المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

ما فائدة التوبة؟
11-10-2020
التَّكَاتُبِ‏
19-7-2016
شروط الإلتصاق الصناعي.
24-5-2016
أوضاع دول الشرق الأوسط الدولة العثمانية
26-1-2016
مواصفات الدجاجة ذات الإنتاج العالي من البيض
17-9-2018
السيد علي البهبهاني
17-8-2020


الإطِّراد  
  
2338   12:05 صباحاً   التاريخ: 24-09-2015
المؤلف : إبن أبي الإصبع
الكتاب أو المصدر : تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر
الجزء والصفحة : ص68-69
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البديع /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-03-2015 3410
التاريخ: 25-03-2015 13138
التاريخ: 25-09-2015 2116
التاريخ: 25-03-2015 3093

وهو أن تطرد للشاعر أسماء متتالية يزيد الممدوح بها تعريفاً، لأنها لا تكون إلا أسماء آبائه تأتي منسوقة صحيحة التسلسل غير منقطعة، من غير ظهور كلفة على النظم، ولا تعسف في السبك، بحيث يشبه تحدرها باطراد الماء لسهولته وانسجامه، فمتى جاءت كذلك دلت على قوة عارضة الشاعر وقدرته، كقول الأعشى [طويل]:
أقيس بن مسعود بن قيس بن خالد ... وأنت الذي ترجو حباءك وائل
وأحسن من هذا البيت قول دريد لكون الأسماء المطردة جاءت في عجز البيت [طويل]:
قتلنا بعبد الله خير لداته ... ذؤاب بن أسماء بن زيد بن قارب
حتى قال عبد الملك بن مروان لما سمع هذا البيت: لولا القافية لبلغ به آدم.
ومن هذا الباب قول الحارث بن دوس الإيادي [رمل]:
وشبابٌ حُسَّنٌ أوجههم ... من إياد بن نزار بن معد
وقد أربى على هؤلاء الشعراء بعض القائلين [خفيف]:
من يكن رام حاجة بعدت عنـ ... ـه وأعيت عليه كل العياء
فلها أحمد المرجى ابن يحيى بـ... ـن معاذ بن مسلم بن رجاء
فلو لم يقع في هذا البيت التضمين والفصل بين الأسماء بلفظة المرجى لكان غاية لا تدرك، وعقلية لا تملك، هكذا أعظم المؤلفون قبلي أمر هذا البيت، وأثنوا عليه بما حكيته عنهم، وعندي أنه دون بيت دريد بطبقات، وهي أن دريداً اطردت له أربعة أسماء سهلة السبك، مسلسلة الألفاظ بغير فصل في أربعة أجزاء من الطويل: جزآن خماسيان، وجزآن سباعيان، وهذا الشاعر اطردت له خمسة أسماء في ستة أجزاء سباعية، من الخفيف، مع الفصل والتكليف، والتضمين، ولي في هذا الباب بيت لا بأس به [بسيط]:
أجل ملك إلى العلياء منسوب ... محمد بن أبي بكر بن أيوب
وهو وإن قلت الأسماء فيه، إلا أن كونه في ابتداء القصيدة، وهو مصرع يحسن أن يكون من أمثلة الباب.
وهذه شواهد ما جاء من الاطراد بأسماء إذا فصلت من الإضافة استقل المضاف إليه بنفسه، وأما ما جاء الاطراد فيه بأسماء إذا فصلت لم يستقل المضاف إليه بنفسه، فكقول أبي تمام [كامل]:
طلبت ربيع ربيعة الممهى لها ... ووردن ظل ربيعة الممدودا
بكريها علويها صعبيها الـ ... ـحصني شيبانيها الصنديدا
ذهليها مرّيها مضريها ... يمنى يديها خالد بن يزيدا
نسب كأن عليه من شمس الضحى ... نوراً ومن فلق الصباح عمودا
والبيتان الأوسطان أردت. والله أعلم.




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.