المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



النفاق عند الاطفال  
  
1377   09:59 صباحاً   التاريخ: 14/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص291 ــ 292
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

الأصل في حياة الانسان هو المحبّة والصفاء والصدق وعدم الازدواجية وكل ذلك يتحقق في ظل الايمان والطهارة والسلامة النفسية ووحدة الشخصية. ولكن في بعض الأحيان وبسبب عوامل وعلل يمكن أن يفقد بعض الافراد لهذه الصفة والخاصية. والنتيجة فإن نوع الخلل الاخلاقي يتناسب مع هذه الصفة.

ومن هذه الانحرافات هناك نوع يدعى النفاق حيث ان جذوره ومنشأه يظهر على الاغلب عند الطفل وفي السنين اللاحقة فإن الانسان ومن يحيط به يبتلى بمصائبه.

وعلى أثر ذلك تفتقد الوحدة والتعاون ويظهر الفساد في أركان الحياة الفردية والاجتماعية.

ـ معنى ومفهوم النفاق

النفاق عبارة عن نوع من الازدواجية والاختلاف بين الظاهر والباطن بشكل يتحدّث في الظاهر عن شيء ويضمر ويخفي شيئاً وحالات وسلوك آخر، فهو في الحضور شيء وفي الغياب شيء آخر.

وعلى هذا الاساس فإن المنافق شخصاً يعرض نفسه في الظاهر بشكل اما في الباطن فلا عقيدة له. يقول بلسانه شيئاً ويضمر في قلبه أشياء يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم، فهؤلاء افراد كلامهم متناقض حيث يتظاهر بحسب الوضع.

وإذا ما أخذنا هذا الأمر ملاكاً فإننا نرى أهل النفاق اكثرهم من ذوي المداهنة وقد اعتادوا على التملق. فإذا ما قابلوا شخصا فإنهم يظهرون الاخلاص والتواضع له أما إذا ابتعدوا عنه فإنّهم يأخذون بذمّة واظهار عيوبه. أو أنهم ينتمون إلى حزب أو مجموعة فيتعرفون على ما يدور داخلها ويفشون به للحزب أو المجموعة الاخرى. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.