المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



قصور بني ذي النون  
  
1869   01:43 صباحاً   التاريخ: 30-7-2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1، ص: 528
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-13 877
التاريخ: 2024-05-06 593
التاريخ: 7/11/2022 1616
التاريخ: 2024-01-07 937

 

قصور بني ذي النون

وتذكرت بما وصفه من مجلس الناصر ما حكاه غير واحد عن القصر العظيم الذي شاده ملك طليطلة المأمون ابن ذي النون بها (1) ، وذلك أنه أتقنه إلى الغاية، وأنفق عله أموالا طائلة، وصنع في وسطه بحيرة، وصنع في وسط البحيرة قبة من زجاج ملون منقوش بالذهب، وجلب الماء على رأس القبة بتدبير أحكمه المهندسون، فكان الماء ينزل من أعلى القبة على جوانبها محيطا بها ويتصل بعضه ببعض، فكانت قبة الزجاج في غلالة مما سكب (2) خلف الزجاج لا يفتر من الجري، والمأمون قاعد فيها لا يمسه من الماء شيء ولا يصله، وتوقد في الشموع فيرى لذلك منظر بديع عجيب، وبينما هو فيها مع جواريه (3) ذات ليلة إذ سمع منشدا ينشد:

أتبني بناء الخالدين، وإنما ... بقاؤك (4) فيها لو علمت قليل

لقد كان في ظل الأراك كفاية ... لمن كل يوم يقتضيه رحيل

 (528)

فنغص عليه حاله، وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، أظن أن الأجل قد قرب (5) ، فلم يلبث بعدها غير شهر وتوفي، ولم يجلس في تلك القبة بعدها، وذلك سنة 467، تجاوز الله تعالى عنه، هكذا حكاه بعض مؤرخي المغرب.

وقد ذكر في غير هذا الموضع من هذا الكتاب حكاية هذه القبة بلفظ ابن بدرون (6) شارح العبدونية فليراجع.

وتذكرت هنا قول أبي محمد المصري (7) في صفة قصر طليطلة:

قصر يقصر عن مداه الفرقد ... عذبت مصادره وطاب المورد

نشر الصباح عليه ثوب مكارم ... فعليه ألوية السعادة تعقد

وكأنما المأمون في أرجائه ... بدر تمام قابلته أسعد

وكأنما الأقداح في راحاته ... بد جماد ذاب فيه العسجد وله في صفة البركة والقبة عليها:

شمسية الأنساب بدرية ... يحار في تشبيهها الخاطر

كأنما المأمون بدر الدجى ... وهي عليه الفلك الدائر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) الذخيرة 4: 102 وما بعدها.

(2) ق ط ج: من ماء سكب.

(3) ق: وجواريه.

(4) ك: مقامك.

(5) ق: أظن الأجل قرب.

(6) ق: ابن زيدون - وهو خطأ - .

(7) الذخيرة 4: 109.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.