المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01



مشاهدة الأطفال للتلفزيون والنشاطات الأخرى  
  
1904   11:45 صباحاً   التاريخ: 13-6-2017
المؤلف : عمار سالم الخزرجي
الكتاب أو المصدر : الطفل مع الاعلام والتلفزيون
الجزء والصفحة : ص65ـ68
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2017 2707
التاريخ: 10-11-2017 2566
التاريخ: 20-4-2016 2222
التاريخ: 10-11-2017 1999

تؤكد الأبحاث أن ما يعرفه كل الآباء هو ان التلفزيون يمثل أداة تعليم قوية بالنسبة للأطفال، والباحثون يذهبون في تفسير هذه الفكرة الى أبعد من ذلك حيث يرون ان الاطفال الذين يقضون ساعات طويلة أمام شاشة التلفزيون متجاهلين أهمية الانشغال بأمور ونواح أخرى يفقدون عادة نشاطات تمثل أهمية خاصة بالنسبة لنموهم العقلي والجسمي، ومن هذه النشاطات يمكن ان نذكر ضرورة التنزه في الهواء الطلق وممارسة مختلف التمرينات الرياضية والمطالعة وتطوير اللغة الكلامية وغيرها من النشاطات التي يصعب حصرها.

والأبناء علاوة على ذلك يحتاجون الى الوقت الكافي لممارسة ما يتعلمونه من نشاطات مفيدة لهم. ومن ناحية اللغة فإن واحدة من الطرق المتميزة التي يؤثر فيها التلفزيون على تطور لغة الطفل هي أن الأطفال الذي يمضون معظم وقتهم صامتين أمام الشاشة الصغيرة يفقدون خاصية التحدث بصورة تلقائية مع الغير ومع أفراد العائلة بشكل خاص، وهذه الصفة هي واحدة من الطرق الرئيسية التي يتعلم فيها الطفل كيفية استخدام اللغة وتطويرها بشكل فعال، إضافة الى أنه هناك في المنزل حيث يشكل التلفزيون مصدر التسلية للعائلة، قلما يقوم الآباء بقراءة مادة مفيدة لأولادهم قد تساعدهم في تنمية مستوى مفرداتهم ولغتهم الكلامية.

وعلى الرغم من أن التلفزيون يمكن أن يقدم خبرة تعليمية مفيدة بالنسبة للطفل، فإن جل الدراسات المعنية بهذا الموضوع تؤكد بان المطالعة وقراءة الكتب أكثر فائدة في التعليم من التلفزيون وذلك من ناحيتي زيادة عدد المفردات اللغوية وتطوير المستوى اللغوي عند الطفل، وعلاوة على ذلك فإن قضاء الساعات الطوال أمام الشاشة الصغيرة ينعكس سلبا على تطور خيال الطفل اللازم له في القراءة وفي حل مشاكله وفي التعاطف مع مشاعر الغير.

وقد تبين من دراسة خاصة أجريت خلال العام الفائت بأن الأطفال الذين يمضون معظم أوقاتهم امام التلفزيون يتميزون بالتقصير في واجباتهم المدرسية من جهة ويضعف مقدراتهم التعليمية من جهة ثانية، وهؤلاء غالبا ما يظهرون ضعفا عاما في مواد القراءة واللغة والحساب، كما أن الواجبات المدرسية التي يؤديها الطفل في منزله غالبا ما تكون هي أيضا مؤشرا على قصوره العلمي.

أما بالنسبة للفوائد التي يعتقد الباحثون بأن الأطفال يحصلون عليها من مشاهدة برامج التلفزيون فيمكن التحدث عن فتح عيني الطفل على رؤية مظاهر العالم البعيد عنه والمجسد وتحليل ما يراه في العالم الخارجي من جهة وعلى اهتمام الأبوين بالابن بما يقدمان له من تفصيلات وشروح عن المظاهر المختلفة عن مجتمعه من جهة أخرى.

وعلى الرغم من كل ما سبق ذكره من أفكار وحقائق يمكن القول بأن الانعكاسات الفعلية والرئيسية التي يطبعها التلفزيون في نفس الطفل لم يتم التوصل إليها بعد، لكنه من الواضح حتى الآن أن الشاشة الصغيرة قد أسهمت بطريقة غير مباشرة في تغيير ممارسة تنشئة الأطفال وفي تغيير طبيعة العلاقات العائلية وفي تحرير مجمل التصرفات بين الماضي والحاضر. وهناك عدد من الباحثين الذين أخذوا يظهرون قلقاً متزايداً لأن الأبناء أصبحوا يأخذون نظرتهم عن الحياة وعن العالم من حولهم وقيمهم الإنسانية من خلال ما يعرض على الشاشة الصغيرة وذلك بدلا من تلقي هذه الصفات من عائلاتهم مباشرة. ولهذا فإنه لا بد من الإشارة هنا الى ضرورة أخذ الآباء جانب الحذر حيال هذه الظاهرة المتزايدة الانتشار وذلك عن طريق الاهتمام (بالمقدار الوقتي) الذي يصرفه الابن امام التلفزيون والاهتمام (بمضمون) ما يشاهده الابن من جهة ثانية.

وأخيرا لا بد من التذكر بأن الأبحاث الجارية حول هذه الأمور تبين بأن الآباء يلعبون دورا أساسيا في تنشئة الطفل وتعليمه كيفية مراقبة برامج التلفزيون بطريقة تحليلية نقدية تمكنه من التمييز بين الصح والخطأ وكيفية الاستفادة منهما. ولما كان من الصعب في هذه الأيام الاستغناء عن وجود التلفزيون في المنزل فإن بإمكان الآباء في الوقت ذاته التحكم بسلوكيات الأطفال في مشاهدة البرامج التلفزيونية وذلك عن طريق اتباعهم الإرشادات التالية:

أولا: تقييد الأطفال بفترات زمنية محددة لمشاهدة التلفزيون.

ثانيا: مساعدة الأبناء في اختيار البرامج النافعة لهم.

ثالثا: عدم السماح للأبناء بتشغيل الجهاز قبل حلول وقت البرنامج المسموح لهم بمشاهدته.

رابعا: عدم تشغيل الجهاز أثناء القيام بعمل آخر مثل أداء الوظائف المدرسية او تناول الطعام، او القراءة، وما الى ذلك.

خامسا: مشاهدة البرامج مع الأبناء ومناقشة الموضوع معهم.

سادسا: تعليم الطفل مشاهدة التلفزيون بطريقة تحليلية نقدية.

سابعا: الاحتفاظ بجهاز تلفزيوني واحد في المنزل.

ثامنا: تأمين أشغال وهوايات مفيدة للأطفال كي ينشغلوا بها أثناء أوقات فراغهم.

تاسعا: الحزم في تطبيق هذه القواعد. بدون الحزم لن يرضخ الأبناء لأوامر الآباء.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.