أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-4-2016
2943
التاريخ: 1-5-2022
1766
التاريخ: 13-3-2019
1874
التاريخ: 20-4-2016
3273
|
أوصى الامام علي (عليه السلام) أبنه الامام الحسين (عليه السلام) حيث قال : يا بنيّ! اوصيك بتقوى الله في الغنى والفقر وكلمة الحقّ فى الرّضى والغضب والقصد فى الغنى والفقر وبالعدل على الصّديق والعدوّ وبالعمل في النّشاط والكسل والرّضى من الله في الشّدّة والرّخاء.
وحفلت هذه الفقرات بجميع القيم الكريمة والمثل الإنسانية وقد غرسها في أعماق سيّد الشهداء وأبي الأحرار لتكون منهجا له في حياته ويأخذ الإمام في وصيّته قائلا : واعلم أي بنيّ! إنّه من أبصر عيب نفسه شغل عن عيب غيره , ومن رضي بقسم الله لم يحزن على ما فاته ومن سلّ سيف البغي قتل به , ومن حفر بئرا لأخيه وقع فيها ومن هتك حجاب غيره انكشفت عورات بيته ومن نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره ومن كابد الامور عطب ومن اقتحم الغمرات غرق , ومن اعجب برأيه ضلّ ومن استغنى بعقله زلّ ومن تكبّر على النّاس ذلّ ومن سفه عليهم شتم ومن دخل مداخل السّوء اتّهم ومن خالط الأنذال حقّر ومن جالس العلماء وقّر ومن مزح استخفّ به , ومن اعتزل سلم ومن ترك الشّهوات كان حرّا ومن ترك الحسد كانت له المحبّة عند النّاس.
أرأيتم هذه الوصايا القيّمة التي تسمو بالإنسان وتجعله في مصاف الملائكة! وحسبها عظمة أنّها وصايا إمام المتّقين وسيّد العارفين .
ويأخذ الإمام في وصيّته قائلا : يا بنيّ! عزّ المؤمن غناه عن النّاس والقناعة مال لا ينفد ومن أكثر ذكر الموت رضي من الدّنيا باليسير ومن علم أنّ كلامه من عمله قلّ كلامه إلاّ فيما ينفعه العجب ممّن خاف العقاب ورجا الثّواب فلم يعمل الذّكر نور , والغفلة ظلمة والجهالة ضلالة والسّعيد من وعظ بغيره والأدب خير ميراث وحسن الخلق خير قرين.
يا بنيّ! رأس العلم الرّفق وآفته الخرق ومن كنوز الإيمان الصّبر على المصائب , والعفاف زينة الفقر والشّكر زينة الغنى ومن أكثر من شيء عرف به ومن كثر كلامه كثر خطؤه ومن كثر خطاؤه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قلّ ورعه مات قلبه ومن مات قلبه دخل النّار.
يا بنيّ! لا تؤيس مذنبا فكم من عاكف على ذنبه ختم له بخير وكم من مقبل على عمله مفسد له في آخر عمره صائر إلى النّار من تحرّى الصّدق خفّت عليه الامور.
يا بنيّ! كثرة الزّيارة تورث الملالة.
يا بنيّ! الطّمأنينة قبل الخبرة ضدّ الحزم وإعجاب المرء بنفسه يدلّ على ضعف عقله.
أرأيتم هذه الحكم التي تفجّرت من أمير البيان وهي تبني صرحا للأخلاق والآداب؟ وتؤسّس مناهج التربية التي ترفع مستوى الإنسان وتجعله خليفة الله في أرضه؟ ويستمر الإمام في وصيّته قائلا :
يا بنيّ! كم من نظرة جلبت حسرة! وكم من كلمة جلبت نعمة , لا شرف أعلى من الإسلام ولا كرم أعلى من التّقوى ولا معقل أحرز من الورع ولا شفيع أنجح من التّوبة ولا لباس أجمل من العافية , ولا مال أذهب للفاقة من الرّضى بالقوت ومن اقتصر على بلغة الكفاف تعجّل الرّاحة وتبوّأ خفض الدّعة الحرص مفتاح التّعب ومطيّة النّصب وداع إلى التّقحّم في الذّنوب والشّرّ جامع لمساوي العيوب وكفاك أدبا لنفسك ما كرهته من غيرك لأخيك مثل الّذي عليك ومن تورّط في الامور من غير نظر في الصّواب فقد تعرّض لمفاجأة النّوائب التّدبير قبل العمل يؤمنك النّدم من استقبل وجوه العمل والآراء عرف مواقع الخطأ الصّبر جنّة من الفاقة في خلاف النّفس رشدها السّاعات تنتقص الأعمار ويل للباغين من أحكم الحاكمين وعالم بضمير المضمرين بئس الزّاد للمعاد العدوان على العباد في كلّ جرعة شرقة وفي كلّ اكلة غصص لا تنال نعمة إلاّ بفراق اخرى ما أقرب الرّاحة من التّعب! والبؤس من النّعيم! والموت من الحياة! فطوبى لمن أخلص لله عمله وعلمه وحبّه وبغضه وأخذه وتركه وكلامه وصمته وبخّ بخّ لعالم علم فكفّ وعمل فجدّ وخاف التباب فأعدّ واستعدّ إن سئل أفصح وإن ترك سكت كلامه صواب وصمته من غير عيّ جواب , والويل كلّ الويل لمن بلي بحرمان وخذلان وعصيان واستحسن لنفسه ما يكرهه لغيره من لانت كلمته وجبت محبّته من لم يكن له حياء ولا سخاء فالموت أولى به من الحياة لا تتمّ مروءة الرّجل حتّى لا يبالي أيّ ثوبيه لبس ولا أيّ طعاميه أكل .. .
وأنت ترى هذه الوصية قد تمثّلت بها جميع القيم التربوية والأخلاقية التي تكون منهجا لحياة فضلى تتوفّر فيها آداب السلوك ومحاسن الفضائل.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|