المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

وكالات الأنباء الدولية
16-8-2022
بيعة العقبة الثانية
3-6-2021
الصفات العامة لكوكب عطارد وتركيبه
4-3-2022
من تراث المرتضى: الامام المهدي
4-5-2022
خط تساوي الجهارة equal loudness contour
23-1-2019
تحضير 1-(5,2- ثنائي هيدروكسي فنيل) -3- فنيل -2- بروبين -1- اون (27)
2024-05-30


وصيّته للإمام الحسين (عليه السلام)  
  
3163   02:44 مساءاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج6, ص35-38.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

أوصى الامام علي (عليه السلام) أبنه الامام الحسين (عليه السلام) حيث قال : يا بنيّ! اوصيك بتقوى الله في الغنى والفقر وكلمة الحقّ فى الرّضى والغضب والقصد فى الغنى والفقر وبالعدل على الصّديق والعدوّ وبالعمل في النّشاط والكسل والرّضى من الله في الشّدّة والرّخاء.

وحفلت هذه الفقرات بجميع القيم الكريمة والمثل الإنسانية وقد غرسها في أعماق سيّد الشهداء وأبي الأحرار لتكون منهجا له في حياته ويأخذ الإمام في وصيّته قائلا : واعلم أي بنيّ! إنّه من أبصر عيب نفسه شغل عن عيب غيره , ومن رضي بقسم الله لم يحزن على ما فاته ومن سلّ سيف البغي قتل به , ومن حفر بئرا لأخيه وقع فيها ومن هتك حجاب غيره انكشفت عورات بيته ومن نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره ومن كابد الامور عطب ومن اقتحم الغمرات غرق , ومن اعجب برأيه ضلّ ومن استغنى بعقله زلّ ومن تكبّر على النّاس ذلّ ومن سفه عليهم شتم ومن دخل مداخل السّوء اتّهم ومن خالط الأنذال حقّر ومن جالس العلماء وقّر ومن مزح استخفّ به , ومن اعتزل سلم ومن ترك الشّهوات كان حرّا ومن ترك الحسد كانت له المحبّة عند النّاس.

أرأيتم هذه الوصايا القيّمة التي تسمو بالإنسان وتجعله في مصاف الملائكة! وحسبها عظمة أنّها وصايا إمام المتّقين وسيّد العارفين .

ويأخذ الإمام في وصيّته قائلا : يا بنيّ! عزّ المؤمن غناه عن النّاس والقناعة مال لا ينفد ومن أكثر ذكر الموت رضي من الدّنيا باليسير ومن علم أنّ كلامه من عمله قلّ كلامه إلاّ فيما ينفعه العجب ممّن خاف العقاب ورجا الثّواب فلم يعمل الذّكر نور , والغفلة ظلمة والجهالة ضلالة والسّعيد من وعظ بغيره والأدب خير ميراث وحسن الخلق خير قرين.

يا بنيّ! رأس العلم الرّفق وآفته الخرق ومن كنوز الإيمان الصّبر على المصائب , والعفاف زينة الفقر والشّكر زينة الغنى ومن أكثر من شيء عرف به ومن كثر كلامه كثر خطؤه ومن كثر خطاؤه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قلّ ورعه مات قلبه ومن مات قلبه دخل النّار.

يا بنيّ! لا تؤيس مذنبا فكم من عاكف على ذنبه ختم له بخير وكم من مقبل على عمله مفسد له في آخر عمره صائر إلى النّار من تحرّى الصّدق خفّت عليه الامور.

يا بنيّ! كثرة الزّيارة تورث الملالة.

يا بنيّ! الطّمأنينة قبل الخبرة ضدّ الحزم وإعجاب المرء بنفسه يدلّ على ضعف عقله.

أرأيتم هذه الحكم التي تفجّرت من أمير البيان وهي تبني صرحا للأخلاق والآداب؟ وتؤسّس مناهج التربية التي ترفع مستوى الإنسان وتجعله خليفة الله في أرضه؟ ويستمر الإمام في وصيّته قائلا :

يا بنيّ! كم من نظرة جلبت حسرة! وكم من كلمة جلبت نعمة , لا شرف أعلى من الإسلام ولا كرم أعلى من التّقوى ولا معقل أحرز من الورع ولا شفيع أنجح من التّوبة ولا لباس أجمل من العافية , ولا مال أذهب للفاقة من الرّضى بالقوت ومن اقتصر على بلغة الكفاف تعجّل الرّاحة وتبوّأ خفض الدّعة الحرص مفتاح التّعب ومطيّة النّصب وداع إلى التّقحّم في الذّنوب والشّرّ جامع لمساوي العيوب وكفاك أدبا لنفسك ما كرهته من غيرك لأخيك مثل الّذي عليك ومن تورّط في الامور من غير نظر في الصّواب فقد تعرّض لمفاجأة النّوائب التّدبير قبل العمل يؤمنك النّدم من استقبل وجوه العمل والآراء عرف مواقع الخطأ الصّبر جنّة من الفاقة في خلاف النّفس رشدها السّاعات تنتقص الأعمار ويل للباغين من أحكم الحاكمين وعالم بضمير المضمرين بئس الزّاد للمعاد العدوان على العباد في كلّ جرعة شرقة وفي كلّ اكلة غصص لا تنال نعمة إلاّ بفراق اخرى ما أقرب الرّاحة من التّعب! والبؤس من النّعيم! والموت من الحياة! فطوبى لمن أخلص لله عمله وعلمه وحبّه وبغضه وأخذه وتركه وكلامه وصمته وبخّ بخّ لعالم علم فكفّ وعمل فجدّ وخاف التباب  فأعدّ واستعدّ إن سئل أفصح وإن ترك سكت كلامه صواب وصمته من غير عيّ جواب , والويل كلّ الويل لمن بلي بحرمان وخذلان وعصيان واستحسن لنفسه ما يكرهه لغيره من لانت كلمته وجبت محبّته من لم يكن له حياء ولا سخاء فالموت أولى به من الحياة لا تتمّ مروءة الرّجل حتّى لا يبالي أيّ ثوبيه لبس ولا أيّ طعاميه أكل .. .

وأنت ترى هذه الوصية قد تمثّلت بها جميع القيم التربوية والأخلاقية التي تكون منهجا لحياة فضلى تتوفّر فيها آداب السلوك ومحاسن الفضائل.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.