المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الخرشوف Artichoke (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24

التفاعلات الجزيئية
2024-10-01
الطبيعة القانونية للتحريض غير المتبوع بأثر
2024-03-04
المدينة المنورة المعاصرة
29-1-2016
صياغة مسائل البرمجة الخطيةProblem Formulation: مقدمة
27-1-2022
Phoneme sequences and syllable structure
2024-10-14
مشكلة الأصيـل - الوكيـل ( Principal-Agent )
13-7-2021


 الإمام الرضا ( عليه السّلام ) ومحنة أبيه الكاظم ( عليه السّلام )  
  
2285   07:40 مساءً   التاريخ: 30-1-2023
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 10، ص65-70
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / الولادة والنشأة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-8-2016 3597
التاريخ: 16-10-2015 4141
التاريخ: 2-8-2016 4608
التاريخ: 19-05-2015 3487

أدرك هارون الرشيد عمق الارتباط بين الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) والمسلمين ، ووجد أنّ القاعدة الشعبية للإمام ( عليه السّلام ) تتوسّع بمرور الزمن ، فما دام الإمام حيّا فإنّ المسلمين يقارنون بين منهجين : منهج الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) ومنهج هارون ، وبالمقارنة يشخّصون النهج السليم المستقيم عن النهج المنحرف .

ومن هنا أدرك خطورة بقاء الإمام ( عليه السّلام ) حرّا نشيطا ، فأخذ يخطط لسجنه ، وتجميد نشاطه والمنع من تأثيره في المسلمين .

إضافة إلى ذلك فإنّ مواجهة الإمام ( عليه السّلام ) له في أكثر من موقف واعتراضه عليه أمر لا يمكن لشخصية مثل هارون أن تسكت عنه ، كما لم يسكت الإمام على تصرفات هارون العدوانية على الأمة الاسلامية وشريعة سيد المرسلين ، وتجلت المعارضة والمواجهة في مواقف وممارسات لم يستطع هارون استيعابها ، فحينما قال له : يا أبا الحسن حدّ فدك حتى أردّها عليك ، فأجابه : « لا آخذها الّا بحدودها » ، وقد حدّدها له ب « عدن ، وسمرقند ، وإفريقية ، وسيف البحر مما يلي الخزر وأرمينية » ، وقد وضّح الإمام ( عليه السّلام ) بأنّ فدكا هي الخلافة المغتصبة ، وعند ذلك عزم على قتله[1].

وسلّم هارون على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) عند قبره قائلا : السلام عليك يا رسول اللّه يا ابن العم ، فقال الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) : « السلام عليك يا ابه » ، فقال هارون : هذا هو الفخر . ثم لم يزل ذلك في نفسه حتى استدعاه في سنة ( 169 ه ) وسجنه فأطال سجنه[2] ثم أفرج عنه بعد ذلك .

وادخل الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) على هارون مرّة ، فقال له ما هذه الدار ؟

فقال ( عليه السّلام ) : « هذه دار الفاسقين »[3].

وكثرت الوشايات ضد الإمام ( عليه السّلام ) عند هارون تحرضه عليه وكانت منها وشاية يحيى البرمكي حيث قال له : إنّ الأموال تحمل إليه من المشرق والمغرب ، وانّ له بيوت أموال[4].

فقام هارون باعتقال الإمام ( عليه السّلام ) سنة ( 179 ه ) وبقي في سجن البصرة سنة كاملة كما تقدم .

وفي سنة ( 180 ه ) سجن ببغداد ، ونقل من سجن إلى آخر حتى اغتاله أحد عملائه وهو في السجن .

وكان الإمام الرضا ( عليه السّلام ) يزوره في السنين الأولى من سجنه كما هو المستفاد من رواية علي بن يقطين حول الوصية له[5].

وأمر الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) الإمام الرضا ( عليه السّلام ) أن : « ينام على بابه في كل ليلة ما كان حيّا إلى أن يأتيه خبره ، فمكث على هذه الحالة أربع سنين ، فلما كان ليلة من الليالي أبطأ عن فراشه ولم يأت فاستوحش العيال ، فلما كان من الغد أتى الدار ودخل إلى العيال وقصد إلى أم أحمد زوجة أبيه ، فقال لها : هات التي أودعك أبي ، فصرخت وقالت : مات واللّه سيدي ، فكفّها وقال لها : لا تكلمي بشيء ولا تظهريه ، حتى يجيئ الخبر إلى الوالي[6].

وقد أوصل محمد بن الفضل الهاشمي خبر استشهاد الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) إلى الإمام الرضا ( عليه السّلام ) بأمر منه ودفع اليه بعض الودائع لإرسالها اليه .

وفي اليوم نفسه ذهب محمّد إلى البصرة ليبلّغ خبر استشهاد الإمام ( عليه السّلام ) ثم تبعه الإمام الرضا ( عليه السّلام ) بعد ثلاثة أيام من وصوله ، فأقرّ له بعض أهل البصرة بالإمامة فرجع في نفس اليوم إلى المدينة .

ثم اتّجه الإمام الرضا ( عليه السّلام ) إلى الكوفة والتقى بأتباع أبيه ثم عاد إلى المدينة[7].

ولمّا شاع خبر رحيل الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) في المدينة اجتمع أتباع أهل البيت ( عليهم السّلام ) على باب أم أحمد ، واجتمعوا مع أحمد ابن الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) فذهب بهم إلى أخيه الإمام الرضا ( عليه السّلام ) فبايعوه على الإمامة[8].

ولم يتصدّ الإمام ( عليه السّلام ) علنا لإمامة المسلمين ، وإنّما كان الأمر سرّيا ولم يعلن عنه الّا بعد أربع سنين طبقا لوصية أبيه .

وقد عاش الإمام الرضا ( عليه السّلام ) محنة أبيه وانتقالاته من سجن إلى سجن حتّى استشهاده ولم تكن الظروف ملائمة ، ولم توجد مصلحة في إعلان المعارضة ، فبقي الإمام ( عليه السّلام ) يتجرّع الألم ومرارة المحنة كاتما أنفاسه مراعيا للظروف العصيبة التي تمر بالمسلمين عموما وبأتباع أهل البيت ( عليهم السّلام ) خصوصا .

الانفراج النسبي في عهد هارون

لقد استشهد الإمام الكاظم مسموما سنة ( 183 ه )[9] وبايعاز من هارون الرشيد ، وكان هارون يخشى تسرّب خبر السم والاغتيال إلى المجتمع الاسلامي . من هنا خطط لتفادي ذلك ، وذلك حين جمع القوّاد والكتّاب والقضاة وبني هاشم ، ثم كشف عن وجه الإمام ( عليه السّلام ) وقال : أترون أنّ به أثرا ما يدلّ على اغتيال ؟ قالوا : لا[10].

وأدخل السندي بن شاهك الفقهاء ووجوه أهل بغداد ، ليتفحصوا في جثمانه ، فنظروا إليه ولا أثر به من جراح أو خنق ، وأشهدهم على أنه مات حتف أنفه ، فشهدوا على ذلك ، وأخرج الجثمان الطاهر ووضعه على الجسر ببغداد ونودي : هذا موسى بن جعفر قد مات فانظروا إليه[11].

وبقيت الهواجس محيطة بهارون ، حيث كان يحتمل أن تنفجر الأوضاع متمثلة في حركة شعبية واسعة تهدّد سلطانه ، لذا اتّخذ أسلوب التخفيف من محاصرة الإمام الرضا ( عليه السّلام ) وأهل بيته لامتصاص النقمة الشعبية وتقليل ردود الأفعال ، ولم يتخذ أيّ إجراء متشدّد مع الإمام ( عليه السّلام ) ، ورفض الاستجابة لمن أراد منه قتله ، كما نلاحظ في موقفه من عيسى بن جعفر حيث قال لهارون : اذكر يمينك التي حلفت بها في آل أبي طالب ، فإنّك حلفت إن ادّعى أحد بعد موسى الإمامة ضربت عنقه صبرا ، وهذا عليّ ابنه يدّعي هذا الأمر ، ويقال فيه ما يقال في أبيه ، فنظر اليه مغضبا فقال : وما ترى ؟ ! تريد أن أقتلهم كلهم ؟ ![12].

وحينما حرّضه خالد بن يحيى البرمكي على قتل الإمام الرضا ( عليه السّلام ) قال هارون : يكفينا ما صنعنا بأبيه ، تريد أن نقتلهم جميعا ؟ ![13].

إن موقف هارون هذا كان ناجما عن رغبته في امتصاص النقمة الشعبية أوّلا ، ولم يلاحظ أيّ نشاط معارض لسلطانه من الإمام الرضا ( عليه السّلام ) على الرغم من كثرة الجواسيس والوشايات وشدّة المراقبة له .

التصدّي للإمامة

وفي الفترة الواقعة بين سنة ( 183 ه ) إلى سنة ( 187 ه ) لم يعلن الإمام الرضا ( عليه السّلام ) عن إمامته ، ولم يظهر له أيّ تحرّك علني في المدينة من خطب أو لقاءات عامّة ، ولم يسجّل عليه أي حضور في المحافل العامة .

وقد أدرك هارون من خلال أخبار عيونه أنه كان بعيدا عن الأحداث ، وهذا ظاهر من الرواية التالية التي تقول :

« دخل أبو الحسن علي بن موسى الرضا ( عليه السّلام ) السوق ، فاشترى كلبا وكبشا وديكا ، فلما كتب صاحب الخبر إلى هارون بذلك ، قال : قد أمنّا جانبه »[14].

ولم يصدّق هارون الأخبار الواردة عن غير طريق عيونه السرّيّة ، كالخبر الذي أورده أحد أحفاد الزبير بن العوّام على هارون من أنّه : قد فتح بابه ودعا إلى نفسه ، فقال هارون عند وصول الخبر : واعجبا من هذا ! يكتب أنّ علي بن موسى ( عليه السّلام ) قد اشترى كلبا وكبشا وديكا ، ويكتب فيه ما يكتب[15].

فلم يلتفت إلى قول الزبيري ، وترك الإمام الرضا ( عليه السّلام ) وشأنه ، إلى أن مضت أربع سنين من استشهاد الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) فقام الإمام الرضا ( عليه السّلام ) بالأمر علنا عملا بوصية من أبيه - كما تقدم - وكان ذلك في سنة ( 187 ه ) وهي السنة التي قام فيها هارون بقتل البرامكة ، وكان لقتلهم دور كبير في خلخلة الأوضاع السياسة لأنّهم كانوا أركان الحكومة ومشيّدي صرحها ، وبقتلهم انتهت أو خفّت الوشايات على الإمام الرضا ( عليه السّلام ) لأنهم كانوا من أشدّ المحرّضين على قتل أهل البيت ( عليهم السّلام ) ، وهذه الظروف ساعدت الإمام ( عليه السّلام ) على التصدّي للإمامة ، فقام بالأمر وهو مطمئن إلى عدم قدرة هارون على سجنه أو قتله ، وقد حذّره بعض أنصاره من التصدّي للإمامة وقالوا : إنّك أظهرت أمرا عظيما وإنّا نخاف عليك من هذا الطاغية فقال ( عليه السّلام ) : « ليجهدنّ جهده فلا سبيل له عليّ »[16].

وأجابهم في موقف آخر قائلا : « إن خدشت خدشا من قبل هارون فأنا كذّاب »[17].

وتصدّي الإمام الرضا ( عليه السّلام ) لا يعني المعارضة السياسية ، فقد تصدّى الإمام ( عليه السّلام ) لمحاربة الأفكار والعقائد الهدّامة واهتم بنشر الفكر الاسلامي السليم في مجالي العقيدة والشريعة ، وهذا الأمر لا يهمّ هارون ما دام الإمام ( عليه السّلام ) لا يعارض سلطانه .

ومما ساعد على هذا الانفراج النسبي هو انتقال هارون إلى الرّي سنة ( 189 ه ) ، ثم إلى خراسان سنة ( 192 ه ) ، ثم وفاته سنة ( 193 ه ) .

 


[1] ربيع الأبرار : 1 / 316 وعنه في تذكرة الخواص : 314 .

[2] البداية والنهاية : 10 / 183 .

[3] الاختصاص : 262 وعنه في بحار الأنوار : 48 / 156 .

[4] مقاتل الطالبيين : 415 .

[5] الكافي : 1 / 311 .

[6] الكافي : 1 / 381 - 382 .

[7] الخرائج والجرائح : 1 / 341 ح 1 وعنه في بحار الأنوار : 49 / 73 .

[8] المختار من تحفة العالم للسيد جعفر بحر العلوم ، الملحق ببحار الأنوار : 48 / 307 - 308 .

[9] مروج الذهب : 3 / 355 .

[10] تاريخ اليعقوبي : 2 / 414 .

[11] الارشاد : 2 / 242 وعنه في إعلام الورى : 2 / 34 وفي كشف الغمة : 3 / 24 .

[12] عيون أخبار الرضا : 2 / 226 .

[13] الفصول المهمة : 245 .

[14] عيون أخبار الرضا : 2 / 205 .

[15] عيون أخبار الرضا : 2 / 226 .

[16] إعلام الورى : 2 / 60 وفي الفصول المهمة : 245 .

[17] عيون أخبار الرضا : 2 / 213 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.