جودة المنتج السياحي العربي :

 تبدو قيمة الجودة بوضوح في صناعة السياحة، نظراً لكونهـا صـناعة خدميـة يتراوح فيها مستوى الأداء بشكل كبير طبقاً لمستوى التعليم والتخصص والتدريب والخبرة في من يقدم الخدمة السياحية على اختلاف أنواعها هـذا مـن جانب العنصر البشري، ومن جانب المقومات المادية في الصناعة السياحية، فإن المواصفات ومعايير التصنيف ومعايير التصنيف بالنسبة للمنشآت السياحية تعتبر مجالاً لقياس درجة الجودة في كل فئة منها. وهناك جانب ثالث مؤثر في درجة الجودة في القطاع السياحي وهـو مستوى الخدمات العامة في المقصد السياحي مـن خـدمات صحية وخدمات النقـل والمرور والنظافة العامة فضلاً عن خدمات منفـذ الـدخول أو ما يطلق عليـه مفهـوم الجودة الشاملة للمقصد السياحي.

يرتبط هذا المحور بدرجة وثيقة بجهود التعليم السياحي وبرامج التدريب المتطورة للعاملين بالقطاع، وكذلك للعاملين بقطاعات أخـرى ذات صلة بالسائحين، وتعـود أهمية هذا المحور إلى التنافس الشديد القائم بين المقاصد السياحية على جذب الحركة السياحية بشتى السبل وتتوزع المسؤولية في هذا المحور على كل مـن الجانبين الرسمي والقطاع الخاص على حد سواء.

إن من أبرز القضايا والتحديات في مجال جودة المنتج السياحي العربي ضعف تأهيل كوادر متخصصة في البلاد العربية تستطيع التعامل مع السائح، والاختلاف بين المواصفات ومعايير التصنيف بمستوى الجودة بين الدول يؤثر على قيمة الجـودة الـتي تقدم للسائح. والتناف شديد على جذب السياح بين المقاصد السياحية في الدول العربية ، الكم وليس النوع يؤثر سلبياً على مستوى الجودة، إضافة إلى تعـدد الهيئات الرقابية والتشريعية للمرافق السياحية ، وعدم وجود شروط موحدة للمهن السياحية ، وتصنيف المنشآت السياحية والإرشاد السياحي بين الدول العربية.