المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



حقوق الطفل / إكرام الأطفال وتربيتهم تربية صالحة وحسنة من الواجبات الإلهية  
  
2593   09:45 صباحاً   التاريخ: 21-2-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص341ــ343
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2016 2005
التاريخ: 21-4-2016 6339
التاريخ: 2023-02-19 1221
التاريخ: 15-1-2016 2227

لقد أوصى رسول الإسلام محمد المصطفى صلى الله عليه وآله بإكرام الأطفال وتربيتهم تربية صالحة حيث إن سعادة البشرية ومستقبلها مرتبطان بهذا الأمر الإلهي، فالنبي صلى الله عليه وآله نفسه كان يحترم الأطفال ويكرمهم ويسلم عليهم حيث قال صلوات الله وسلامه عليه: [خمس لا أدعهن حتى الممات. وخامسها التسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدي(1).

ولكي تدرك عزيزي القارئ نورانية وعظمة هذا الأمر الإلهي الذي أكده وأوصى به الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بخصوص احترام الأطفال اقرأوا الرسالة التالية ثم قارنوا تصرفات هذا الأب مع ما أمر به النبي صلى الله عليه وآله:

الرسالة:... والدي رغم ان معه مفتاح البيت ولكنه عندما يعود من عمله يطرق باب الببت باستعجال، وعندما أنادي من الطارق؟ يجيبني من خلف لباب: إفتح الباب أيها الأحمق لماذا لا تفتح الباب؟ ألا تعلم بأني أنا الطارق؟! إني أسأل، هل أرى خلف الباب لكي أعرف بأن والدي هو الذي يطرق الباب؟ وأحياناً لا أقول: من الطارق؟ وأقوم بفتح باب البيت. وعندما يدخل والدي إلى البيت، أسلم عليه فيرد على سلامي بضجر وانزعاج ويقول لي: أيها الأبله! لماذا فحت الباب دون أن تسأل من الطارق؟ لعل الطارق كان شخصا غريبا لا تعرفه...!

وأحياناً يفتح الباب بمفتاحه ويدخل البيت بكل هدوء بحيث إن والدتي تفزع أحياناً لمشاهدته وسط البيت وعند ذلك يبدأ الشجار والنزاع والقيل والقال. حيث يصرخ والدي قائلا: ماذا حدث؟! لماذا فزعتم لمشاهدتي؟! هل ملامحي مرعبة ومخيفة إلى هذا الحد؟...

الإمام الصادق عليه السلام مبين السنة المحمدية الأصيلة يقول: [يسلم الرجل إذا دخل على أهله وإذا دخل يضرب بنعليه ويتنحنح يصنع ذلك حتى يؤذنهم أنه قد جاء حتى لا يرى شيئاً يكرهه](2).

السلام هو تصرف حسن وترحيب مبارك أمر به الله تبارك وتعالى ولا سيما رد السلام فإنه واجب. يقول تبارك وتعالى في القرآن الكريم: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} [النساء: 86].

علينا أن نسأل هذا الأب: أليس نبيك هو رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله ؟ إذا كنت تؤمن به، فلماذا لا ترد على سلام ابنك بمثله أو ترد عليه بتحية أجمل وأكثر وقعاً؟ لماذا لا ترد السلام؟ وليتك اكتفيت بعدم رد السلام ولم ترد على سلام ابنك بكلام بذيء وعبارات نابية؟ إن الكلام البذيء يا أخي الكريم ليس من أخلاق الشخص المسلم. والآن عزيزي القارئ اقرأ ما جاء في الرسالة التالية التي بعثت بها إلينا أخت كريمة وقارن تصرفات هذا الأب مع تصرفات الأب الذي أشرنا إليه من قبل:

الرسالة:... عندما يطرق زوجي باب البيت وأنادي: من الطارق؟ أسمعه يسلّم وهو خلف الباب وبصوت ملؤه العطف والمحبة والاحترام. عند ذلك أفتح الباب وأستقبله بنفسي وإذا كنت مشغولة في أعمال البيت، فإنه وبمجرد أن يدخل البيت يسأل الأولاد، أين أمكم؟ ثم يسلم على أولاده ويسأل عن أحوالهم ويفرحهم بشيء ما ورغم أن راتب زوجي محدود ولكن حياتنا ومعيشتنا تسير على ما يرام والحمد لله وذلك بفضل قناعتنا.

وهذا أيضاً أسلوب آخر في العيش حيث يعيش هذا الزوج مع أفراد عائلته حياة سعيدة جميلة هانئة وذلك باتباع السنة المحمدية الكريمة، فالوالد يدخل بيته وبيده باقة ورد من الفرح والسرور وهي تفوح بعطر المحبة والإكرام فيقدمها هدية لزوجته وأطفاله ويزرع بذلك في قلوبهم الفرح وفي عيونهم الأمل ويجعل الحياة حلوة وجميلة في أذهانهم وذلك من خلال ابتسامته الأبوية وسلامه الدافئ.

كونوا على ثقة بأن أي شخص - أو أية أسرة - تبني تصرفاتها وأعمالها على أساس الإيمان بالله والالتزام بسنة رسول الله فإن الحياة تصبح بالنسبة لذلك الشخص أو تلك الأسرة حلوة وجميلة وممتعة. ونحن كلنا أمل في أن توجدوا في داخلنا ذلك الحافز وتلك الهمة والنشاط لكي نطهر قلوبنا ونفوسنا من التصرفات والممارسات الجاهلية ونضيئها بأنوار تعاليم وتوجيهات رسول الله صلى الله عليه وآله تلك التعاليم الإلهية السامية ونجعل حياتنا نظيفة ونزيهة وحياة أبنائنا وأفراد أسرتنا وحياة جميع الناس الآخرين جميلة وسعيدة وهانئة.

_______________________________________________

(1) بحار الأنوار ج٧٦ ص10.

(2) المصدر السابق ص11. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.