المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

العلامة الطباطبائي - عصره وحياته وعلمه
16-11-2020
ديدان الشمع
14-3-2022
13C NMR Spectroscopy: Signal Averaging and FT-NMR
10-8-2019
Hyperbolic Knot
10-6-2021
التخيير والكفائية في الواجب
25-8-2016
الحث على الزواج
24-7-2016


شمول الزهراء في أهل البيت في الآيات النازلة فيهم ( عليهم السلام )  
  
1469   05:36 مساءً   التاريخ: 12/12/2022
المؤلف : الشيخ محمد السند
الكتاب أو المصدر : مقامات فاطمة الزهراء ( ع ) في الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : ص 127-135
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

اشتركت السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) مع أهل البيت ( عليهم السلام ) بما نزل فيهم من آيات ، وكان ذلك اشتراك حجية وشمول منزلة ولزوم طاعة لولايتها ( عليها السلام ) فضلاً عما ورد من أحاديث نبوية تشير إلى منزلة أهل البيت ( عليهم السلام ) وتؤكد في الوقت نفسه حجيتهم ، وكان لفاطمة ( عليها السلام ) اشتراكها مع أهل البيت ( عليهم السلام ) كذلك .

واستعراض موجز لبعض ما نزل من آيات في أهل البيت ( عليهم السلام ) يمكن أن يكون أحد الشواهد على حجيتها ( عليها السلام ) منها قوله تعالى ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى )[1] وقوله تعالى ( قل ما سألتكم من أجر فهو لكم ان أجري إلا على الله )[2] وقوله تعالى ( قل ما سألتكم من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا )[3].

روى السيوطي في احياء الميت بفضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، قالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : " علي وفاطمة وولداهما "[4].

والمتمعن في هذه الآيات وغيرها ، ليجد لسان المودة هي ولايتهم ( عليهم السلام ) فالحث على مودتهم هو أجر الرسالة بمجموعها وجميع أتعابه ( صلى الله عليه وآله ) ، فلم يسألهم مالاً ولا ضياعاً بل سألهم التمسك بمودتهم وحبهم .

وإذا كان الاجر يعني التساوي بين متبادلين ، إذ لا يصح أن أحد البدلين أقل من الاخر ، لئلا تكون في الإجارة غبناً لا يرتضيه العقلاء ، فكذلك أجر ما طلبه ( صلى الله عليه وآله ) منهم قُبالة دعوته هذه وهي مودة أهل بيته ( عليهم السلام ) ، ولا يصح أن تكون مودتهم أقل من رسالته لئلا يكون غبناً وتفريطاً لحق رسالته وهو ما لا يرتضيه أحد يخشى الله ورسوله واليوم الآخر ، وإذا كان الامر كذلك فانّ مودتهم ( عليهم السلام ) عِدل الدين وثمرة الرسالة .

وببيان آخر : انّ الرسالة مما قد اشتملت على التوحيد والتصديق بالنبوّة والمعاد وبقية الحقائق الحقّة وعلى أركان الدين ، ولا يتصور أن يكون شيئاً عِدلاً لها إلا أن يكون على درجة من الخطورة والمنزلة بحيث لا يُقبل الإيمان بتلك العقائد والعمل بتلك الأركان إلا به ، فلا يمكن أن يكون ذلك حكماً فرعياً من ذيول بعض فروع الدين ، ويكون شرطاً في أعظم أصول الدين ، بل الشرطية والعدلية تقتضي بالبداهة كون منزلة هذا الأمر من الأمور الاعتقادية بل من أصولها بمقتضى التناسب بين الشرط والمشروط ، وبين العدل وعِدلهِ الآخر ، ومن ثَم سوف لا يكون المراد من المودّة - والتي تختلف لغة عن المحبّة بزيادة شدة الوطأة - إلا فعلاً من الأفعال القلبية الاعتقادية وهي الولاية والتولي من تلك الجماعة المرادة من " القربى " ومقتضى ذلك أيضاً أن لا تكون تلك المجموعة أو الثلة إلا معصومة مطهرة إذ لا يعقل أن تكون مودة وتولي والاعتقاد بشخص أو جماعة مخالطين للذنوب أو الجهل هي من أصول الدين ، وعِدل للتوحيد والعقائد الحقّة ، ومن ثَم جعلت هذه المودّة هي السبيل إلى اللّه والمسلك إلى رضوانه ، وجُعلت في آية ثالثة فائدتها راجعة إلى المكلفين أنفسهم ، أي أنّ هذا الأجر ليس من سنخ أجور النشأة الدنياوية والانتفاعات المادية ، بل أن ثمرته هو الاهتداء والرشاد بتولي ذوي القربى ، كما هو مفاد حديث الثقلين " ما أن تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي أبدا " وما أشد مطابقة آية المودة مع حديث الثقلين ، بل انّ الآية المزبورة هي من متون حديث الثقلين ذات السند القرآني ، فليس ما قد ورد في جميع الأنبياء من قولهم ( لا أسألكم عليه أجراً إن أجري على اللّه ) ، يغاير ما أمر اللّه تعالى ما أمر به نبي الاسلام من طلب الأجر ، إذ انّ هذا الأجر ليس عوض مال ، وانّما هو اكمال للدين وإتمام للنعمة على المسلمين ورضا الرب بذلك ، إذ لا يتم الرضا إلا باستيفاء الأجر العائد نفعه للمسلمين لا له ( صلى الله عليه وآله ) ولأهل بيته المعصومين ( عليهم السلام ) .

وهذا المفاد قد ورد بعينه في الآيات النازلة في الحثّ على ولاية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حيث جعل عدم تبليغ ولايته مساو لعدم تبليغ الرسالة ، ممّا يقتضي أن ولايته هي عِدل الدين وثمرة الرسالة وتمام نعمة الإيمان ورضا الرب بالاسلام ديناً فبدونها لم يرتضِ تعالى توحيد العباد به ولا تصديقهم بنبيّه وباليوم الآخر ما لم يوالوا وليه كما لا يكمل توحيد الناس واقرارهم بالبعثة والمعاد إلا بولاية وليه تعالى كما لا تتم لهم نعمة الايمان لهم إلا بذلك ، فليتدبر الناظر وفاق هذه الآيات بعضها بعضاً مع حديث الثقلين ليتجلى له وحدة المضمون كما في قوله تعالى ( يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك وان لم تفعل فما بلّغت رسالته )[5] فلما بلّغ في علي ولايته وامامته نزل قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا )[6] وهو تصريح بأن ولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) تعني كمال الدين وتمام الايمان وعِدل الرسالة ، كما أن المودة تُعطي مفهوم الولاية أيضاً ، فلا ولاية دون مودة فانّ مفهومي الولاية والمودة تعنيان تمام الدين كلّه ، وبتلك الدرجة وجبت ولايتهم ومودتهم وقدّمنا أن آيات المودة كانت تشترك فيها فاطمة ( عليها السلام ) مع أهل البيت الذين نزلت فيهم والتي هي أسبق في صدق العنوان ، وبما أن مودتها واجبة فانّ ولايتها واجبة للتقريب المتقدم بين مفهومي المودة والولاية .

وبذلك تثبت وجوب ولاية فاطمة ( عليها السلام ) ومودتها لنفس الغرض . وبمقتضى أنها ( عليها السلام ) من العترة كما في آية التطهير والمودة وغيرهما ، فهي من الثقل الثاني ، عدل القرآن الكريم الواجب على الأمة التمسك به ، فالتمسك بها شرط الهداية والأمان من الغواية والضلالة ، ولا يخفى أن مقتضى حديث الثقلين عصمة العترة وحجيتهم واحاطتهم بالكتاب كله ، وانهم القيمون على تفسير كتاب الله وبيان دلالاته ، كما أنها شاهدة على أعمال العباد وداخلة في قوله تعالى ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) لما تقدم من أنها من عباد الله كما في سورة الدهر الذين لهم مقام الاشراف على الأبرار ، فهم المقربون الذين يشهدون كتاب الأبرار في عليين كما في سورة المطففين .

كما أنها الوسيلة والسبيل إلى الله تعالى لقوله تعالى ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) وقوله تعالى ( قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا ) فهي الوسيلة والسبيل إلى الله والمسلك إلى رضوانه ، كما أنها المصطفاة لوراثة كتاب الله كما في قوله تعالى ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات )[7] حيث أن المورث المصطفى لكتاب الله هو السابق بالخيرات لما تقدم من أن المطهر هو الذي يمس الكتاب كما في سورة الواقعة ومن ثم هي ( عليها السلام ) من الذين أوتوا العلم الذين في صدورهم الكتاب آيات بيّنات كما في قوله تعالى ( بل هو آيات بيّنات في صدور الذين أوتوا العلم )[8] وهي كلمات الله التامات وأسمائه الحسنى التي إليها الإشارة في قوله تعالى ( فتلقى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه )[9] وقوله تعالى : ( وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلمات فأتمهنّ )[10] وقوله تعالى : ( وتمت كلمات ربّك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلمات الله وهو السميع العليم )[11] وقوله تعالى في إبراهيم ( وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلّهم يرجعون )[12] إذ هي من العاليين الذين هم الأنوار الخمسة التي تعلّم آدم أسمائها ، وبمعرفتها تأهل آدم لمقام خلافة الله في أرضه والتي أشير إليها باسم الإشارة العاقل في سورة البقرة ، وضمير الجمع العاقل كما في قوله تعالى : ( فلما عرضهم على الملائكة قال انبؤني بأسماء هؤلاء )[13] وبهذا التنبيه والإشارة يتفطن اللبيب إلى اشتراكها ( عليها السلام ) مع أهل البيت بل سائر ما ثبت لهم من منازل ومراتب ومقامات قرآنية .

 

[1] الشورى : 23 .

[2] سبأ : 47 .

[3] الفرقان : 57.

[4] احياء الميت بفضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) للسيوطي : 35 ، دار الثقلين - بيروت .

[5] المائدة : 67 .

[6] المائدة : 3 .

[7] فاطر : 32 .

[8] العنكبوت : 49 .

[9] البقرة : 37 .

[10] البقرة : 124 .

[11] الانعام : 115 .

[12] الزخرف : 28 .

[13] البقرة : 31 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.