المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



العجب والغرور عند الاطفال  
  
1254   07:52 صباحاً   التاريخ: 14-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص219 ــ 220
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

من احدى المشاكل النفسية التربوية للأطفال مسألة عجبهم وغرورهم بأنفسهم. فالإنسان يحب نفسه ويميل اليها وهذا أمر لا ضير فيه، اما المهم في الامر هو الافراط والخروج عن الحد وجعل ذلك بمثابة جسر يصل من خلاله الرذائل الأخلاقية إلى مقصدها.

ان القسم المهم من المشاكل المعقدة لسلوك الأطفال في البيت والمدرسة ناتج من هذه القضية، فتصوراتهم وارادتهم ومواقفهم تجاه الامور والقضايا تعتبر ام المشاكل بالنسبة للآباء والمربين.

ـ تعريف هذه الصفة

حب الذات والاعجاب بالنفس والتي وردت في كتب الاخلاق باسم العُجب أحد انواع الاهتمام المفرط بالنفس وفي ظل ذلك تبرز صفة التفاخر بالنفس. فهو يرى لنفسه قيمة وشخصية أكثر مما هو متعارف وعلى هذا الأساس تم تنظيم مستوى انتظاراته وتوقعاته من الناس.

وذوي العجب والغرور فتحوا لأنفسهم حساباً خاصاً بهم. وإذا ما رأوا نقطة إيجابية في حياتهم أو سمعوا ثناءاً من غيرهم فإنهم يعتمدون عليها في الاصرار على صفتهم هذه. هؤلاء يسعون إلى أن يعطوا لثناء الناس عليهم طابع الحسد، فيتفاخرون به.

هناك فرق بين العجب والتكبر، فالعجب قضية داخلية وباطنية. حيث يكون تصور وشعور الانسان في داخله وعلى هذا الأساس يكون حسابه لنفسه. فاذا اتخذ العجب رونقاً خاصاً عندها يكون اسم هذا السلوك تكبراً. وفي الحقيقة انه يأخذ بالتفاخر والعجب امام الناس ويتظاهر بأنه فرد مهم وعظيم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.