أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-6-2017
2180
التاريخ: 3-1-2018
1734
التاريخ: 14-2-2022
1972
التاريخ: 16-12-2021
5364
|
من حق الفتاة أن تدرس مكانة الشاب الذي يخطبها دراسة كاملة وشاملة تشمل أفكاره وأفعاله وأخلاقه وما يدين به، فلا يحقّ لها أن تتزوّج مع كل شاب بمجرد رؤية بعض المؤهّلات فيه، فمن المهمّ جداً أن الفتاة تتعرف على أخلاقيات الشاب وعلى إيمانه.
1ـ الإيمان والتقوى
فأوّل شرط يجب أن تنظر فيه الفتاة أو من يتعهّد ذلك من قبَلها هو إيمان الشاب وتقواه وخوفه من الله تبارك وتعالى.
فلو جمعت كلّ الصّفات الحسنة في شابّ ولم يكن مؤمناً تقياً يخاف الله، فليس بأهلٍ أن يزوّج. ولا يجوز للفتاة أن تتخذ هذا الشاب الذي لا يخاف من الله بعلاً لها كائناً من كان.
روى الطبرسي في مكارم الأخلاق عن الحسن (عليه السلام) أنّه جاء رجل إليه يستشيره في تزويج إبنته، فقال: زوّجها من رجل تقيّ؛ فإن أحبّها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها (1).
2ـ أن يكون أميناً
ومن الموارد المهمّة التي يجب تحقيق ذلك من ناحية الزّوجة أن تعرف أمانة الشاب الذي خطبها، فلو لم يكن الشّاب أميناً، معناه يكون خائناً والخائن لا يؤتمن حتى على المال، فكيف بالعرض؟ لأنّ الزّوجة أمانة عنده، فلو لم يكن أميناً، لا يكون أهلاً لذلك.
روى الحسين بن بشار الواسطي، قال: كتبت إلى أبي جعفر (عليه السلام) أسأله عن النكاح فكتب الي: من خطب إليكم فرضيتم دينه وأمانته فزوّجوه: {إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال: 73] (2).
3ـ أن يكون عفيفاً
أكّد الإمام الصادق (عليه السلام) على عفّة الشّاب وبيّن أنّ ذلك من الكفويّة بحيث إذا لم يكن عفيفاً فليس بكفوٍ.
روى الصدوق في معاني الأخبار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: الكفو أن يكون عفيفاً وعنده يسار (3)، والمقصود بالعفّة هي حصول حالة للنّفس تمنع بها عن غلبة الشهوة.
قال القمي: ويطلق في الأخبار غالباً على عفة البطن والفرج، وكفّهما عن مشتهياتهما المحرّمة (4).
3ـ لا يكون سيّء الأخلاق
وعلى الشاب أيضاً أن يترك عاداته من عهد الطفولة والحداثة، ويترك الأخلاق السيئة والحدة والعصبية، فلا شك أن الأخلاق الذميمة تقلل من قيمة الرجل تماماً.
وفي النهاية نقول: أنّه لا يتوقّع الشاب أن يزوّجوه وهو سيّء الأخلاق لأنّ الشرع المقدّس منع الفتاة من الزّواج بهذا الشاب.
روى الصدوق بسنده عن إبن بشّار الواسطي، قال: كتبت إلى أبي الحسن الرّضا (عليه السلام)، أنّ لي قرابة قد خطب إلي وفي خلقه سوء.
قال: لا تزوّجه إن كان سيّء الخلق (5).
فلو تأمّلنا فيما قاله الرضا (عليه السلام) لابن بشّار وما ركّز عليه: أنّ العلّة في منعه زواج إبنته مع الشاب الذي كان من أقاربه هي الأخلاق السيئة التي كانت في هذا الشاب.
4ـ لا يكون شارب الخمر
ومن جملة المؤهلات التي يجب أن يتّصف الشاب الذي يريد الزّواج هو الإبتعاد عن كل ما يشينه ويسقطه عن أعين الناس.
فإنّ الشاب كل ما تقرب الى أفعال الشيطان ومنوياته إبتعد عن الأخلاق الكريمة؛ منها: إدمانه الخمر. فلذلك لا يحقّ لأيّ والد مسلم مؤمن أن يزوّج كريمته شارب الخمر والمدمن عليه لأنّه ليس بأهل لذلك.
قال الصادق (عليه السلام): من زوّج كريمته من شارب الخمر فقد قطع رحمها (6).
وعنه أيضاً قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من شرب الخمر بعد ما حرمها الله على لساني فليس بأهل أن يزوّج إذا خطب (7).
وعنه أيضاً قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): شارب الخمر لا يزوّج إذا خطب (8).
5ـ لا يكون فاسقاً
وعنه (صلى الله عليه وآله): من زوّج كريمته من فاسق نزل عليه كل يوم ألف لعنة (9).
قال الفيض الكاشاني: ويجب على الولي أيضاً أن يراعي خصال الزّوج، وينظر لكريمته فلا يزوّجها ممن ساء خلقه أو خلقه أو ضعف دينه أو قصر عن القيام بحقها أو كان لا يكافيها في نسبها، قال (صلى الله عليه وآله): النكاح رقّ فلينظر أحدكم أن يضع كريمته، والاحتياط في حقها أهمّ لأنّها رقيقة بالنكاح لا مخلص لها، فالزوج قادر على الطلاق بكل حال، ومهما زوّج ابنته من ظالم أو فاسق أو مبتدع أو شارب خمر فقد جنى على دينه وتعرض لسخط الله بما قطع من الرحم بسوء الاختيار، وقال (صلى الله عليه وآله) من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها (10).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ مكارم الأخلاق، ص 204.
2ـ وسائل الشيعة، ج 14، ص 51.
3ـ معاني الأخبار، ص 239.
4ـ سفينة البحار، ج 2، ص 207.
5ـ من لا يحضره الفقيه، ج 2، ص 131.
6ـ وسائل الشيعة، ج 14، ص 53.
7ـ المصدر السابق.
8ـ المصدر السابق.
9ـ مستدرك الوسائل، ج 14، ص 192.
10ـ المحجة البيضاء، ج 3، ص 94.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|