المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تعارض الاستصحابين
28-5-2020
[باتجاه عاشوراء]
19-5-2019
قانون أفوجادرو Avogadros law
28-5-2017
التخطيط لتدريس الرياضيات-6
15-4-2018
Brahmagupta Matrix
17-9-2019
المداخلة التلفزيونية
25-1-2022


هجرة علي (عليه السلام) إلى المدينة  
  
21265   04:51 مساءً   التاريخ: 14-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص88-89
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

خرج علي بالفواطم فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب وزاد بعضهم فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب ، وتبعهم أيمن بن أم أيمن مولى رسول الله (صلى الله عليه واله) وأبو واقد الليثي.
قال الشيخ الطوسي في تتمة الخبر السابق : فجعل أبو واقد يسوق الرواحل سوقا حثيثا فقال علي ارفق بالنسوة يا أبا واقد انهن من الضعائف قال إني أخاف أن يدركنا الطلب قال أربع عليك ، ثم جعل علي يسوق بهن سوقا رفيقا وهو يقول :

ليس إلا الله فارفع ظنكا * يكفك رب الناس ما أهمكا

فلما قارب ضجنان أدركه الطلب وهم ثمانية فرسان ملثمون معهم مولى لحرب بن أمية اسمه جناح وكان قريشا لما فاتهم محمد (صلى الله عليه واله) وبطل كيدهم فيه ولم يقدروا عليه ثم رأوا ان عليا قد خرج من بينهم جهارا بالفواطم الهاشميات لاحقا بابن عمه اعدى أعدائهم وما هو إلا رجل واحد وهم عصبة اخذهم الحنق وهاجت بهم العداوة وقالوا كيف يخرج هذا الشاب الهاشمي المنفرد عن ناصر ابن عم محمد بنسائه ظاهرا غير هياب ولا نناله بسوء ولا نرده صاغرا ، إن هذا لذل وعار علينا إلى الأبد ، فانتخبوا من فرسانهم هؤلاء الثمانية ليلحقوه ويردوه فقال علي لأيمن وأبي واقد أنيخا الإبل واعقلاها وتقدم فأنزل النسوة ودنا القوم فاستقبلهم علي (عليه السلام) منتضيا سيفه والله أعلم كم كان خوف النسوة لما رأوا هذه الحال وكأنهن كن يتناجين هل يستطيع علي وهو رجل واحد راجل ليس بفارس مقاومة ثمانية فرسان فتارة يغلب عليهن الياس ويبتهلن إلى الله تعالى ان ينصر عليا على عدوه وتارة يقلن ان عليا ملامح الشجاعة عليه ظاهرة بينة ولو لم يعلم أنه كفؤ لكل من يعارضه لما خرج بنا ظاهرا معلنا فيغلب عليهن الأمل.

فقال الفرسان : ظننت انك يا غدار ناج بالنسوة ارجع لا أبا لك وهكذا يكون خطاب ثمانية فرسان لرجل واحد لا يظنون أنه يقدر على مقاومتهم قاسيا جافيا قال علي (عليه السلام) مجيبا لهم جواب شخص غير مبال بهم ولا مكترث ، جواب هادئ مطمئن : فإن لم أفعل ؟ فأجابوه بجواب كسابقه في القساوة والجفاء قالوا : لترجعن راغما أو لنرجعن بأكثرك شعرا وأهون بك من هالك ودنوا من المطايا ليثوروها فحال علي (عليه السلام) بينهم وبينها فاهوى له جناح بسيفه فراع عن ضربته رواع عارف بالفنون الحربية ماهر فيها وهو بعد لم يباشر حربا قبلها وسنه لم يتجاوز العشرين أو تجاوزها بقليل وضرب جناحا على عاتقه فقده نصفين حتى وصل السيف إلى كتف فرسه وذلك إن عليا راجل وجناح فارس والفارس لا يمكنه ضرب الراجل بالسيف حتى ينحني ليصل سيفه إلى الراجل فلما انحنى جناح لم يمهله علي حتى يعتدل بل عاجله بأسرع من لمح البصر وهو منحن بضربة على عاتقه  قبل ان يعتدل قدته نصفين ، وهذا شئ لم يكن في حسبان جناح وأصحابه وشد علي أصحابه وهو على قدميه شدة ضيغم وهو يقول:

خلوا سبيل الجاهد المجاهد * آليت لا أعبد غير الواحد

فتفرق القوم عنه وقالوا : احبس نفسك عنا يا ابن أبي طالب قال : فاني منطلق إلى أخي وابن عمي رسول الله فمن سره ان أفري لحمه وأريق دمه فليدن مني وهنا هدأ روع النسوة وعلمن انهن بصحبته في منجاة من كل خطر وقد ذكرنا فيما مر المقايسة بين هذه الحال لما لحق عليا ثمانية فوارس وبين حال النبي (صلى الله عليه واله) لما لحقه ومن معه فارس واحد فراجع .

ثم اقبل علي بعد قتله جناحا وفرار أصحابه على أيمن وأبي واقد وقال لهما اطلقا مطاياكما ثم سار ظافرا قاهرا حتى نزل ضجنان فلبث بها يومه وليلته ولحق به نفر من المستضعفين من المؤمنين فيهم أم أيمن مولاة رسول الله (صلى الله عليه واله) وبات ليلته تلك هو والفواطم طورا يصلون وطورا يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم حتى طلع الفجر فصلى بهم صلاة الفجر ثم سار لا يفتر عن ذكر الله هو ومن معه حتى قدموا المدينة ، وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم بقوله تعالى : {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 191] إلى قوله {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} [آل عمران: 195] , وتلي (صلى الله عليه واله) : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ } [البقرة: 207] , وفي سيرة ابن هشام : أقام علي بن أبي طالب (عليه السلام) بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله (صلى الله عليه واله) الودائع ثم لحق به بقبا فأقام بها ليلة أو ليلتين (اه) .

وفي السيرة الحلبية عن الامتاع : لما قدم علي (عليه السلام) من مكة كان يسير الليل ويكمن النهار حتى تفطرت قدماه فاعتنقه النبي (صلى الله عليه واله) وبكى رحمة لما بقدميه من الورم وتفل في يديه وأمرهما على قدميه فلم يشكهما بعد ذلك (اه) ؛ وفي أسد الغابة بسنده عن أبي رافع في تتمة الخبر السابق قال : وأمر النبي (صلى الله عليه واله) عليا أن يلحقه بالمدينة فخرج علي في طلبه بعد ما اخرج إليه أهله يمشي الليل ويكمن النهار حتى قدم بالمدينة فلما بلغ النبي قدومه قال ادعوا لي عليا قيل يا رسول الله لا يقدر ان يمشي فاتاه النبي (صلى الله عليه واله) فلما رآه اعتنقه وبكى رحمة لما بقدميه من الورم وكانتا تقطران دما فتفل النبي (صلى الله عليه واله) في يديه ومسح بهما رجليه ودعا له بالعافية فلم يشتكهما حتى استشهد (اه) .

السنة الأولى من الهجرة وبعد ما دخل النبي (صلى الله عليه واله) المدينة ومعه علي بن أبي طالب واحتمل أبو أيوب رحله فوضعه في بيته كان علي معه وبقي في بيت أبي أيوب سبعة أشهر حتى بنى مسجده ومساكنه .

قال المفيد: فانزله النبي (صلى الله عليه واله) عند وروده المدينة داره ولم يميزه من خاصة نفسه ولا احتشمه في باطن امره وسره (اه) ؛ ثم لما بنى مسجده وبنى لنفسه بيوتا حول المسجد اسكنها أزواجه بنى لعلي بيتا بجنب البيت الذي كانت تسكنه عائشة وسكنه علي وسكنت معه الزهراء لما تزوج بها ، ولما بنى المسجد عمل فيه رسول الله (صلى الله عليه واله) والمهاجرون والأنصار ومنهم علي وكان رجل من المهاجرين عليه ثياب بيض فكان يحيد عن الغبار محافظة على ثيابه ، قال ابن هشام في سيرته وارتجز علي بن أبي طالب :

لا يستوي من يعمر المساجدا * يدأب فيها قائما وقاعدا

ومن يرى عن الغبار حائدا

فاخذها عمار بن ياسر فجعل يرتجز بها فلما أكثر ظن رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) إنه إنما يعرض به ، وقد سمي ابن إسحاق الرجل ، فقال قد سمعت ما تقول منذ اليوم يا ابن سمية والله إني لأراني سأعرض هذه العصا لأنفك وفي يده عصا فغضب رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم قال : ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ، إن عمارا جلدة ما بين عيني وانفي وهو موضع أكرم المواضع على الإنسان في وجهه الذي هو أكرم أعضاء البدن عليه وهما في السيرة الحلبية من أن الرجل الذي ظن أن عمارا يعرض به هو عثمان بن مظعون غير صحيح ، ولو كان هو لما كتم ابن هشام اسمه واقتصر على قوله ، وقد سمي ابن إسحاق الرجل بل هو سمي لابن مظعون ولما ارتجز علي بهذا الرجز لم يكن في وسعه أن يعارضه فلما اخذه عمار وكرر الارتجاز به رأى مجالا لمعارضة عمار لضعفه ؛ وما في طبقات ابن سعد من أنه بعث من منزل أبي أيوب زيد بن حارثة وأبا رافع إلى مكة فقدما عليه بفاطمة وأم كلثوم ابنتيه وسودة بنت زمعة زوجته مخالف لما عليه عامة الرواة وللاعتبار .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.