المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تعيين المَهر والصداق  
  
846   08:01 صباحاً   التاريخ: 2024-03-03
المؤلف : الشيخ محمد جواد الطبسي
الكتاب أو المصدر : الزواج الموفّق
الجزء والصفحة : ص 83 ــ 86
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2016 3622
التاريخ: 2023-11-06 1445
التاريخ: 18-7-2017 1853
التاريخ: 14-1-2016 2096

يأتي دور المهر بعد قبول الزوجة، الزّواج مع الذي خطبها.

فبعد الكلام والحديث حول المهر ومقداره، يتعهّد الزّوج ضمن العقد الشرعي ما اتفقا على ذلك قل أو كثر.

وبعد إجراء الصيغة الشرعية مبنياً على المهر المعلوم، يجعل الشرع المقدّس على ذمّة الزّوج وجوباً ذلك المهر الذي تعهّد به.

فلو قال وكيل الزّوجة لوكيل الزوج: زوّجت موكّلتي موكّلك على الصّداق المعلوم (وكان قدره مثلاً ألف دينار) وقال وكيل الزّوج قبلت لموكّلي على الصّداق المعلوم إستقرّ على ذمة الزّوج المهر ووجب أن يؤدي ذلك متى طالبته زوجته.

هذا بالنسبة إلى أصل المهر وأما بالنسبة إلى المقدار فلم يجبر الرجل على مقدار معيّن في الشريعة المقدسة، بل هذا بحسب الاتفاق بينهما قلّ أو كثر ويفهم من قوله تعالى: {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [النساء: 20]، أنّه لا حدّ للمهر من ناحية القلة ولا من ناحية الكثرة، فإنه يصحّ أن يعقد عليها بتعليم سورة من سور القرآن أو يعطيها قنطاراً من الذّهب.

وجاء التأييد على ذلك من قبل الإمام الصادق (عليه ‌السلام) حيث يقول: الصداق كلّ شيء تراضى عليه الناس قلّ أو كثر (1).

وأجاب الكناني أيضاً حينما سئله عن المهر ما هو؟ قال (عليه‌ السلام): ما تراضى عليه الناس (2).

استحباب تخفيف المهر

نعم فضل النبي الكريم بأن يكون مهر المرأة، أخف ما يكون والأفضل أن يكون كمهر بناته وأزواجه. كما روي عن الصادق عن رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله) قال: أفضل نساء اُمّتي أصبحهن وجهاً، وأقلهن مهراً (3).

وقال (عليه ‌السلام): من بركة المرأة خفة مؤنتها وتيسير ولدها ... (4).

وقال الصدوق: وروى أن من بركة المرأة قلة مهرها ومن شومها كثرة مهرها (5).

مقدار مهر أزواج النبي

كان من سنة النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) أن يتزوّج ويزوّج بناته بإثني عشر أوقية ونش وهو الذي يساوي خمسمأة درهم ويسمى بمهر السنة.

قال إبن خالد: قلت لأبي الحسن (عليه ‌السلام) جعلت فداك كيف صار مهر النساء خمسمائة درهم، اثنى عشرة أوقية ونش؟

قال: إن الله تبارك وتعالى أوجب على نفسه أن لا يكبره مؤمن مأة تكبيرة وسبحه مأة تسبيحة ويحمده مأة تحميده ويهلله مأة تهليلة ويصلي على محمد وآله مأة مرة ثم يقول: أللهم زوجني من الحور العين إلا زوجه الله عز وجل، فمن ثم جعل مهر النساء خمسمائة درهم وأيما مؤمن خطب إلى أخيه حرته وبذل له خمسمائة درهم فلم يزوجه فقد عقه واستحق من الله عز وجل أن لا يزوّجه حوراء (6).

وعن الصّادق عن أبيه (عليهما ‌السلام) قال: ما زوج رسول الله شيئاً من بناته ولا تزوج شيئاً من نسائه على أكثر من اثنى عشر أوقية ونش، يعنى نصف أوقية (7).

كيفية دفع المهر

يجب أن يدفع الزوج كل المهر إلى الزّوجة بعد أن بنى بها إن طالبته، ولها أيضاً أن تطالب بعض المهر لشراء ما تحتاجها إليه في البيت خصوصاً إذا تزوّج الرجل على صداق منه عاجل ومنه آجل.

فلها أن تمتنع حتى يوفى العاجل من المهر إليها (8) بل لها الإمتناع حتى تأخذ كل المهر.

كما طلب النبي من الإمام أمير المؤمنين (عليه ‌السلام) حين خطب منه فاطمة (عليها‌ السلام) أن يقدّم المهر كي يشتري بها ما تحتاجها فاطمة من لوازم المنزل.

روى علي بن عيسى الاربلي عن مجاهد، عن علي (عليه ‌السلام) قال، خطبت فاطمة إلى رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله).

قال: فهل عندك من شيء تستحلّها به؟

قلت: لا والله يا رسول الله.

فقال: ما فعلت بالدرع التي سلّحتكها؟

فقلت: عندي، والذي نفسي بيده إنّها لحطميّة ما ثمنها أربعمائة درهم.

قال: قد زوّجتكها، فابعث بها، فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله (عليها السلام) (9).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الكافي، ج 5، ص 378.

2ـ المصدر السابق.

3ـ المصدر السابق، ص 3.

4ـ تهذيب الأحكام، ج 2، ص 226.

5ـ من لا يحضره الفقيه، ج 2، ص 124.

6ـ سفينة البحار، ج 2، ص 562.

7ـ المصدر السابق.

8ـ انظر ما رواه الصادق في هذا المجال. مستدرك الوسائل، ج 15، ص 67.

9ـ مستدرك الوسائل، ج 15، ص 67. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.