المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



العلامات والمظاهر لصفة العجب والغرور عند الاطفال  
  
1272   09:00 صباحاً   التاريخ: 24-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص220 ــ 225
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

ما هي علامات المغرور والمعجب بنفسه؟ والجواب هناك علامات كثيرة، نتعرض لقسم منها في هذا البحث.

1ـ حالاتهم: ان للأطفال المعجبين بأنفسهم حالات خاصة نورد قسماً منها:

- من صفات هؤلاء التمرد والعصيان والرغبة في العلو والتكبر.

- يمتازون بصفة التكبر والعظمة والتفاخر بالنفس.

- يتصفون بحب العظمة ولا ترى فيهم احداً متواضعاً.

- العناد والنزاع من صفاتهم وكذلك المشاحنة والمشاكسة.

- دائماً يفكرون بأنفسهم وما يدور في باطنهم.

- انشغلوا بأنفسهم إلى حد يرون اعمالهم القبيحة، اعمالاً حسنة.

- يسعون إلى الحصول على صفة تؤهلهم للتفاخر على غيرهم.

- يميلون إلى العزلة بسبب حب ذاتهم إلا ان يكون لديهم القدرة على ابراز قوتهم.

- أصبحوا تحت سيطرة ونفوذ كفاءاتهم وهذه الحالة سخرت اركان وجوده.

2ـ تصوراتهم: هؤلاء يحملون تصورات واحساسات غريبة حول أنفسهم. ومن جملتها:

- تصوير جميل جداً عن أنفسهم وينظرون إلى الاخرين نظرة قبح واحتقار.

- يعتبرون أنفسهم من الشخصيات المهمة والبعيدة عن الخطأ ولا يسيئون الظن بأنفسهم.

- يولون لأنفسهم احتراماً وعظمة تفوق العادة ولا تجد للآخرين اي اعتبار في أنفسهم.

- في بعض الاحيان يرون أنفسهم بأنهم افراد لا نظير لهم.

ـ دائماً في حالة رضا عن أنفسهم فيحملون أي عمل يصدر منهم على الصحة ويقومون بتبريره.

- يتصورون ان أي عمل يصدر منهم فإنه عين الصواب وهم لا يستحقون العقوبة. فأصبحوا مصداق الآية الكريمة: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 104].

- يتصورون ان لهم عند الآخرين مقام ومنزلة سامية ولا يستطيع أي شخص أن ينال منهم.

- يتصورون ان ما لديهم لا يوجد عند الاخرين، وعلى هذا الأساس يستحقون الاحترام.

- ترسّخ في ذهنهم بأنهم من السعداء وذوي الحظوظ الوافرة فرضوا عن أنفسهم.

- وعلى العموم فإنهم يحسبون أنفسهم مثاليين ويظنون انهم على درجة من الاهمية. ويطنبون في وصف أنفسهم، فيشعرون بعظمة أكبر مما هم عليه وان ابواب السعادة فتحت في وجوههم.

3ـ اهدافهم وتوجهاتهم: ان لهؤلاء أهداف وتوقعات تتناسب مع الحالات التي تدور في ذهنهم، فمما يهدفون إلى تحقيقه هو:

- ان يولي لهم الآخرين احتراماً خاصاً وان يضعوا لهم قيمة واعتباراً فوق ما هو متعارف.

- يظنون أنفسهم أسمى وأرفع من الاخرين.

- إذا اعطوا امرأ فيجب ان يُطبق من قبل الآخرين بدون سؤال أو جواب.

- دأبهم ينصب على ضرورة ان يكونوا مورد توجه والتفات الآخرين وان يكونوا في المقام الأعلى لدى الآخرين.

- لا يرغبون بمخالفتهم من قبل أحد ويودون ان يكون رأيهم هو المرجح لدى الآخرين.

- يرغبون في أن يثني الآخرين عليهم ومن هذا الطريق يسعون للحصول على مكانة اجتماعية.

- يرغبون ان يذعن الغير ويسلم ويخضع لهم وحتى السيارات المارة يجب ان تتوقف احتراماً لهم.

- إذا اعطيت جوائز ومكافآت للآخرين فيجب ان تكون جوائزهم متميزة.

- وعلى العموم فإن الاحترام والتملق من قبل الآخرين لهؤلاء يعتبر محبذاً بالنسبة لهم.

4ـ سلوكهم: ان سلوك هؤلاء يدعوا للغرابة. فهم يتظاهرون وكأنهم تسلقوا إحدى القمم الجبلية العالية. يبالغون في ادعاءاتهم ويظنون بأن آبائهم يجب ان يدفعوا ضرائب بسبب وجودهم في بيوتهم. ويجب ان تكون لهم كرامة ومقام منقطع النظير. فيعطون لأنفسهم الحق في حب الذات والغرور. فأحياناً يزحفون على أرجلهم وايديهم واخرى على صدورهم. ويتظاهرون بمظاهر الطفولة حيث تكون حركاتهم وتصرفاتهم مورد خجل آبائهم واسفهم. اعمالهم قبيحة وفي نظرهم حسنة. {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا} [فاطر: 8].

كل عمل أو وظيفة يقومون بها يمنون بها على الآخرين وبسبب غرورهم وعجبهم يريدون من الآخرين ان يولوهم اهمية خاصة. يتدخلون في كافة شؤون الحياة وعلى هذا الأساس يرغبون ان يكونوا الاهم والاعلى بالنسبة للآخرين.

وعن هذا الطريق يريدون اظهار ذكائهم وفطنتهم.

وعلى العموم فإن عجبهم يجعلهم يتعلقون بأنفسهم أكثر مما هو متعارف. فيهولون ما قاموا به. وأحياناً يظهرون غيظاً وغضباً وأحياناً يمتنعون عن تناول الطعام أو بسبب قضية صغيرة يتوسّلون بتصرفات وحجج غير لائقة. وبسبب القيام بعمل بسيط يأخذهم الغرور والعجب والفرح.

5ـ معاملاتهم: ان معاملاتهم مع الآخرين تكون بشكل تحقير. فيتصرفون وكأن الآخرين مدينين لهم. وتكون معاملاتهم بالصور التالية:

- يفرضون عقائدهم ونظراتهم على الآخرين ويعتبرون هذا الامر أحد حقوقهم.

- إذا ما أخطا الآخرين بحقهم فإنّهم لن يغفروا لهم خطأهم وهمّهم كيل الاشكالات وعلامات الاستفهام.

- يحسبون الاخرين عديمي الشعور ويصفونهم بالبلاهة ويحتفظون بحقدهم وغيظهم في قلوبهم.

- لا يهتمون لما يتحمله آبائهم من مصاعب نتيجة سلوكهم هذا.

- يتصورون انهم سبب سعادة الآخرين.

- يتباهون ويفخرون بأصولهم وأنسابهم وبما عملوه.

- في بعض الأحيان يقدمون النصيحة ولكنهم يتبعونها بالسخرية والتحقير.

- إذا ما عملوا عملاً للآخرين فإنهم يتصورون بأنهم يجب ان يتفاخروا ويتكبروا بسبب ذلك.

- انهم في بعض الأحيان لا ينسجمون مع أنفسهم فضلاً عن غيرهم.

- يتفاخرون بأعمالهم ويحقرون غيرهم وحتى يصل الأمر أحيانا إلى العداوة والخصومة.

6ـ وأخيراً فإن هؤلاء يكونون في وضع وظروف يتنفّر ويتضجر منهم الآخرين. فيزرعون بذور الحقارة في القلوب، يصورون أنفسهم بمقام ومنزلة عالية ولا يقيموا أي وزن للآخرين وفي بعض الأحيان ينسون أنفسهم فيأمرون وينهون الآخرين ويرون أعمال الآخرين قبيحة مهما كانت حسنة ولائقة، ينتقدون سلوك الآخرين ولا يلتفتون إلى مساوئهم، أعمالهم القبيحة تكون في نظرهم حسنة. ويرغبون في أن يكون غيرهم مثلهم.

إذا ما سمعوا استدلالاً أو كلاماً حسناً وكان خلافاً لنظرهم فإنه يكون ثقيلاً عليهم.

يصنعون لأنفسهم عالماً من الوهم والخيال، فيتصورون أنفسهم الأليق والأرفع ويشعرون بأنهم على درجة من العظمة.

وعلى هذا الأساس فإنّهم لا يولون أهمية لما يقوم به الآخرين فلا يشتركون في النشاطات والاعمال الجماعية لأنهم يخافون من الفشل وبذلك يذهب غرورهم أدراج الرياح. وهذه الممارسات والمواقف تجلب تنفّر وضجر الآخرين منهم.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.