المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في اليابان
2024-11-06
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06

لا يخفّف من عذاب جهنم عن الكافرين
1/10/2022
Link Diagram
27-6-2021
جملة ممن عاصر الرضا (عليه السلام)
27-7-2016
نظرة سريعة عن حياة الزهراء عليها السلام
24-5-2022
حكم الصغيرة واليائسة اذا رأتا الدم.
22-1-2016
جرائم الجلسات وأثرها على النطاق الشخصي
9-5-2017


نظرة سريعة وموجزة لحياة النبي الخاتم (ص)  
  
1899   09:04 مساءً   التاريخ: 22-3-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1، ص25- 29
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

ولد خاتم النبيين وسيّد المرسلين محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب ( صلّى اللّه عليه واله ) في السابع عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل بعد أن فقد أباه ، ثم استرضع في بني سعد ، وردّ إلى امّه وهو في الرابعة أو الخامسة من عمره . وقد توفّيت امّه حين بلغ السادسة من عمره فكفله جدّه واختص به وبقي معه سنتين ثمّ ودّع الحياة بعد أن أوكل أمر رعايته إلى عمّه الحنون أبي طالب حيث بقي مع عمّه إلى حين زواجه .

وسافر مع عمّه إلى الشام وهو في الثانية عشرة من عمره والتقى ببحيرا الراهب في الطريق فعرفه بحيرى وحذّر أبا طالب من التفريط به وكشف له عن تربص اليهود به الدوائر .

وحضر النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) حلف الفضول بعد العشرين من عمره وكان يفتخر بذلك فيما بعد ، وسافر إلى الشام مضاربا بأموال خديجة وتزوجها وهو في الخامسة والعشرين وفي ريعان شبابه ، بعد أن كان قد عرف بالصادق الأمين ، وقد ارتضته القبائل المتنازعة لنصب الحجر الأسود لحل نزاعها فأبدى حنكة وابداعا رائعا أرضى به جميع المتنازعين .

وبعث وهو في الأربعين وأخذ يدعو إلى اللّه وهو على بصيرة من أمره ويجمع الاتباع والأنصار من المؤمنين السابقين .

وبعد مضي ثلاث أو خمس سنوات من بداية الدعوة إلى اللّه ، أمره اللّه بإنذار عشيرته الأقربين ثم أمره بأن يصدع بالرسالة ويدعو إلى الإسلام علانية ليدخل من أحبّ الإسلام في سلك المسلمين والمؤمنين .

ومن ذلك الحين أخذت قريش تزرع الموانع أمام حركة الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وتحاول أن تمنع من انتشار الرسالة صادّة بذلك عن سبيل اللّه . وعمل النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى فتح نافذة جديدة للدعوة خارج مكة فأرسل عدّة مجاميع من المسلمين إلى الحبشة بعد أن حظوا باستقبال ملكها ( النجاشي ) وترحيبه بقدومهم فاستقروا فيها بقيادة جعفر بن أبي طالب ولم يتركها جعفر الّا في السنة السابعة بعد الهجرة .

ولم تفلح قريش في تأليب النجاشي على المسلمين ، فبدأت بخطّة جديدة تمثّلت في فرض الحصار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والذي استمرّ لمدة ثلاث سنوات - فلمّا أيست من إخضاع النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) وأبي طالب وسائر بني هاشم لأغراضها فكّت الحصار ولكن النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) وعشيرته بعد أن خرجوا من الحصار منتصرين امتحنوا بوفاة أبي طالب وخديجة - سلام اللّه عليهما - في السنة العاشرة من البعثة وكان وقع الحادثين ثقيلا على النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) لأنّه فقد بذلك أقوى ناصرين في عام واحد .

وهنا رجّح بعض المؤرّخين تحقق حادثة الاسراء والمعراج والنبيّ في أوج هذا الحزن والضغط النفسي على النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) وهو يرى صدود قريش ووقوفها بكل ثقلها أمام رسالته ففتح اللّه له آفاق المستقبل بما أراه من آياته الكبرى فكانت بركات ( المعراج ) عظيمة للنبي وللمؤمنين جميعا .

وهاجر الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى الطائف ليبحث عن قاعدة جديدة ولكنه لم يكسب فتحا جديدا من هذه البلدة المجاورة لمكة والمتأثرة بأجوائها ، فرجع إلى مكة بعد أن اختار جوار مطعم بن عدي فدخلها ، وبدأ نشاطا جديدا لنشر الرسالة وفي مواسم الحج حيث أخذ يعرض نفسه على القبائل القاصدة للبيت الحرام لأداء مناسك الحج وللإتجار في سوق عكاظ ففتح اللّه له أبواب النصر بعد التقائه بأهل يثرب ، واستمرّت دعوته إلى اللّه وانتشر الاسلام في يثرب حتى قرّر الهجرة إليها بنفسه بعد أن أخبره اللّه تعالى بكيد قريش حين أجمعت بطونها على قتله والتخلّص منه نهائيّا ، فأمر عليّا ( عليه السّلام ) بالمبيت في فراشه وهاجر هو إلى يثرب بكل حيطة وحذر ، ودخلها وأهل يثرب على أتمّ الاستعداد لاستقباله ، فوصل ( قبا ) في غرّة ربيع الأول وأصبحت هجرته المباركة مبدأ للتأريخ الاسلامي بأمر منه ( صلّى اللّه عليه واله ) .

وأسّس النبيّ الخاتم ( صلّى اللّه عليه واله ) أوّل دولة اسلامية فأرسى قواعدها طيلة السنة الأولى بعد الهجرة بدءا بكسر الأصنام وبناء المسجد النبوي الذي أعدّه مركزا لنشاطه ودعوته وحكومته وبالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ليقيم بذلك قاعدة شعبية صلبة يقوم عليها بناء الدولة الجديدة ، هذا مضافا إلى كتابة الصحيفة التي نظم فيها علاقة القبائل بعضها مع بعض والمعاهدة التي أمضاها مع بطون اليهود حيث كانت تشتمل على الخطوط العامة لأوّل نظام إداري وحكومي إسلامي .

ولقد واجهت الدولة الإسلامية الفتية وكذا الدعوة الإسلامية مواجهة شرسة من جانب قريش التي عزمت على اكتساح الدعوة والدولة الإسلاميتين فشنّت الحرب بعد الحرب على المسلمين وكان لا بدّ للنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) والمسلمين من الدفاع .

وبدأت سنوات الدفاع عن هذه الدولة الفتية وقد افتتحها بأوّل سريّة بقيادة عمّه حمزة في الشهر السابع بعد الهجرة وجهّز ثلاث سرايا إلى نهاية العام الأوّل من الهجرة . ونزلت في هذا العام آيات كثيرة من سورة البقرة لترسم للنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ودولته وأمّته أحكاما خالدة وتفضح خطط المنافقين وتكشف مؤامرات اليهود ضدّ خاتم المرسلين ودولته العالمية الجديدة .

لقد استهدفت قريش النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ودولته من خارج المدينة ، واستهدف اليهود هذه الدولة من داخل المدينة فرصد النبيّ تحركاتهم جميعا ، وتتابعت ثمان غزوات وسريّتان طيلة العام الثاني بما فيها غزوة بدر الكبرى في رمضان المبارك حيث افترضت فريضة الصيام وتمّ تحويل القبلة الذي أعطى لاستقلال الامّة المسلمة والدولة الاسلامية بعدا جديدا .

وحفل العام الثاني بمزيد من الانتصارات العسكرية من جانب ونزول التشريعات السياسية والاجتماعية من جانب آخر ومنيت قريش واليهود بأوّل هزيمة فاضحة كما تمّ إجلاء بني قينقاع وهم أول طوائف اليهود التي اتّخذت المدينة وطنا بعد أن نكثوا عهدهم مع الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) عقيب انتصار المسلمين في بدر الكبرى.

واستمرت محاولات قريش العسكريّة ضد الإسلام والمسلمين من خارج المدينة ونكثت قبائل اليهود عهودها مع النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) عدّة مرّات خلال ثلاث سنوات متتابعة ، فكانت خمس غزوات - وهي : أحد وبني النضير والأحزاب وبني قريظة وبني المصطلق - ذات ثقل باهض على عاتق النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) والمسلمين جميعا خلال هذه السنين الثلاث .

وردّ اللّه كيد الأحزاب واليهود معا في العام الخامس بعد أن أبلى المسلمون بلاءا حسنا ومهّد اللّه بذلك للفتح المبين بعد أن أيست قريش من القضاء على شوكة المسلمين وانطلق النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) بعد صلح الحديبية يتحالف مع القبائل المحيطة به ويستقطبها ليجعل منها قوة واحدة أمام قوى الشرك والإلحاد جميعا حتى فتح اللّه له مكّة في العام الثامن ومكّنه من تصفية قواعد الشرك في شبه الجزيرة بعد أن أخضع عتاة قريش لدولته وسياسته المباركة .

ثمّ كانت السنة التاسعة عامرة بوفود القبائل التي أخذت تدخل في دين اللّه أفواجا .

وكان العام العاشر عام حجة الوداع وآخر سنة قضاها النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) مع امّته وهو يمهّد لدولته العالمية ولامّته الشاهدة على سائر الأمم .

وتوفّي النبيّ القائد ( صلّى اللّه عليه واله ) في الثامن والعشرين من صفر المظفر سنة احدى عشرة هجرية بعد أن أحكم دعائم دولته الاسلامية حيث عيّن لها القيادة المعصومة التي تخلفه وتترسّم خطاه متمثّلة في شخص علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ذلك الانسان الكامل الذي ربّاه الرسول الكريم بيديه الكريمتين منذ أن ولد ورعاه أحسن رعاية طيلة حياته ، وجسّد الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) كل قيم الاسلام في فكره وسلوكه وخلقه وضرب مثلا أعلى في الانقياد لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ولأوامره ونواهيه فكان جديرا بوسام الولاية الكبرى والوصاية النبوية والخلافة الإلهية حيث رشّحه عمق وجوده في كيان الرسالة الاسلامية والثورة الإلهيّة والدولة النبوية ليكون النائب الأوّل لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) حين غيابه عن مسرح الحياة بأمر من اللّه سبحانه وتعالى .

وقد لبّى الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه واله ) نداء ربّه بعد أن أتمّ تبليغ الرسالة بنصب عليّ ( عليه السّلام ) هاديا وإماما للمسلمين على الرغم من حراجة الظروف وصعوبتها .

وهكذا ضرب الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) المثل الأعلى لطاعة اللّه والانقياد لأوامره حيث بلّغ أمر اللّه أحسن تبليغ وأتمّ الحجة بأبلغ بيان .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.