتبر فترة الشباب مرحلة تتبلور فيها شخصية الإنسان ، وهي الفرصة الذهبية - إن صح التعبير - التي يبني فيها الشاب جسمه وروحه ليحيا حياة سليمة تليق به ، ويتجهز بكل مستلزمات الحياة. لذا يتوجب عليه استغلال هذه الفرصة لما فيه خيره وصلاحه ، والالتفات إلى جميع رغباته وميوله المادية والمعنوية ، واستثمار كافة استعداداته وتنشيطها بشكل متعادل يضمن له سعادته وهناءه .
تغيير الذات:
«إن مرحلة البلوغ تمنح الإنسان فرصة يستطيع من خلالها توسيع آفاقه وتحليل نفسه كموجود ومعرفة كل ما يتمتع به من طاقات واستعدادات، واختيار الأفضل متاعاً له في رحلته نحو الكمال دون إرباك. إن ما يقوم به الفتى في هذه الفترة ليس لعبة صبيانية بسيطة، بل هو أمر غاية في الجد والأهمية يتحدد على أساسه مسار حياته والتزاماته المستقبلية» .
«إن من أهم فوائد هذه المرحلة ، هو أن الإنسان لا يتحجم أو يتحدد أو يواجه قيوداً على حين غرة، بل هو سائر إليها تدريجياً وبشكل طبيعي. وتعتبر مرحلة الشباب أفضل مرحلة لتغيير الذات، لما يتمتع به الشاب في هذه المرحلة من قوة في التجسم والتجسيد وحب التدقيق والتفحص. إن الأفكار الجديدة والآراء الخاصة وكل ما من شأنه أن يساهم في تحديد مستقبل الإنسان ، تبدأ في هذه المرحلة بالنمو والتفتح .
وفي هذه المرحلة بالذات تتشكل مواقفنا وحالاتنا الأساسية تجاه الحياة. وكلما تقدم الإنسان في السن نحو الكمال، كلما ارتسمت أمامه ذكريات حية عاشها في مرحلة شباه ، ذكريات قامت على أساس من الثقة بالنفس والنبل والطهارة))(3) .
_____________________________
(1) تحف العقول، ص52.
(2) النمو والحياة ، ص 18.
(3) ماذا أعرف؟ البلوغ، ص125.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|