الأحلاف المؤقتة والأحلاف الدائمة :

الأحلاف المؤقتة هي التي تحدد لها فترة زمنية معينة ينص عليها في متن المحالفة سواء طالت هذه المدة أم قصرت، فقد تكون خمسين سنة مثل التحالف بين فرنسا وبريطانيا الذي أبرم في ٤ مارس عام ١٩٤٧، أو عشر سنوات مثل التحالف بين الولايات المتحدة وأسبانيا المبرم في ٢٦ سبتمبر عام ١٩٥٣، أو سبع سنوات مثل التحالف بين مصر وبريطانيا الذي أبرم في ١٨ نوفمبر عام١٩٥٤ بشأن قناة السويس الذي ألغته الحكومة المصرية في أول يناير عام ١٩٥٧ لاشتراك بريطانيا في العدوان الثلاثي على مصر في أكتوبر عام ١٩٥٦ .

أما التحالف الدائم فهو الذي لا يحدد له أجل معين أو تاريخ محدد لنهايته. وفي الواقع إن التفرقة بين التحالف الدائم والمؤقت تعد شكلية أكثر منها موضوعية. فبالرجوع إلى نصوص التحالف نستطيع الحكم إذا كان التحالف مؤقتا أو دائما، ولكننا لا نستطيع أن نتغلغل في ضمير المتحالفين لنعرف ما إذا كانت نيتهم أن يظلوا دائمين أم لا. فالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تنظر كل منهما إلى الأخرى على أنها حليفة دائمة رغم أن الحلف الذي أبرم بينهما هو حلف شمال الأطلنطي الذي يقتضى ميثاقه بأن مدته عشرون عاما، ولكنهما حليفان دائمان، كما تدل العلاقة السياسية والعسكرية بينهما منذ وقت طويل.

والواقع أن التحالف بين دول ذات أنظمة سياسية واحدة، وأنظمة اجتماعية واقتصادية متشابهة وذات أيديولوجية مشتركة يجعل من الدول حليفات دائمات ولو كانت المحالفة مؤقتة، كما ذكرنا بالنسبة للولايات المتحدة البريطانية، بينما نجد المحالفات التي تبرم بين دول تختلف في نظمها السياسية والاجتماعية والاقتصادية تجعل منها حليفا غير دائم ولو كانت المحالفة دائمة مثل التحالف الذي تم بين الولايات المتحدة وبريطانيا مع روسيا أثناء الحرب العالمية الثانية. وعموما فإن دوام الحلف أو تحديده يستند إلى عنصر قانونى يتمثل في مدة سريان الحلف كما حددت في الاتفاق، وعنصر سياسي يتمثل في العلاقة السياسية التي تربط بين المتحالفين، وفي عنصر تأسيسي يتمثل في قوة الهيئات التي تنشأ للإشراف على سياسة الحلف التي تعمل لتدعيمه.