أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-9-2016
1871
التاريخ: 8/11/2022
1349
التاريخ: 16/10/2022
1617
التاريخ: 21-4-2016
2799
|
قبل اتخاذ اي اجراء لاصلاح نزعة العنف لدى الاطفال، يجب الأهتداء الى معرفة العوامل والاسباب المؤدية اليها. وبخلافه لايمكن معالجتها باي شكل من الأشكال، ومهما بذلت الجهود والاتعاب في هذا السبيل. هناك الكثير من المعالجات التي وضعت لهذه الحالة دون ان تكون ناجحة ومفيدة بسبب الجهل بالاسباب والعوامل الكامنة وراءها.
سنسعى في هذا البحث الى الإشارة لأهم العوامل والأسباب على أمل ان يتمكن اولياء الأمور والمربين من مكافحتها والحيلولة دونها قدر الامكان:
١ -العوامل الوراثية: العامل الوراثي من أهم العوامل المؤثرة في العنف لدى الأطفال بمعنى ان كثيراً من نواحي حياة الوالدين والأجداد وكذلك الأبعاد الخلقية والخلقية والنفسية الموروثة فيهم تنتقل الى الابناء.
فنحن نعرف ان هناك بعض الأمراض تنتقل من الآباء الى الأبناء بالوراثة، وكذلك هو الحال بالنسبة للسلوك الاخلاقي وبالطبع انها تنتقل - أيضاً - في حالات كثيرة عن طريق التربية والاكتساب. وبطبيعة الحال يمكن للتربية الحازمة ان تغطي على التأثيرات الوراثية للفرد.
٢ -الطبع المزاجي: يعيش بعض الأطفال وضعاً نفسياً خاصاً يبدون ازاءه وكأنهم ليسوا مؤهلين لضبط النفس، وذلك بسبب التجارب المريرة والأمراض الشديدة التي تعرضوا لها، وفقدوا على اثرها قابلية التحمل والصبر على ابسط المسائل التي يواجهونها. فتراهم ينزعجون ويندفعون الى ممارسة العنف والتراشق لأدنى مقاطعة لكلامهم أو لتأخير في الأستجابة لطلباتهم ورغباتهم. ولا شك هنا في وجوب انتهاج اسلوب المسامحة والصفح في التعامل مع امثال هؤلاء.
٣ -المرض النفسي: الكثير من أفعال العنف تصدر من الطفل بسبب عدم فقدانه الوضع النفسي الطبيعي، وكونه يعاني من آلام نفسية داخلية تؤثر على صبره وتحمله بشكل سلبي من قبيل الكآبة، والوسوسة، والاضطراب. واحياناً قد تكون هذه الحالة وليدة ميول تخريبية لدى الاشخاص أو اوهام وتخيلات، أو ناتجة عن شدة الحرمان.
٤ -اسلوب التربية: واحياناً يكون العنف نتيجة طبيعية اساليب التربية المغلوطة التي تتبع مع الاطفال. فالأطفال المدللون كثيراً من قبل آبائهم يتوقعون ان يستجاب لكل طلباتهم ورغباتهم. وبطبيعة الحال عندما يرون انفسهم في وضع لايستجاب فيه لطلب متطلباتهم يثورون ويلجأون الى العنف وعلى أية حال، فان من شأن التربية الخاطئة، خصوصاً في مرحلة الطفولة. ان تترك اثاراً سيئة في هذا المجال.
٥ -الاكتساب العائلي: ان الأطفال الذين يشاهدون مشاجرات أبويهم على نطاق الأسرة، ويتعلمون منهما دروساً في الاستهزاء والاستصفار، ويلاحظون ايذاء بعضهما للآخر، ويرون تسلط القوي على الضعيف في البيت، يحاولون تطبيق هذه الأشياء بشكل او آخر في تعاملهم مع الآخرين. تجدر الإشارة الى ان التصرفات الخشنة للاب وسلوكه الإنفعالي يتركان آثاراً سلبية جداً على مستقبل الأطفال.
٦ -الخلافات العائلية: يؤدي ابتعاد الأطفال عن اجواء الأسرة بسبب خلافات الأبوين وافتراقهما لمدة طويلة الى اصابتهم بحالة من القلق والاندفاع الى ممارسة العنف. فالطفل يعتبر هذه المسألة ظلماً واجحافاً بحقه من قبل والديه، فاذا عجز عن التصدي لها يحاول في المقابل عدم الخضوع للآخرين والمبادرة الى التمرد والعصيان والعنف ازاء أوامرهم وتوجيهاتهم.
٧ -العامل الاجماعي: ان الذين يعيشون عادة في اجواء بعيدة عن الألفة والانسجام، ويسودها الشجار والعنف، والظلم والجور، يصابون بهذه الحالة ويحاولون التعبير عن غضبهم واحقادهم عن طريق استعمال العنف.
٨ -العامل الثقافي: ومن جملة العوامل التي تلعب دوراً فاعلاً في ايجاد حالة العنف واستفحالها هي القصص والافلام والعروض المسرحية، والامثال السيئة والفنون الرياضية و.. التي تدور حول العنف.
فما اكثر الافلام التي تمجد القوة والعنف وتوحي بأنهما أشياء جديرة بالإحترام والتقدير وتدفع الأطفال الى محاكاتها والتشبه بها. وكذلك هو الحال مع بعض الالعاب، والممارسات الرياضية من قبيل الملاكمة أو المصارعة المنحرفة التي تؤدي الى قساوة القلب والعنف لدى الفرد.
٩ -العامل الاقتصادي: وفي بعض الحالات يؤدي النقص والحرمان الاقتصادي الى العروج نحو العنف. فالطفل الذي يشاهد دائماً انواع الأطعمة والفواكه، واللعب، ويرى نفسه عاجزاً عن توفيرها وأقتنائها. يشعر بالحقد تجاه القادرين على توفيرها وتتولد لديه رغبة لاستعمال العنف ضدهم. ومن ثم فبامكان أولياء الأمور والمربين ان يحولوا دون هذا السلوك الى حدود كبيرة وذلك باعطاء الطفل وعوداً بشرائها، أو بتزويده بنقود يدخرها بالتدريج من أجل شرائها في المستقبل. ان من الخطأ الفادح في هذه الحالة قمع الطفل وتأنيبه في نفس الوقت الذي لايتم له توفير الشيء الذي يريده ويرغب به.
10 -عوامل أخرى: ومن العوامل الأخرى التي تساهم في ايجاد هذه الحالة لدى الطفل، يمكن الإشارة الى الأخفاقات، والتحقير والاستصغار المستمر، ومشاهدة البرامج التي تدور احداثها حول العنف، وعدم النضوج الفكري والنفسي وعمليات التحريض والترغيب المفرطة من قبل الاباء والمربين التي تأخذ طابع الاستيلاء وفرض الرقابة الصارمة على الطفل، وايجاد الأرضية للتوقعات الكثيرة، والضرب بقساوة وغيرها من المسائل التي نمتنع عن شرحها وتفصيلها رعاية للايجاز.
العوامل المشددة
لابد من الاشارة في هذا المجال الى العوامل التي تساهم في تشديد هذه الحالة لدى الأشخاص وهي على النحو الآتي:
-الحرمان من عطف وحنان الوالدين والمربين.
-اتساع دائرة التوقعات لدى الطفل نتيجة لكثرة الوعود والآمال.
-الجهل بمشاعر وأحاسيس وتوقعات الطفل وعدم اخذها بنظر الاعتبار.
- عدم الاكتراث بالاطفال وتجاهلهم في الحالات التي يكونون فيها بحاجة الى العطف والإهتمام.
-فرض المشاكل الذاتيةعلى الطفل والطلب منه للعمل على حلها.
-تطبيق اوامر انضباطية صعبة على الأطفال في البيت والمدرسة.
-وجود الامراض المزمنة خصوصاً تلك التي تؤلم الطفل.
-التلاعب بمشاعر واحسايس الطفل عن طريق الاستهزاء.
-وبالتالي حرمانه من شيء يحبه كثيراً أو الحيلولة دون الوصول إليه.
ضرورة الاصلاح
لا شك في ان كل أب حريص، وكل مرب واع يسعى للقضاء على هذه الحالة عند الأطفال فضلاً عن ان هذه المسألة تعد ضرورة تربوية تقع مسؤوليتها على اولياء الأمور والمربين، ولها أهميتها من الناحيتين الفردية والاجتماعية أيضاً:
١ -من الناحية الفردية: يجب اصلاح نزعة العنف لدى الشخص، لأنها سلوك خاطئ غير سليم علمياً واخلاقياً، وتودي الى الحاق لأذى والضرر بشخصيته. ففي حال عدم السيطرة على هذه الحالة عند الشخص، فانها تؤدي به في المدى البعيد الى نبذ المجتمع له وتجنب التعامل معه.
ان الشخص العنيف يتألم ويتعذب نفسياً من الوضع الذي هو فيه والسلوك الذي يسلكه. والضغط النفسي الذي يعاني منه الشخص اثناء الاقدام على العنف - الكآبة والقلق، ضغط الدم، سرعة النبض - ليس بالشيء الذي يمكن تجاهله بسهولة ومن شأن هذه الحالة اذا استمرت، ان تؤدي الى عواقب وخيمه.
٢ -من الناحية الاجتاعية: من الضروري أصلاح هذه الحالة من الناحية الاجتماعية أيضاً، لأن من يميلون الى العنف لابد وان يدفعو الثمن في المستقبل على الصعيد الاجتماعي . اذ ان اعضاء المجتمع لايحتملون دائماً عنف هؤلاء، ومن الوارد جداً أن يواجهوا عنفهم بعنف مماثل ويلحقوا بهم الأذى والضرر.
هذا جانب، كما وتكتسب هذه المسألة اهميتها أيضاً من ناحية ضرورة سيادة الأمن والعدل في المجتمع. لانه اذا تقرر أن يؤذي القوي الضعيف، أو يعتدي على كرامة الآخرين ويسخر منهم بالاعتماد على قوته، فان الحياة تصبح صعبة وغير مستقرة.
فمن أجل ان تكون الحياة الاجتماعية متوازنة، فنحن بحاجة الى ان نحفظ حقوق الاخرين في التعايش بحياة هادئة وآمنة وهذه المسألة تننافى مع العنف.
ومن هنا فلابد من الحيلولة دون عنف الاطفال وعدم السماح لهم بايذاء الاخرين؛ لانه بخلاف ذلك فإن مواصلة الحياة بهدوء وامان تصبح مسألة مستحيلة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|