المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



المكافأة  
  
1491   08:58 صباحاً   التاريخ: 22/11/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص335 ـ 339
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-5-2022 1561
التاريخ: 1-12-2016 1874
التاريخ: 2024-10-22 173
التاريخ: 1-12-2016 1994

المكافأة أمر مهم جداً ومفيدة بالنسبة لمن يتقبل الأعمال الشاقة أو يتحمل الحرمان لأجل الوصول إلى المقصد وهذا ما اعتاد عليه العالم بالنسبة للأفراد وأحياناً للموظفين، ويمكن أن يسري هذا الأمر في المدارس والبيوت وسيترك بلا شك آثاراً حسنة في مجال التربية. الطفل المطيع لأوامر الأولياء والذي يسعى إلى تأطير أعماله بضوابطهم فأنه يستحق التقدير، ويستحق المكافأة كذلك عندما يغض النظر عن بعض اللذات لجلب رضا الكبار ويتحمل بعض الحرمان قياساً إلى الآخرين إن اعطاء المكافأة التي يتمناها ويقبل عليها الطفل سيزيل جميع الأتعاب والآلام التي تحملها ويجعله راضياً عن نفسه، وفي المستقبل سيحافظ على إدامة ذلك وحتى إن كان لا يطمع بالمكافأة.

الفرق بين الجائزة والمكافأة

لا بأس هنا أن نطرح نكتة تربوية وهي تبيان الفرق بين المكافأة والجائزة، عادة تكون الجائزة مشخصة من قبل ومعينة وموضوعة أمام بصر الأفراد ويسعى الافراد الى نيلها من خلال بعض الاعمال المحددة.

في حين أن المكافأة لم توضع من قبل. يتحمل الإنسان في مسير حياته عملاً أو وظيفة ملقاة على عاقته ويعمل لإنجازها المشرف على العمل يقرر بعد إتمامها على تقديره وتثمين جهوده ولهذا يحدد مكافأة معينة ويعطيها له.

هناك جائزة نوبل العالمية، محددة المقدار والغرض، كل من يسعى عالمياً يحصل عليها من الطبيعي ان من بين عشرات الذين يحاولون خطفها يرشح نفراً أو أكثر حسب تلك الجائزة.

تعين أحد المدارس أو المؤسسات جائزة معينة لأفضل مقالة أو اختراع جهاز، على سبيل المثال، الفائز الأول إلى الثالث ينال هذه الجائزة وتلك وهكذا. فمن الممكن هنا أن يتقدم لذلك مئات الأفراد ولكن الفائزين هم ثلاثة فقط.

أما مسألة المكافأة ففيها فرق لأن كل من عمل في دائرة معينة له وظيفة خاصة يسعى لإنجازها دون أن ينتظر شيئاً مقابل حسن إجرائه لها وهنا يقرر المدير صاحب العمل فجأة وبعنوان إعلان رضاه بتقديم مكافأة تتناسب مع الوضع ولم تكن قد أعلن عنها وعن مقدارها سابقاً ولا لأفراد معينين.

مكافأة الالتزام

بما أنه يخضع الطفل لنظام تربوي مدرسي أو منزلي فمن الطبيعي أن يكون للأولياء أوامر ونواهي لهدايته وإرشاده، فهم يقومون بفتح طريق له في بعض الموارد ويمنحونه الحرية اللازمة لذلك. وفي موارد أخرى يضعون سداً في طريقه من أجل مصلحته ونفسه ويمنعونه عن بعض الأعمال، نعلم بأن الطفل وبشكل غريزي طالب للذة ومبعد ودافع للمعاناة والآلام، يميل إلى المكافأة العاجلة أكثر من المؤجلة، ومن طرف آخر يعشق الشكليات الملونة والجميلة والجذابة ولهذا فمن الصعوبة جداً أن يغض النظر عن تلك المظاهر الخداعة وخصوصاً أن الأطفال والشباب يمرون بظروف استثنائية في طلباتهم ورغباتهم.

عندما يطرد الطفل لذة عن نفسه من أجل كسب رضا الوالدين (وليس بسبب إدراكه وفهمه ومصلحته)، أو يلتزم بالضوابط من أجل ذلك، يجب في هذه الحالة تمييزه عن الطفل الذي يظهر الوقاحة وعدم الاهتمام بأمر والديه أو نهيهم، وهنا توجب المكافأة له ويستحقها.

نوع المكافأة

المكافآت المأخوذة بنظر الاعتبار متعددة ومتنوعة، ويمكننا اختيار بعضها حسب تناسبها مع الطفل. يمكن أن تكون المكافأة عاجلة أم آجلة، مادية أو معنوية. أو أي صورة أخرى يعتبرها الطفل مكافأة وتدفعه إلى إدامة طريقه.

فإن كانت مادية فيجب أن تكون ممتعة للطفل، من الخطأ أن تكون هدية الطفل المدير لنفسه والمتسلط عليها والمنضبط (مجموعة دائرة المعارف الأمريكية أو البريطانية) لأنها باهظة الثمن أولاً ولا تعود بفائدة عليه ثانياً وأما ما يناسبه فعلاً هو اللباس الجميل أو الغذاء اللذيذ أو الأشياء التي يستفيد منها وتبعث على سروره وفرحه أو اللعبة الجميلة التي تملأ قلبه فرحاً أكثر من دورة تفسير الميزان، لأن هذه الهدية العلمية العظيمة تناسب الأعمار المتقدمة.

المكافآت غير المادية

لا نؤكد على اقتصار المكافأة على الماديات وإنما هناك صور كثيرة ليس لها أية ثمن سوى استعمال اللسان أو السلوك ومن هذه الموارد هي:

1ـ الاحترام: يميل الطفل بصورة فطرية وذاتية إلى الاحترام ويطمح إلى أن يكون له اعتبار وقيمة لدى الآخرين. غالباً ما تكون علاقته مع من يحترمه ويكرمه ويعطيه مكانته الحقيقية أكثر خلوصاً وصميمية ولهذا يعتبر الاحترام الفائق من طرق المكافأة على حسن الانضباط مع توضيح ذلك له.

2ـ إظهار الاعتماد عليه: إن بعض العبارات التي تدل على هذا الأمر كقولنا له: نحن نثمن آراءك ونعتبرها، أو إنك حر في ما تشتري، أو أن الأبواب مفتحة لك، أو إننا نعلمك بأسرارنا ونحيطك بها علماً... كل ذلك بمكنه أن يكون أفضل مكافأة وبحفزه إلى الالتزام الأكثر، وهنا يمكننا الاستفادة من سلوكه المعقول والمنطقي عن طريق هذا الأسلوب.

3ـ تمجيد سلوكه: تمجيد المعلم أو الأب لسلوك الطفل والثناء على أعماله يعتبر نوعاً من أنواع المكافأة خصوصاً إن وقع ذلك بحضور الآخرين. يطمح الطفل عادة إلى أن يكون شاخصاً بين أقربائه وأصدقائه، ويا حبذا أن يثني الأب على أعمال وسلوك وانضباط الطفل وهو بين أصدقائه وفي حضور الجميع.

4ـ التقريب: يمكن للأولياء استعمال أسلوب تقريب الطفل إليهم بعنوان مكافأة لأعماله الحسنة من قبيل:

إجلاسه إلى جانبه، ومرافقته والاحتفاظ بالأسرار معاً وطرح بعض المسائل عليه، الأكل سوية في المدرسة واللعب معه وإشعاره بأنه قريب جدا وهذا سيؤدي إلى سروره وإدامة طريقه.

5ـ إعطاء المساحة للحرية: من مظاهر مكافأة الطفل زيادة مساحة حريته بالشكل الذي يتناسب مع استعداده في استعمالها، يجب أن يكون ذلك بالشكل الذي يلمسه الطفل ويحس به. مثلاً نسمح له بالخروج والدخول بصورة أكبر، والسماح له بالذهاب إلى بيوت أصدقائه أو مجيئهم إلى بيته بصورة أكثر من ذي قبل ونوضح له أن كل ذلك نتيجة استعداده في ضبط نفسه والحفاظ عليها.

6ـ غض النظر عن أخطائه نفترض أن فرداً كان محافظاً على حريته ويسعى لأن يكون منضبطاً وملتزماً بالقواعد ولكنه ارتكب الآن خطأ يستحق العقاب أو أهمل شيئاً أو قصر فيه على الوالدين هنا تذكيره وإفهامه عن سبب غض نظرهم عن هذا الخطأ وهو التزامه السابق والضبط الموجود لديه.

7ـ المكافآت الأخرى: منها:

ـ إظهار رشده وتعاليه وتوضيح أنه واجد للكمال.

ـ حمايته في الضائقات والمشاكل التي تصادفه.

- العطف عليه في مرضه ومواساته في مصائبه ومصاعب حياته.

- تجديد ثيابه ولباسه بالشكل الذي يناسب عمله.

- إعطائه حق الرأي في الأعمال المتعلقة بالبيت او المدرسة.

- إعطائه حق الانتخاب الأوسع في الملابس والأشياء التي يرغب بها.

ـ حفظ اسراره وكرامته في الموارد القلقة له. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.