المبحث الثالث

الأزمات المالية الإقليمية المعاصرة 

أولاً: الأزمة المالية في المكسيك عام (1994). 

تعد الازمة المالية في المكسيك عام (1994) من أخطر الأزمات التي مر بها الاقتصاد المكسيكي بعد أزمة المديونية عام (1982)، نتيجة لاستخدام اسلوب الصدمة في التكييف الاقتصادي (Shock Method) ولقد كانت هذه الأزمة نتاجاً لبرامج التكييف المتمثلة بالانفتاح والتحرير والخصخصة وازالت القيود على تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة.

ومن ابرز سمات الأزمة في المكسيك⁽²²⁾:-

1. ارتفاع نسبة عجز الحساب الجاري إلى الناتج المحلي الإجمالي، حتى بلغت نسبةً تجاوزت (10%).

ب. ارتفاع حجم الائتمان الاستهلاكي لقطاع الأفراد وتفاقم مشكلة عدم القدرة على السداد، حيث بلغت نسبة الديون المعدومة إلى (GDP) حوالي (15%)، مما انعكس سلبا على الاداء الاقتصادي للمكسيك بعد منتصف عام (1994).

ج. انخفاض قيمة العملة المكسيكية (البيزو) منذ منتصف الثمانينات وحتى عام (1994)، ثم أخذت بالانخفاض بشكل متسارع وقت الأزمة.

د. ارتفاع سعر الفائدة والانخفاض المستمر في هامش الربح لوحدات الأعمال أدى إلى انخفاض حجم الاستثمارات العامة والخاصة.

هـ . الحركة السريعة لرؤوس الأموال الهائمة (قصيرة الأجل) شكلت أزمة ضربت الأسواق المالية بسبب سياسات التحرر الكبيرة، مما أدى إلى عدم الاستقرار وتذبذب الاداء الاقتصادي وتفاقم العجز في الميزان التجاري مما شكل أزمة مالية بالغة التأثير.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

22- د. اشرف محمد دوابه، "الأزمة الاقتصادية العالمية : الطريــــق الأول للحـل .