المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

اتفاق المسلمون على ظهور المهدي (عليه السلام)
4-08-2015
الأودية النهرية
10-5-2016
محمد بن عيسى بن عبيد
1-9-2016
هدي القِران
19-9-2016
ميراي – شارل
17-9-2016
Stanislaw Zaremba
27-3-2017


فاطمة الزهراء (عليها ‌السلام) في آية القربى  
  
2760   03:11 مساءً   التاريخ: 14-11-2017
المؤلف : السيد محمّد كاظم القزويني .
الكتاب أو المصدر : فاطمة الزهراء (عليها‌ السلام) من المهد إلى اللحد
الجزء والصفحة : ص173-176.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

وهي _آية القربى_ في قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} [الشورى: 23] .
هذه الآية كما تراها خطاب من الله العظيم إلى نبيه الكريم {قُل} يا محمد لأمتك : {لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ} على أداء الرسالة {أَجْرًا} شيئاً من الأجر {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ} أي إلاَّ أن تودّوا قرابتي.
وقد اتفقت كلمات أئمّة أهل البيت (عليهم‌ السلام) وكلمات أتباعهم أنّ المقصود من القربى هم أقرباء النبي، وهناك أحاديث متواترة مشهورة في كتب الشيعة والسُنّة حول تعيين القربى بأفرادهم وأسمائهم، ومن جملة الأحاديث التي ذكرها علماءُ السنّة في صحاحهم وتفاسيرهم هذا الحديث: لمّا نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول الله مَن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟
قال (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله): علي وفاطمة وابناهما... الخ.
ذكر هذا الحديث طائفة من علمائهم، منهم:
1 - ابن الحجر في الصواعق المحرقة له.
2 - الثعلبي في تفسيره.
3 - السيوطي في الدر المنثور.
4 - أبو نعيم في حلية الأولياء.
5 - الجويني الشافعي في فرائد السمطين.
وحديث آخر رواه الطبري وابن حجر أيضاً : أنّ رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) قال: إنّ الله جعل أجري عليكم المودّة في أهل بيتي، وإني سائلكم غداً عنهم.
هؤلاء بعض الرواة الذين ذكروا ونقلوا هذا الحديث بصورة إجماليّة.
وإليك بعض الأحاديث التي تصرّح باحتجاج أئمّة أهل البيت (عليهم‌ السلام) بهذه الآية على أنّ المقصود من القربى هم:
في الصواعق المحرقة لابن حجر : عن علي (عليه ‌السلام): فينا في آل حم ، لا يحفظ مودّتنا إلاَّ كل مؤمن ثمّ قرأ: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ}.
وفي الصواعق أيضاً : عن الإمام الحسن (عليه ‌السلام) أنّه خطب خطبة قال فيها : وأنا من أهل البيت الذين افترض الله عز وجل مودتهم وموالاتهم , فقال فيما أنزل على محمد (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله): {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً} واقتراف الحسنة مودّتنا أهل البيت... الخ.
وفي الصواعق أيضاً عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليهما‌ السلام) أتاه رجل من أهل الشام ، وهو (عليه ‌السلام) أسير، وقد أقيم على باب الجامع الأموي بدمشق فقال له الشامي: الحمد لله الذي قتلكم... الخ. 
فقال له: أما قرأت: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}.
وإلى هذا أشار الشاعر الكميت الأسدي بقوله:
وجدنا لكم في آل حا ميم آيةً         تأوّلها منَّا تقيٌّ ومعربُ
وعن جابر بن عبد الله قال : جاء إعرابي إلى النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله).
قال: يا محمد أعرض عليَّ الإسلام.
فقال: تشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمداً عبده ورسوله.
قال: تسألني عليه أجراً؟
قال: لا، إلاَّ المودّة في القربى.
قال: قرابتي أو قرابتك؟
قال: قرابتي. 
قال: هات أبايعك، فعلى مَن لا يحبّك ولا يحب قرابتك لعنة الله. 
فقال النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله): آمين.
رواه الكنجي في (كفاية الطالب) ص31.
وذكر ابن حجر في الصواعق ص101 هذين البيتين لابن العربي:
رأيت ولائي آل طه فريضةً         على رغم أهل البعد يورثني القربا
فما طلب المبعوث أجراً على الهدى    بتبليغه إلاَّ المودّة في القربى

وهذين البيتين للإمام الشافعي:
يا أهل بيت رسول الله حبّكم         فرضٌ من الله في القرآن أنزله
كفاكمُ من عظيم القدر أنكُمُ         مَن لم يصلّ عليكم لا صلاة له
وقد ذكر شيخنا الأميني (عليه الرحمة) في الجزء الثالث من الغدير خمسة وأربعين مصدراً حول نزوله هذه الآية في شأن علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم‌ السلام) وهي: الإمام أحمد، ابن المنذر، ابن أبي حاتم، الطبري، ابن مردويه، الثعلبي، أبو عبد الله الملا، أبو الشيخ النسائي، الواحدي، أبو نعيم، البغوي، البزار، ابن المغازلي، الحسكاني، محب الدين، الزمخشري، ابن عساكر، أبو الفرج، الجويني، النيسابوري، ابن طلحة، الرازي، أبو السعود، أبو حيان، ابن أبي الحديد، البيضاوي، النسفي، الهيثمي، ابن الصباغ، الكنجي، المناوي، القسطلاني، الزرندي، الخازن، الزرقاني، ابن حجر، السمهودي، السيوطي، الصفوري، الصبان، الشبلنجي، الحضرمي، النبهاني.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.