المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Neck Fascia
1-8-2021
الوصف النباتي لقصب السكر
2-1-2017
علم الحياة الحاسوبي Computational Biology
1-12-2017
رعمسيس الثالث ووصف أجزاء طيبة.
2024-10-14
المنظور العلمي والفلسفي للتربية
21-4-2017
القطع وخفائهِ
31-8-2016


مطالبتها بميراثها من أبيها صلى الله عليه وآله  
  
3907   11:26 صباحاً   التاريخ: 12-12-2014
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج2,ص197-200.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

 

روي أن فاطمة (عليها السلام) جاءت إلى أبي بكر بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) فقالت يا أبا بكر من يرثك إذا مت قال أهلي وولدي قالت فما لي لا أرث رسول الله.

قال يا بنت رسول الله إن النبي لا يورث و لكن أنفق على من كان ينفق عليه رسول الله واعطي ما كان يعطيه قالت و الله لا أكلمك بكلمة ما حييت فما كلمته حتى ماتت.

وقيل جاءت فاطمة (عليها السلام) إلى أبي بكر فقالت أعطني ميراثي من رسول الله (صلى الله عليه واله) قال إن الأنبياء لا تورث ما تركوه فهو صدقة فرجعت إلى علي (عليه السلام) فقال ارجعي فقولي ما شأن سليمان (عليه السلام)ورث داود (عليه السلام) و قال زكريا {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [مريم: 5، 6] فأبوا و أبى.

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري عن أبي جعفر (عليه السلام) أن أبا بكر قال لفاطمة (عليها السلام) النبي لا يورث قالت قد ورث سليمان داود و قال زكريا {فهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ }فنحن أقرب إلى النبي من زكريا إلى يعقوب .

وان أبي جعفر (عليه السلام) قال :قال علي لفاطمة (عليها السلام) انطلقي فاطلبي ميراثك من أبيك رسول الله (صلى الله عليه واله) فجاءت إلى أبي بكر فقالت أعطني ميراثي من أبي رسول الله (صلى الله عليه واله) قال النبي (صلى الله عليه واله) لا يورث فقالت ألم يرث سليمان داود فغضب و قال النبي لا يورث فقالت (عليها السلام) ألم يقل زكريا {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [مريم: 5، 6]  فقال النبي لا يورث فقالت (عليها السلام) ألم يقل {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} [النساء: 11] فقال النبي لا يورث.

وعن أبي سعيد الخدري قال لما قبض رسول الله (صلى الله عليه واله) جاءت فاطمة (عليها السلام) تطلب فدكا فقال أبو بكر إني لأعلم إن شاء الله أنك لن تقولي إلا حقا ولكن هاتي بينتك فجاءت بعلي (عليه السلام) فشهد ثم جاءت بأم أيمن فشهدت فقال امرأة أخرى أو رجلا فكتبت لك بها أقول هذا الحديث عجيب فإن فاطمة (عليها السلام) إن كانت مطالبة بميراث فلا حاجة بها إلى الشهود فإن المستحق للتركة لا يفتقر إلى الشاهد إلا إذا لم يعرف صحة نسبه و اعتزائه إلى الدارج و ما أظنهم شكوا في نسبها (عليها السلام) و كونها ابنة النبي (صلى الله عليه واله).

وإن كانت تطلب فدكا و تدعي أن أباها (صلى الله عليه واله)  نحلها إياها احتاجت إلى إقامة البينة و لم يبق لما رواه أبو بكر من قوله نحن معاشر الأنبياء لا نورث معنى و هذا واضح جدا فتدبر.

وروي أن عائشة و حفصة هما اللتان شهدتا بقوله نحن معاشر الأنبياء لا نورث و مالك بن أوس النضري و لما ولي عثمان .. قالت له عائشة .. أعطني ما كان يعطيني أبي و عمر فقال لا أجد له موضعا في الكتاب و لا في السنة و لكن كان أبوك و عمر يعطيانك عن طيبة أنفسهما و أنا لا أفعل قالت فأعطني ميراثي من رسول الله فقال أليس جئت فشهدت أنت و مالك بن أوس النضري أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال لا نورث فأبطلت حق فاطمة و جئت تطلبينه لا أفعل قال فكان إذا خرج إلى الصلاة نادت و ترفع القميص و تقول إنه قد خالف صاحب هذا القميص فلما آذته صعد المنبر فقال إن هذه الزعراء عدوة الله ضرب الله مثلها و مثل صاحبتها حفصة في الكتاب { امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا } [التحريم: 10] إلى قوله {قِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} [التحريم: 10]

فقالت له يا نعثل يا عدو الله إنما سماك رسول الله (صلى الله عليه واله) باسم نعثل اليهودي الذي باليمن فلاعنته و لاعنها و حلفت أن لا تساكنه بمصر أبدا و خرجت إلى مكة.

قلت قد نقل ابن أعثم صاحب الفتوح أنها قالت اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا فلقد أبلى سنة رسول الله (صلى الله عليه واله) و هذه ثيابه لم تبل و خرجت إلى مكة.

وروى غيره أنه لما قتل جاءت إلى المدينة فلقيها فلان فسألته عن الأحوال فخبرها فقال إن الناس اجتمعوا على علي (عليه السلام) فقالت و الله لأطالبن بدمه فقال لها فأنت حرصت على قتله قالت إنهم لم يقتلوه حيث قلت و لكن تركوه حتى تاب و نقي من ذنوبه و صار كالسبيكة و قتلوه.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.