الآثار الاجتماعية والعمرانية والثقافية : للنقل عدة آثار اجتماعية وعمرانية وثقافية أهمها:

1- ساعد النقل ولايزال على ظهور العديد من المدن منذ القدم لاسيما النقل النهري في الماضي والنقل البري في الوقت الحاضر، والشواهد على ذلك كثيرة, ولا يقتصر ارتباط المدن بالأنهار على أنها توفر مياه الشرب والري لسكان هذه المدن فحسب بل إن النهر طريق طبيعي لا يحتاج إلى تكاليف كثيرة في حالتي الإنشاء والصيانة، ومن ثم يعد أقل أنواع النقل تكلفة, كما أن للنقل وتطوره دورا كبيرا في تطور أحجام المدن وظهور نماذج عمرانية جديدة في الوقت الحاضر مثل ظهور ما يعرف بالضواحي التابعة للمدن الكبيرة.

2- يساعد النقل في تقليل الفوارق فيما بين سكان الأقاليم في كثير من الدول من جهة، وفيما بين سكان الدول المختلفة من جهة أخرى ، وذلك نتيجة لسرعة انتقال الأفكار والمعلومات وغيرها بين المدن والقرى في الدولة الواحدة، وبين مدن وقرى دول العالم فأدى ذلك إلى إخراج الأرياف والبوادي وغيرها من المناطق النائية من عزلتها.

3- يساعد النقل على الهجرة وزيادة أعداد المهاجرين، فأسهم مساهمة كبيرة في توزيع السكان في العالم، حيث أدى تطور وسائل النقل لاسيما النقل البحري منها إلى زيادة هجرة الأوربيين على سبيل المثال إلى الأميركتين وأستراليا وما جاورها، وهجرة كثير من أبناء الشعوب الأخرى إليها وإلى قارات العالم الأخرى، كذلك أدى تطور النقل ووسائله إلى زيادة حجم الهجرة الداخلية لاسيما بين القرى والمدن.

4- يسهل النقل انتشار الأفكار والمعلومات والمعارف والعلوم والآداب والفنون بين أقاليم العالم المختلفة، كما يساعد على رقيها وتطورها عن طريق تسهيل انتشار دور العلم والمعرفة المختلفة وانتقال الطلاب إليها, فعلى سبيل المثال الكثير من الجامعات في دول العالم أنشئت أساسا لاستقبال وتعليم طلاب من خارج حدود هذه الدول التي أنشئت فيها.