المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



قواعد الرقابة  
  
1401   03:06 مساءً   التاريخ: 14-8-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص313 ـ 318
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-08 1139
التاريخ: 15-1-2023 1324
التاريخ: 22-12-2020 2187
التاريخ: 18-1-2016 2260

تعتبر التربية فن ظريف ولكنها معقدة وفيها دقائق الأمور المعنية، وأن لم تؤخذ تلك بنظر الاعتبار ستؤدي إلى عواقب وخيمة، أن مبدأ السيطرة مقبول ولكنه يجب أن يكون علمي ومنطقي.

ومن الأمور المهمة هي أن الطفل يجب أن لا يشعر بأنه تحت نظارة الأبوين دائماً لأن ذلك سيدفعه إلى التصنع والاعتياد عليه، وأن ترك هذا الأمر وإهماله سيؤدي إلى ما يلي: أولاً يقوم الطفل بتنفيذ أعماله سراً ليصبح فرداً مكاراً ومحتالاً.

ثانياً: يتشائم من الحياة ويصبح البيت له كالسجن.

ثالثاً: يتوقف نموه وابتكاره من كل جانب.

رابعاً: لا ينضج إدراكه وشعوره بالمسؤولية.

مبدأ الهداية

تعتبر الهداية مبدأ قبل الرقابة والسيطرة، يجب على الوالدين الأخذ بيد الطفل ووضعه في النقطة التي يجب ان يقف عندها مبدعاً ويسوقاه الى الهدف المعني.

وتعتبر الكثير من الأفعال الإنسانية غير صحيحة وغير مرغوبة بسبب عدم اشتمالها على الهداية.

والأمر المهم هو عندما يشاهد الأبوان انحرافاً من الطفل يسارعان إلى إرجاعه إلى الطريق المستقيم بعد أن يشرحوا له الانحراف الحاصل. وكذلك يمكن للأولياء أن يقوموا بهدايته على أساس المحبة والصفاء وأن يستعملوا الأسلوب المناسب لكي يهتم بذلك.

المهم في هداية الطفل هو السيطرة على رغباته، ولكن رعاية جميع المقررات مئة بالمئة وتطبيق القانون الانضباطي عليه كاملاً يعتبر من الأخطاء لأن ذلك يحرفه عن سبيل الرشد والصلاح العام وأن رقابتنا له ستكون غير مفيدة، الطفل حر في انتخابه وقراره وحركته إلى الأمام ولكن بمساعدة رقابة الآباء.

الابتعاد عن الاستبداد

الاستبداد مرفوض من قبل المذاهب التربوية المعاصرة والإسلام، لأن ذلك يؤدي إلى تخلف الطفل وهذا بحد ذاته سيكون درساً لانحراف الطفل في المستقبل.

يضغط بعض الأولياء ويهدد ويسلب حرية الأطفال وهو غافل عن أن هذا الأسلوب غير بنّاء ويجعله في خط المكر والخداع بالإضافة إلى عشرات الانحرافات الأخرى.

نحن لا نمنع استبداد الأولياء فقط وإنما نطلب منهم تحديد أنفسهم وإثبات تطور شخصيتهم من خلال ذلك. عدم السيطرة على النفس يؤدي إلى الفاجعة بالنسبة للطفل ويكون أرضاً خصبة للمفاسد الأخلاقية والسلوكية لهم.

محيط التفاهم

في موضوع الرقابة وتحديد الحرية من الضروري أن ينمو الأطفال في جو مملوء بالتفاهم والصفاء، تثبت التجارب إلى أن إيجاد محيط التفاهم والجو السلمي يكون سبباً للحضور الدائمي للوالدين في ميدان الذهن وحياة الطفل.

يجب أن تكون العلاقة مع الأبناء حميمة وهذا ما يسهل أمر السيطرة وتحديد الحرية. يمكن إجراء التحديدات في سلوك وقول وفعل الطفل بشرط أن يكون الأولياء أصدقاء للأطفال ويهيئون الظروف المناسبة لكي لا يشعر بالقلق أو الضغط.

ونوصي هنا بفتح باب الأنس والصفاء أمام الطفل قبل أي أمر أو نهي، حاولوا إبراز صداقتكم لهم، وجعلهم يستذوقون لذلك بصورة عملية، لأن لذلك تأثير بناء وإيجابي وقطعاً سيكون أكتر تأثيراً من أسلوب الحقد والإضرار.

المنع المنطقي

مع كل الفوائد الموجودة من الاعتناء والأنس والمودة والتفاهم في السيطرة على الحريات واجراء الرقابة يبقى هناك أمر مهم هو منطقية الرقابة وعقلانيتها بالنسبة للطفل والشاب بالشكل الذي يستطيعون فهمه وحتى وان كانوا قاصرين عن فهم سره ولكنهم سيطلعون لاحقاً على منطقيته ويعطون الحق لعمال الرقابة.

يجب أن يكون هناك توضيحاً لكل إقدام ومسير وهذا ما يتفق عليه جميع المربين سواء في البيت أو المدرسة لكي يكون الإصلاح أو الرقابة والهداية قائمة على أسس فكرية ومنطقية بالصورة التي يستطيع الفرد جذبها وهضمها ومن ثم الدفاع عنها. الإفراط والتفريط مضر بنفس مقدار الإهمال والفوضى.

ومن جوانبه العقلية أيضاً رعاية التدرج فيه لأنه يؤدي إلى نفوذ ورسوخ المسألة في النفس والروح البشرية، عادة يكون سر بقاء التعليم في نفس الطفل هو إلقاء الأمر المراد تلقينه بصورة تدريجية يتناسب مع ظروف نمو ووسع الطفل.

الإخلاص في العمل والصدق

ومن الأمور المهمة هي سيطرة الآباء على عواطفهم في موارد المنع والنهي وإقناع الأطفال بحسن نواياهم، ويجب ان يكون الاب صادق بقوله وفكره، وان منعوه عن شيء فإن ذلك لصلاحه وخيره ومنع الأضرار عنه.

من المؤسف حقا عدم صدق بعض الأولياء في أقوالهم وسلوكهم، فهم لا يستطيعون تطبيق ما يقولون له أي فعلهم يختلف عن قولهم يأمرون الطفل بالهدوء وهم فاقدون له بحيث تصل نزاعات الأبوين إلى أسوأ مستوى.

عين وأذن الأطفال متوجهة إلى سلوك وحالات الأبوين ومواقفهم وان شخصوا تفاوتاً بين اعمالهم واقوالهم فإنهم سيهملونهم وتصبح شخصياتهم مكسورة عندهم وعديمة القيمة، ومن الأسباب التي تدعوا الى اهمال الأطفال لأوامر ونواهي الوالدين والمربين وغض النظر عن تذكراتهم ونياتهم الخيرة هي انهم أناس غير صادقين.

وما نعنيه هو الاهتمام بمشاعر وعواطف الأطفال وعالمهم المملوء بالصفاء والمودة وكذلك العناية بلطافة روحهم وحساسيتها لأن بناء شخصية الوالدين في ذات الطفل أمر عسير جداً بعكس التهديم فانه بسير جداً.

نكات أساسية في الرقابة

من النكات التي يلزم رعايتها هنا هي:

- يجب أن لا تكون جميع القواعد المقررة من قبلنا لازمة الإطاعة من قبلهم لأنه لا يعلم مدى انطباقها مع رغبات الطفل ومستواه الفكري.

- الابتعاد عن الشدة المبالغ فيها لأنه سيشعر بثقلها على عاتقه.

- لا ندعه حراً في كل ما يريد ولكننا نهتم بعلاقاته وحاجاته المشروعة.

- لا نحاول رقابة جميع أفعاله الجزئية لأن ذلك سيعسر الحياة علينا وعلى الطفل.

- يجب عدم الاستسلام إلى بكاء الطفل من أجل كسب حرياته غير المشروعة وبنفس الوقت لا نلجأ إلى أسلوب العقوبة لإسكاته.

- يجب أن لا تكون أساليب السيطرة بالشكل الذي يؤدي إلى التربية السيئة أو تسبب فسادها من جانب آخر عندما نريد إصلاحها من جانب.

- الأوامر والنواهي المبالغ بها تكون فاقدة للقيمة وستكون واجدة للعقد في مجال السيطرة وهذا ما سيسبب الأضرار الكثيرة.

- التهديد باستعمال الضرب في حالة عدم السكوت ليس العلاج الحقيقي لهذا.

يجب التقدم في بعض الموارد عن طريق التغافل وغض النظر لأن الطفل لا يصدر منه إلا الأفعال الطفولية، ومع ذلك فإن الإفراط بالعفو والتغافل يؤدي إلى التحلل والضعف الأخلاقي. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.