المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05

المواد المخزونة Storage Materials
2-4-2020
Primitive Prime Factor
16-9-2020
الشيخ حسين بن الشيخ محمد البحراني من آل عصفور.
24-8-2020
Mechanisms of the Reactions of Alcohols with HX
8-9-2019
خواص السيليكون
13-5-2018
ولادة الامام علي ( عليه السلام )
14-4-2022


البعد الفكري عند المراهق  
  
1156   10:37 صباحاً   التاريخ: 2023-02-13
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة : ص69ــ73
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

ان مرحلة البلوغ هي مرحلة تفتح الطاقات والاستعدادات، اذ ثمة خصائص وامكانيات لم تكن في الحسبان، تبدأ بالظهور. فالمراهق يدرك في هذا العمر نفسه ويكون لنفسه تصوراته الخاصة بنفسه وبالحياة كما يدرك قدراته وقابلياته.

من جهة اخرى، يطلع الاباء في هذه المرحلة على الخصائص النفسية لأبنائهم، مثلاً هل ان ابنهم المراهق يعد من اولئك المضطربين ام من الهادئين. هل له دراية بأسرار الحياة ام انه يعيش بعيداً عن الحقائق ويعاني من الضياع وما شاكل.

ان التغيرات التي يشهدها الذهن والعقل في هذه المرحلة واسعة للغاية وتتمثل بعدة ابعاد هي:

١- في الذكاء:

يعتقد اغلب علماء النفس، ان اخصب مراحل نمو الذكاء تتشكل في هذه المرحلة ويصل الذكاء فيها الى ذروته، ويعتقد علماء نفسانيين آخرين ان الذكاء يستمر في نموه حتى مرحلة الشباب أو الى نهاية هذه المرحلة، فيما يرى آخرون ان الذكاء يأخذ قراره في نهاية مرحلة البلوغ ويستمر الى نهاية العمر على نفس المستوى.

ان جميع القوى المرتبطة بالعقل تتخذ في سن النضوج بالاتساع كالذاكرة والمخيلة والابتكار والابداع علماً ان عدم الاهتمام بهذه القدرات العقلية ستسبب ضمورها ومحوها بمرور الزمان. لذا لا بد من تنميتها وتقويمها.

٢- في فهم الحقائق:

يستمر العقل في هذا المقطع الزمني بالنمو، وباقترانه مع الذكاء يقوم الشاب بتنفيذ بعض التجارب والابتكارات ويسعى الناشئ الى معرفة بعض الظواهر.

ورغم ان بعض الاحداث يمتازون بمستوى عقلي ممتاز لكن ليس لديهم قدرة تحليل الامور وتفسيرها، كما ان اغلبهم هم اولئك الذين لم يتبلور مستواهم العقلي الى الحد الذي يجعلهم يميزون فيه بين الخير والشر او مصير الامور.

وقد يتخلف بعض الراشدين عقلياً فيلجؤون الى الانحراف الاخلاقي والفساد، وتسبب تصرفاتهم اضراراً للمجتمع .

وتشير بعض الروايات والاحاديث الشريفة الى ان النضج العقلي يتم في عمر الكمال اي في الخامسة والثلاثين من العمر ويصاحبه مقدار من الغرور والكبر. كما ان مسألة تهذيب النفس هي عملية شاقة بالنسبة لهم وتحتاج الى بذل جهود مكثفة.

ان الناشئة والشباب يسعون الى تكوين حياة سعيدة ولكن بدون ان يمتلكوا التخطيط المناسب لهذا الهدف.

٣- البعد الفكري:

ان فكر الناشئة هو فكر جديد بإمكانه ان يتطرق الى موضوعات جديدة، كما بإمكان الناشئ ان يبدي رأيه في الكثير من المسائل. لكن افكاره هذه ليست مستقرة على منوال واحد وانما تشهد باستمرار تغيرات جديدة.

ويعتقد بعض العلماء النفسانيين ان سبب هذه التغيرات هو ان ذهن الشاب يستقبل باستمرار افكار واراء خارجية تؤثر عليه دون ان تكون له القدرة بتقييمها وتحليلها او اكتشاف نقاط القوة والضعف فيها. وهذا ما يجعله ان يكون في مهب الافكار المنحرفة والمغرضة والتي تطلى بمظاهر دينية محرفة لا حقيقية لها؛ ولهذا السبب نشهد ان ذوي الافكار المغرضة يروجون لأفكارهم في بادئ الامر في اوساط الناشئة والشباب مستغلين نقطة الضعف المشار اليها سلفا.

ان عدم امتلاك الناشئة والشباب لخلفية فكرية متينة هو السبب الرئيس في انضمامهم الى التشكيلات والتنظيمات السياسية ذات الاغراض الباطلة. وليس بميسور الشباب ان يكتشفوا خطاهم الا بعد مرور فترة غير قصيرة من الزمان، يكتسبون فيها التجارب والخبرات.

ولذا يكون للنشاطات الثقافية والفكرية دوراً هاماً يحول دون سقوط الشباب في هاوية الانحراف.

٤- في اصدار الاحكام:

ان الاحكام والآراء التي يطرحها الناشئة تتسم بالسطحية لأنها مبنية على مشاهدات لا يمكن تعميمها، ان الناشئ لا يتطرق للأمور بنظرة واعية عميقة اذ ان مشاعره هي التي تسيره لا عقله. لذا نشهده منحازاً لما يناغم مشاعره واحاسيسه. وهذا ما يسبب له معضلات اجتماعية. اذ ان تمرده وعناده ناشئ من نفس الجذر. ولذا نلاحظه يحتقر اراء ووجهات نظر الاخرين. وقد يتأسف لعدم اكتراث الاخرين بآرائه اذ ان المعيار الذي يتحكم به يختلف عن معاييرهم التي هي الاقرب للصواب.

ان مختصر المعلومات التي اكتسبها الشاب من المدرسة والمجتمع تسبب له الغرور والكبر فيتصور انه احاط معرفة بجميع الامور فيبدي آراءً مغلوطة بخصوص مواضيع تخصصية ليست في دائرة اهتمامه.

ان الاسس التي يعتمدها الناشئ، في ابداء رأيه هي اسس هشة، مما تجعل الاخرين من ذوي الاطلاع يطرحون آرائهم المعاكسة لآرائه فيعتقد الناشئ ان اي رأي بخالف آرائه انما يمس من شخصيته وهذا ما يسبب بدوره بعض المشاكل والتي ربما وصلت الى حالة خطرة قد يضعف تفاديها.

٥- استغراقه في الاوهام

رغم الاهتمام الذي يبديه الناشئ بالواقع، لكنه من جهة اخرى ميال الى الاوهام والتخيلات، فيستغرق فيها، فيصدق بسهولة ما يقال اليه دون ان يفكر بحقيقتها ويصل الاستغراق في الاوهام الى درجة تجعل الناشئ يفقد التمييز بينما هو حقيقي وواقعي وبين ما هو محض أوهام وتخيلات. انه حتى في لحظات اليقظة غارقاً في الاوهام كما انه يعيش حالة صراع عنيف بين الحلول الوهمية التي تبتكرها مخيلته وبين الواقع. ولذا يسعى باستمرار ان يتخذ موقفاً عنيفاً وحاداً من الامور التي لا تسير على ضوء اوهامه.

٦- في الذوق والفن

في هذا المقطع الزمني، نشهد ان الناشئ يميل الى الفن والجمال اكثر من اي مقطع زمني آخر، ان هذا الاهتمام بالمسائل الفنية قد يخفف من معضلاته النفسية وقد يتوفق وينجح فيها كما يجد النشاط الفني من الغرائز الاخرى الجنسية. ولذا يجب ان يطلب من الناشئ ان ينجز بعض الاعمال الفنية كالرسم والبستنة والحياكة والتطريز وما شابه . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.