المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05
الانفاق من طيبات الكسب
2024-11-05
امين صادق واخر خائن منحط
2024-11-05



صفات الشاب الصالح / الكرم والعفو  
  
1742   08:38 صباحاً   التاريخ: 7-4-2022
المؤلف : الشيخ حسين قازان
الكتاب أو المصدر : إستعد للزواج
الجزء والصفحة : ص87ــ89
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-01 1062
التاريخ: 23-4-2018 1771
التاريخ: 28-7-2017 2182
التاريخ: 17-9-2020 15958

وهو من أهم ما يتصف به الإنسان حتى أن البعض يعتبر أن صفة الكرم أصل وأم الصفات الأخلاقية وفي الحديث "نعم الخلق التكرم"(1) والله تعالى كريم يحب الكرم ولا بد أن تكون هذه الصفة في الزوجين وذكرناها عند الشاب لأنه المالك لزمام الأمور في المنزل والذي ينفق عليه فإن توفر معه المال ينبغي أن يوسع على عائلته وأولاده من ناحية الطعام واللباس و...، كما أن المرأة قد تخطىء أحياناً في حق زوجها فإن كان كريماً فإنه يعفو عنها ولا يقابلها بالمثل، بل يحسن إليها ويغفر زلتها وإن لم يكن كذلك فإنه يقسو عليها وتكون حياتها معه عصيبة وذلك لأن من عادة اللئيم الأعمال القبيحة والإساءة كما جاء في الحديث:

"عادة الكرام حسن الضيعة، وعادة الئام قبح الوقيعة"(2).

وفي حديث عن الإمام علي عليه السلام يصف فيه من لا يعفو عن ذنوب الآخرين قائلاً:

"شر الناس من لا يعفو عن الزلة ولا يستر العورة (القبيح)"(3).

ـ السعي نحو الكمال

من أهم صفات العاقل طلب الكمال كما جاء عن الإمام علي عليه السلام:

"العاقل يطلب الكمال والجاهل يطلب المال".

والإسلام حث كثيراً على حب التطور والتكامل، فلا يقنع المرء بما لديه من علم ومعرفة، وما وصل إليه من عبادة وخدمة للناس إنما يبقى وبشكل دائم يسعى نحو المزيد من المعرفة والحصول على قدرة أكبر لخدمة الناس.

الله تعالى خلق الإنسان مجبولاً على حب الكمال والسعي نحوه ولكن للأسف فكثيرون يخطئون في تحديد ومعرفة هذا الكمال ولذلك كان الجاهل يطلب المال لأنه يظن ويتوهم بأنه الكمال الذي يبحث عنه غافلاً عن أنه يفنى ويزول وما يريده في الحقيقة حي باق لا يزول.

ينبغي للفتاة أن تسعى للاقتران بشاب يعرف بأن الكمال الحقيقي هو الله تعالى ويسعى نحوه. وبالتالي فإن اختيارها هذا يجعلها أفضل مما سبق وتكون حياتها مع هذا الشاب نشيطة مليئة بالبحث عن المعرفة والحقيقة، مغمورة بحب الكمال والتوجه إليه والذي هو الله سبحانه وتعالى.

أما التي تختار شاباً غابت فطرته عنه فإنه يجبرها على الحياة الفارغة الفاقدة لأي تطور وسير نحو الأمام لاكتساب المزيد من الكمالات والفضائل.

وقد ذم الإسلام الأشخاص الذين يبقون كما هم، وتبقى أيامهم على ما هي عليه دون تقدم. قال الإمام الكاظم عليه السلام: "من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون، ومن لم يعرف الزيادة في نفسه فهو في نقصان، ومن كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة"(4).

ولا بد لنا أن نذكر في ختام كلامنا عن صفات الزوج الصالح الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله في وصف خيار الرجال فقد جاء أنه صلى الله عليه وآله قال "ألا أخبركم بخيار رجالكم؟!" قالوا بلى يا رسول الله فقال صلى الله عليه وآله: "إن من خير رجالكم التقي النقي، السمح الكفين، السليم الطرفين، البر بوالديه، ولا يلجىء عياله إلى غيره.

ثم قال صلى الله عليه وآله: ألا أخبركم بشرار رجالكم، فقالوا بلى يا رسول الله فقال صلى الله عليه وآله: إن من شر رجالكم البهات البخيل الفاحش الأكل وحده، المانع رفده، الضارب أهله وعبده، الملجىء عياله إلى غيره، العاق بوالديه"(5).

__________________________________

(1) بحار الأنوار ج77.

(2) ميزان الحكمة الباب 458.

(3) المصدر السابق ج 6.

(4) بحار الأنوار ج18.

(5) وسائل الشيعة ج 14. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.