المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05

دعوى الكسب دون سبب.
22-5-2016
مفهوم السياسة المالية
30-1-2018
من تعقيبات صلاة العشاء / عوذة للأمن من السرقة.
2023-06-18
العلاقة الزوجية / الامتناع عن النقد اللاذع
6-5-2022
What will be covered
3-6-2022
العلامة الطباطبائي في قم المقدسة
16-11-2020


التخطيط لسجن الإمام الكاظم ( عليه السّلام )  
  
1290   04:49 مساءً   التاريخ: 13-1-2023
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 9، ص159-162
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / قضايا عامة /

لسنا الآن بصدد التعرض إلى تفاصيل أسباب سجن الإمام من قبل الرشيد . لأن سلوك الإمام وتأثيره في الأمة كما عرفت كان كافيا لأن يدفع بالرشيد الذي لا يتبنى حكمه على أصول مشروعة ليخطط لسجن الإمام ( عليه السّلام ) وبالتالي اغتياله ، هذا فضلا عن كون الرشيد قد قطع على نفسه بداية تسلّمه للحكم بأن سوف يستأصل الوجود العلوي فإذا كان هذا شعاره أول الأمر مع كل العلويين فكيف بزعيم العلويين وقائدهم وسيدهم .

وينبغي أن نفرق بين الأسباب الواقعية وبين الأسباب التي كان يتذرع بها الرشيد لتبرير سلوكه العدائي مع الإمام ( عليه السّلام ) .

لقد أصبح الإمام بعد عقد من حكم الرشيد وجودا ثقيلا على هارون لقوة تأثيره في الأمة واتساع الامتداد الشيعي حتى وجدناه يقدر المتطوعين في جيش الإمام بمائة ألف سيف . من هنا ضاق صدره وازعجه انتشار صيت الإمام لأن الناس غدت تتناقل مآثر الإمام وعلمه وأخلاقه .

وكانت حادثة زيارة هارون لقبر الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ولقاء الإمام به بحيث أغضب الرشيد حتى قال بعدها مخاطبا الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) : « بأبي أنت وأمي إني أعتذر إليك من أمر عزمت عليه ، انّي أريد أن آخذ موسى بن جعفر فأحبسه لأني قد خشيت أن يلقي بين أمتك حربا يسفك بها دماءهم »[1].

وكان للوشاة دور سلبي ضد الإمام ( عليه السّلام ) فلقد تحرك يحيى بن خالد قبل ذلك ليهيئ مقدمات الاعتقال للإمام فأغرى ابن أخ الإمام محمد بن إسماعيل أو علي بن إسماعيل لغرض الوشاية بالإمام .

لنلاحظ موقف الإمام السامي إزاء تصرف ابن أخيه الشنيع بعد أن استجاب محمد لاغراء يحيى والتقى بالطاغية في بغداد وطعن بالإمام ( عليه السّلام ) بما يرغب به الرشيد .

عن علي بن جعفر بن محمد ( عليه السّلام ) قال : « جاءني محمد بن إسماعيل بن جعفر[2] يسألني أن أسأل أبا الحسن موسى ( عليه السّلام ) أن يأذن له في الخروج إلى العراق وأن يرضى عنه ، ويوصيه بوصية .

قال : فتنحيت حتى دخل المتوضأ وخرج وهو وقت يتهيأ لي أن أخلو به وأكلّمه .

قال : فلما خرج قلت له : إنّ ابن أخيك محمد بن إسماعيل سألك أن تأذن له بالخروج إلى العراق ، وأن توصيه ، فأذن له ( عليه السّلام ) .

فلمّا رجع إلى مجلسه قام محمد بن إسماعيل وقال : يا عمّ أحب أن توصيني .

فقال ( عليه السّلام ) : أوصيك أن تتقي اللّه في دمي .

فقال : لعن اللّه من يسعى في دمك ثم قال : يا عم أوصني فقال ( عليه السّلام ) :

أوصيك أن تتقي اللّه في دمي .

قال : ثمّ ناوله أبو الحسن صرة فيها مائة وخمسون دينارا فقبضها محمد ، ثم ناوله أخرى فيها مائة وخمسون دينارا فقبضها ، ثم أعطاه صرة أخرى فيها مائة وخمسون دينارا فقبضها ، ثم أمر له بألف وخمسمائة درهم كانت عنده .

فقلت له في ذلك ، واستكثرته . فقال : هذا ليكون أوكد لحجتي إذا قطعني ووصلته .

قال : فخرج إلى العراق ، فلما ورد حضرة هارون أتى باب هارون بثياب طريقه من قبل أن ينزل ، واستأذن على هارون ، وقال للحاجب : قل لأمير المؤمنين انّ محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بالباب .

فقال الحاجب : انزل أولا وغيّر ثياب طريقك وعد لادخلك عليه بغير إذن ، فقد نام أمير المؤمنين في هذا الوقت . فقال : أعلم أمير المؤمنين أني حضرت ولم تأذن لي .

فدخل الحاجب وأعلم هارون قول محمد بن إسماعيل ، فأمر بدخوله ، فدخل وقال : يا أمير المؤمنين خليفتان في الأرض : موسى بن جعفر بالمدينة يجبى له الخراج ، وأنت بالعراق يجبى لك الخراج ؟ ! فقال : واللّه ؟ ! فقال : واللّه !

قال : فأمر له بمائة ألف درهم فلما قبضها وحمل إلى منزله ، أخذته الذبحة في جوف ليلته فمات ، وحوّل من الغد المال الذي حمل اليه »[3].

هذه هي بعض الأساليب التي كان قد خطط لها يحيى بايعاز من الرشيد .

وأخيرا تم اعتقال الإمام ( عليه السّلام ) بسرعة واخفاء وتعمية على الأمة لئلا تعرف محل سجن الإمام ( عليه السّلام ) .

 

[1] عيون أخبار الرضا : 73 ح 3 والغيبة للطوسي : 28 وعن العيون في بحار الأنوار : 48 / 213 ح 13 .

[2] في بعض الروايات « محمد بن إسماعيل » وفي بعضها « علي بن إسماعيل »

[3] اختيار معرفة الرجال : 263 ح 478 وراجع أصول الكافي : 1 / 85 ح 8 ، واللفظ هنا له وفي الارشاد : 2 / 237 والغيبة للطوسي : 27 وفي مناقب آل أبي طالب : 4 / 332 باسم علي بن إسماعيل ، وفي : 4 / 352 باسم محمد بن إسماعيل . وعن الكشي في بحار الأنوار : 48 / 239 ح 48 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.