أقرأ أيضاً
التاريخ: 7/11/2022
1307
التاريخ: 4-7-2016
3655
التاريخ: 2024-01-15
785
التاريخ: 28/11/2022
1199
|
قصيدة القرطبي والمتنزهات
ولما رقت حال أبي القاسم عامر بن هشام القرطبي (1) بقرطبة وزين له بعض أصحابه الرحلة إلى حضرة ملك الموحدين مراكش قال وذكر المنتزهات القرطبية:
يا هبة باكرت من نحو دارين ... وافت إلي على بعد تحييني
سرت على صفحات النهر ناشرة ... جناحها بين خيري ونسرين
ردت إلى جسدي روح الحياة وما ... خلت النسيم إذا ما مت يحييني
لولا تنسمها من نشر أرضكم ... ما أصبحت من أليم الوجد تبريني
مرت على عقدات الرمل حاملة ... من سركم خبرا بالوحي يشفيني
عرفت من عرفه ما لست أجهله (2) ... لما تنسم في تلك الميادين
نزوت من طرب لما هفا سحرا ... وظل ينشرني طورا ويطويني
خلت الشمال شمولا إذ سكرت بها ... سكرا بما لست أرجوه يمنيني
أهدت إلي أريجا من شمائلكم ... فقلت: قربني من كان يقصيني
وخلت من طمع أن اللقاء على ... إثر النسيم وأضحى الشوق يحدوني
فظلت ألثم من تعظيم حقكم ... مجر أذيالها والوجد ويغريني
مسارح كم بها سرحت من كمد ... قلبي وطرفي ولا سلوان يثنيني
بين المصلى إلى وادي العقيق وما ... يزال مثل اسمه مذ بان يبكيني
إلى الرصافة فالمرج النضير فوا ... دي الدير فالعطف من بطحاء عبدون
(542)
لباب عبد سقته السحب وابلها ... فلم يزل بكؤوس الأنس يسقيني
لا باعد الله عيني عن منازهه ... ولا يقرب لها أبواب جيرون
حاشا لها من محلات (3) مفارقة ... من شيق دونها في القرب محزون
أين المسير ورزق الله أدركه ... من دون جهد وتأميل يعنيني
يا من يزين لي الترحال عن بلدي ... كم ذا تحاول نسلا عند عنين
وأين يعدل عن أرجاء قرطبة ... من شاء يظفر بالدنيا وبالدين
قطر فسيح ونهر ما به كدر ... حفت بشطيه ألفاف البساتين
يا ليت لي عمر نوج في إقامتها ... وأن مالي فيه كنز قارون
كلاهما كنت أفنيه على نشوا ... ت الراح نهبا ووصل الخرد العين (4)
وإنما أسفي أني أهيم بها ... وأن حظي منها حظ مغبون
أرى بعيني ما لا تستطيل يدي ... له وقد حازه من قدره دوني
وأنكد الناس عيشا من تكون له ... نفس الملوك وحالات المساكين
يغض طرف التصابي حين تبهته ... قضبان نعمان في كثبان يبرين
قالوا: الكفاف مقيم قلت: ذاك لمن ... لا يستخف إلى بيت الزراجين
ولا يبلبله هب الصبا سحرا ... ولا يلطفه عرف الرياحين
ولا يهيم بتفاح الخدود ورما ... ن الصدور (5) وترجيع التلاحين
لا تجتنى راحة إلا على تعب ... ولا تنال العلا إلا على الهون
وصاحب العقل في الدنيا أخو كدر ... وإنما الصفو فيها للمجانين
يا آمري أن أحث العيس عن وطني ... لما رأى الرزق فيه ليس يرضيني
نصحت لكن لي قلبا ينازعني ... فلو ترحلت عنه حله دوني
لألزمن وطني طورا تطاوعني ... قود الأماني وطورا فيه تعصيني
(543)
مدللا بين عرفاني واضرب عن ... سير لأرض بها من ليس يدريني
هذا يقول غريب ساقه طمع ... وذاك حين أريه البر يجفوني
إليك عني آمالي فبعدك يه ... ديني وقربك يطغيني ويغويني
يا لحظ كل غزال لست أملكه ... يدنو وما لي حال منه تدنيني
ويا مدامة دير لا ألم به ... لولاكما كان ما أعطيت يكفيني
لأصبرن على ما كان من كدر ... لمن عطاياه بين الكاف والنون وتسمى هذه القصيدة عند أهل الأندلس " كنز الأدب " وقد أشرنا في الباب (6) الأول إلى كثير مما يتعلق بقرطبة، أعادها الله تعالى إلى الإسلام، فأغنى عن إعادته، وإن كان ذكره هنا أنسب، لأن ما تقدم إنما هو في ذكرها مع غيرها من بلاد الأندلس، وهذا الباب (7) لها بالاستقلال.
وأنشد أبو العاصي غالب بن أمية الموروري (8) لما جلس على نهر قرطبة بإزاء الربض ملتفتا إلى القصر، بديهة (9) :
يا قصر كم [قد] حويت من نعم ... عادت لقى في عوارض (10) السكك
يا قصر كم [قد] حويت من ملك ... دارت عليه دوائر الفلك
ابق بما شئت كل متخذ ... يعود يوما (11) بحال مترك وقال القاضي أبو الفضل عياض عند ارتحاله عن قرطبة (12) :
(544)
أقول وقد جد ارتحالي وغردت ... حداتي وزمت للفراق ركائبي
وقد غمضت من كثرة الدمع مقلتي ... وصارت هواء من فؤادي ترائبي
ولم يبق إلا وقفة يستحثها ... وداعي للأحباب لا للحبائب
رعى الله جيرانا بقرطبة العلا ... وجاد رباها بالعهاد السواكب
وحيا زمانا بينهم قد ألفته ... طليق المحيا مستلان الجوانب
أإخواننا بالله فيها تذكروا ... مودة جار أو مودة صاحب
غدوت بهم من برهم واحتفائهم ... كأني في أهلي وبين أقاربي
__________
(1) شاعر وشاح مترسل مشهور بالبطالة صلحت حاله بأخرة وأقبل على النسك (توفي سنة 623) - انظر التكملة رقم: 1944 والمغرب 1: 75.
(2) ك: ما كنت أجهله.
(3) ق ط: مجلات.
(4) ك: الحور والعين.
(5) دوزي: النهود.
(6) ق ك ط ج: الفصل.
(7) ق ك ط ج: الفصل.
(8) غالب بن أمية بن غالب الموروري (ويترجم له أيضا تحت أمية بن غالب) من شعراء القرن الرابع سكن قرطبة. (انظر ترجمته في التكملة رقم: 1955 والجذوة: 305 وبغية الملتمس رقم: 1275) والأبيات الوادة له مذكورة في هذه المصادر.
(9) حولت الأبيات حسب رواية النفح إلى الوزن الكامل امرفل، ولكنها جاءت مع أبيات أخرى في الجذوة والبغية على وزن المنسرح فلذلك عدلنا بها إلى ذلك الوزن.
(10) أصول النفح: بعوارض.
(11) أصول النفح: ما شئت فابق فكل متخذ يوما يعود.
(12) وردت الأبيات في ترجمة القاضي عياض في القلائد: 222 - 226 وانظر أزهار الرياض 3: 18.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|