المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

أسامي القرآن ووجه التسمية بها
3-05-2015
 حامض الكبريتيك يزيل الماء من المركبات، وله قدرة على هذا الفعل
29-11-2015
تخليل الزيتون الاخضر
2024-01-08
ثكلتك امك!!
16-12-2020
الخواجة محمد بن محمود الدهدار الشيرازي
18-8-2020
اجبار الطفل
19-6-2016


تراث الإمام المرتضى عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام )  
  
1893   06:12 مساءً   التاريخ: 1-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 2، ص225-226
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-4-2016 4744
التاريخ: 7-02-2015 3165
التاريخ: 14-4-2016 3095
التاريخ: 14-4-2016 8014

إنّ أوّل عمل اهتمّ به الإمام ( عليه السّلام ) بعد وفاة الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) - وقد كان بوصية منه ( صلّى اللّه عليه وآله ) - هو جمعه للقرآن الكريم ، وامتاز بترتيبه حسب النزول وتضمّن معلومات فريدة عن شأن النزول والتفسير والتأويل الذي تحتاجه امّة محمّد ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، وقد عرضه على الخليفة الأوّل فقال : لا حاجة لنا به ، فأشار ( عليه السّلام ) إلى أنّهم سوف لا يحصلون عليه بعد ذلك اليوم ، وهكذا كان ، والمعروف أنّه يتوارثه الأئمّة من أبنائه ( عليهم السّلام ) .

واثر عن الإمام ما سمّي بالصحيفة التي تضمّنت أحكام الدّيات ، وقد روى عنها البخاري ومسلم وابن حنبل ، كما اثر عنه ما سمّي بالجامعة التي تضمّنت أو جمعت كلّ ما يحتاج اليه الناس من حلال وحرام ، ووصفها الإمام الصادق بأنّ طولها سبعون ذراعا ، وليس من قضية إلّا وهي فيها حتى أرش الخدش .

وتضمّن كتاب الجفر ما يرتبط بحوادث المستقبل وصحف الأنبياء السابقين ، وقد يشبهه مصحف فاطمة وهو ما أملته عليه فاطمة الزهراء ( عليها السّلام ) بعد وفاة أبيها ممّا كانت تلهم به من مفاهيم[1]. وكلّ هذه الكتب تعتبر من مواريث الإمامة التي يتناقلها الأئمّة ( عليهم السّلام ) إمّاما بعد إمام .

وقد تصدّى جمع من علماء الامّة إلى جمع ما اثر عن الإمام ( عليه السّلام ) من خطب ورسائل وكلمات ، وسمّيت بأسماء تتناسب مع أغراض جامعيها ، وأوّلها وأشهرها ما سمّي ب ( نهج البلاغة ) للشريف الرضي المتوفى ( 404 ه ) ، وقد انطوى على روائع فكر الإمام في شتى المجالات العقائدية والأخلاقية وأنظمة الحكم والإدارة والتأريخ والاجتماع وعلم النفس والدعاء والعبادة وسائر العلوم الطبيعية والإنسانية ، وهو ما اختاره الشريف الرضي من خطبه ورسائله ووصاياه وكلماته البليغة . ومن هنا فقد تصدّى علماء آخرون لجمع ما لم يجمعه الشريف الرضي وسمّي بمستدركات نهج البلاغة .

وجمع النسائي المتوفى ( 303 ه ) ما رواه الإمام علي عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وسمّاه ب ( مسند الإمام عليّ ( عليه السّلام ) .

وجمع الآمدي ( المتوفّى بين 520 و 550 ه ) قصار كلماته الحكمية وسمّاها ب ( غرر الحكم ودرر الكلم ) .

وجمع أبو إسحاق الوطواط ( المتوفّى بين 553 و 583 ه ) من كلامه ما سمّاه ب ( مطلوب كلّ طالب من كلام عليّ بن أبي طالب ) . واثرت عن الجاحظ المتوفى ( 255 ه ) ( مائة كلمة ) للإمام عليّ ( عليه السّلام ) و ( نثر اللئالي ) جمع الطبرسي صاحب مجمع البيان ، وكتاب صفّين لنصر بن مزاحم اشتمل على مجموعة من خطبه وكتبه . و ( الصحيفة العلوية ) وهي مجموعة من الأدعية التي اثرت عنه ( عليه السّلام ) .

 


[1] أصول الكافي : الجزء الأول باب ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة . وراجع : سيرة الأئمّة الاثني عشر : 1 / 96 - 99 و 274 - 294 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.