أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-3-2016
13962
التاريخ: 24-7-2016
1878
التاريخ: 17-6-2017
2582
التاريخ: 27-09-2015
4357
|
أبو الحسن المعروف بابن لنكك البصري الشاعر الأديب، كان فرد البصرة وصدر أدبائها في زمانه، أدركته حرفة الأدب فقصر به جهده عن بلوغ الغاية التي كانت تسمو إليها نفسه، إذ كان التقدم في زمنه لأبي الطيب المتنبي وأبي رياش اليمامي فكسدت بضاعته بنفاق سوقهما وانحط نجحه عن مطلع سعادتهما فولع بثلبهما والتشفي بهجوهما وذمهما فكان أكثر شعره في شكوى الزمان وأهله وجاء شعراء عصره وكان أبلغ شعره ما لم يتجاوز البيتين والثلاثة وكان يروي قصيدة دعبل التي أولها:
(مدارس آيات خلت
من تلاوة)
يرويها عن أبي الحسين العباداني عن أخيه عن دعبل
ورواها عنه ابن جخجخ النحوي ومن شعره: [الخفيف]
(نحن والله في زمان غشوم ... لو رأيناه في
المنام فزعنا)
(يصبح الناس فيه من سوء حال ... حق من مات منهم
أن يهنا)
وقال: [البسيط]
(جار الزمان علينا في تصرفه ... وأي دهر على
الأحرار لم يجر)
(عندي من الدهر ما لو أن أيسره ... يلقى على
الفلك الدوار لم يدر)
وقال: [المنسرح]
(نحن من الدهر في أعاجيبا ... فنسأل الله صبر أيوبا)
(أقفرت الأرض من محاسنها ... فابك عليها بكاء يعقوبا)
وقال: [الوافر]
(زمان قد تفرغ للفضول ... وسوَّد كل ذي حمق جهول)
(فإن أحببتم فيه ارتفاعا ... فكونوا جاهلين بلا عقول)
وقال:
[الوافر]
(يعيب الناس كلهم الزمانا ... وما لزماننا عيب سوانا)
(نعيب زماننا والعيب فينا ... ولو نطق الزمان
إذا هجانا)
(ذئاب كلنا في زي ناس ... فسبحان الذي فيه برانا)
(يعاف الذئب يأكل لحم ذئب ... ويأكل بعضنا بعضا عيانا)
وقال أيضا: [الوافر]
(أقول لعصبة بالفقه صالت ... وقالت ما خلا ذا
العلم باطل)
(أجل لا علم يوصلكم سواه ... إلى مال اليتامى والأرامل)
(أراكم تقلبون الحكم قلبا ... إذا ما صب زيت في القنادل)
القنادل والقناديل، بمعنى وصب الزيت فيه كناية
عن الرشوة. وقال: [الوافر]
(مضى الأحرار وانقرضوا وبادوا ... وخلفني الزمان
على علوج)
(وقالوا قد لزمت البيت جدا ... فقلت لفقد فائدة الخروج)
(فمن ألقى إذا أبصرت فيهم ... قرودا راكبين على السروج)
(زمان عز فيه الجود حتى ... كأن الجود في أعلى البروج)
وقال: [مجزوء الرمل]
(يا زمانا ألبس الأحرار ... ذلا ومهانة)
(لست عندي بزمان ... إنما أنت زَمانه)
(كيف نرجو منك خيرا ... والعلى فيك مهانه)
(أجنون ما نراه ... منك يبدو أم مجانه)
وقال يهجو أبا رياش اليمامي الشاعر المشهور: [الكامل]
(نبئت أن أبا رياش قد حوى ... علم اللغات وفاق
فيما يدعي)
(من مخبري عنه فإني سائل ... من كان حنَّكه بـ...
الأصمعي)
وقال يهجو أبا الطيب المتنبي وكان يزعم أن أباه
كان سقّاء بالكوفة: [البسيط]
(قولا لأهل زمان لا خلاق لهم ... ضلوا عن الرشد
من جهل بهم وعموا)
(أعطيتم المتنبي فوق منيته ... فزوجوه برغمٍ أمهاتكم)
(لكن بغداد جاد الغيث ساكنها ... نعالهم في قفا
السقاء تزدحم)
وقال فيه أيضا: [المجتث]
(ما أوقح المتنبي ... فيما حكى وادعاه)
(أبيح مالا عظيما ... حتى أباح قفاه)
(يا سائلي عن غناه ... من ذاك كان غناه)
(إن كان ذاك نبيا ... فالجاثليق إلاه)
وقال فيه: [الخفيف]
(متنبيكم ابن سقاء كوفان ... ويوحى من الكنيف إليه)
(كان من فيه يسلح الشعر حتى ... سلحت فقحة
الزمان عليه)
وقال
في الرملي الشاعر: [مجزوء الرمل]
(حلف الرملي فيما ... قص عني وحكاه)
(يدعي يوم اصطلحنا ... أنني قبلت فاه)
(لم أقبل فاه لكن ... قبلت نعلي قفاه)
وقال في مبرمان النحوي: [الوافر]
(صداع من كلامك يعترينا ... وما فيه لمستمع بيان)
(مكابرة ومخرقة وبهت ... لقد أبرمتنا يا مبرمان)
وقال: [الطويل]
(تولى شباب كنت فيه منعما ... تروح وتغدو دائم الفرحات)
(فلست تلاقيه ولو سرت خلفه ... كما سار ذو
القرنين في الظلمات)
وقال: [الخفيف]
(قد شربنا على شقائق روض ... شربت عبرة السحاب السكوب)
(صبغت من دم القلوب فما تبصر ... إلا تعلقت بالقلوب)
وقال أيضا -وفيه الإيماء إلى حديث امرء القيس
قائد الشعراء إلى النار -: [الوافر]
(إذا خفق اللواء علي يوما ... وقد حمل امرؤ
القيس اللواء)
(رجوت الله لا أرجو سواه ... لعل الله يرحم من أساء)
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية والثقافية يجري اختبارات مسابقة حفظ دعاء أهل الثغور
|
|
|